نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إمكانية تورط رجل الأعمال الليبي إسكندر الجوهري؛ في قضية تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سنة 2007. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته «عربي21»، إن الجوهري قد تعرض مؤخرا لمحاولة اغتيال في باريس، ويرجح أن تكون هذه المحاولة «عملية تصفية حسابات». في المقابل، استغرب الجوهري من أن يكون مستهدفا، خاصة أنه أعلم الشرطة الفرنسية بأنه «ليس له أعداء». وذكرت الصحيفة أن الجوهري على علاقة وطيدة مع ديفيد ترجمان، الفرنسي من أصول تونسية وأحد أكبر مديري الملاهي الليلية في فرنسا، وقد نجا سابقا من محاولة اغتيال سنة 1986، مع العلم أن الشراكة بين هذين الرجلين ساهمت في ارتفاع مداخيلهم المالية، وهذا يعتبر سببا قويا من شأنه أن يخلق للجوهري عداوة مع منافسين آخرين. وفي سياق آخر، تحدثت الصحيفة عن العلاقة التي تجمع الجوهري بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حيث اتصل الجوهري في 21 يناير سنة 2015 بساركوزي هاتفيا، وطلب منه أن يتوسط له لتنظيم لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القريب العاجل، إلا أن ساركوزي أجابه بطريقة سريعة خوفا من أن تكون المكالمة مراقبة قائلا: «سنتكلم غدا». وتجدر الإشارة إلى أن التحقيقات ما زالت جارية حول تمويل حملة ساركوزي الانتخابية سنة 2007 من طرف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ويُعد الجوهري طرفا أساسيا في القضية. وأضافت الصحيفة أن ساركوزي، ينحدر من عائلة مهاجرة وضعيفة الدخل، حيث عمل والده لحاما. وقد ولد في سان دينيس، في ضواحي مدينة باريس. وقد بدت حظوظه ضئيلة بالفوز بالانتخابات الرئاسية، نظرا لتاريخه العائلي ولضعف الدعم المالي، لكنه ما لبث أن تعرف على الجوهري وسرعان ما نظما لقاءات سرية في عدة فنادق فخمة، انتهت بحصول ساركوزي على عشرات الملايين من اليوروهات. وبعد فوز ساركوزي، أصبح الجوهري من الشخصيات الأكثر تأثيرا في فرنسا. وأكدت الصحيفة أن الجوهري بدأ استثماراته المالية في فرنسا سنة 1980، حيث كان صاحب أحد المقاهي الفخمة، ثم أصبح مالكا لأكبر ملهى ليلي في مدينة باريس، ثم تعرف على ابن الأمين العام السابق لمنظمة اليونسكو، السنغالي أمادو مختار مبو، الذي ساهم في فتح آفاق الاستثمار أمام الجوهري داخل عواصم إفريقية. وذكرت الصحيفة أنه بعد إعلان براءة الجوهري على خلفية اتهامه بمحاولة قتل شريكه دافيد ترجمان، وبعد ارتفاع مداخيله المالية داخل وخارج فرنسا، أصبح يتجول بسيارته من نوع «جاغوار» في ضواحي باريس بكل حرية، مما أثار حفيظة بعض الناشطين الذين شككوا في نزاهة الذمة المالية للجوهري. وقالت الصحيفة إنه خلال سنة 1990 قام الجوهري بتأسيس وكالة أنباء أوروبية عربية وأوروبية إفريقية، مما ساهم في تمتين علاقته ببشير صالح، مدير مكتب معمر القذافي. بعد ذلك أصبح الجوهري الممثل الأول لشركة «تاغ أيرونوتيك» لصناعة محركات سيارات «الفورمولا 1» وصناعة محركات الطائرات في الجزائر، مع العلم أن صاحب هذه الشركة هو الملياردير السعودي أكرم أوجيه المختص أساسا في تجارة الأسلحة. من جهة أخرى، أفادت الصحيفة أن قضية تمويل ساركوزي من قبل الجوهري قد تورط فيها أيضا المستشار العدلي السابق لساركوزي، باتريك أوار، وسكريتيره الخاص كلود غيون، الذي لم ينكر علاقته بالجوهري خلال التحقيقات، حيث قال: «أعرف الجوهري ولكن لا أعرف طبيعة عمله بالضبط». وبينت الصحيفة أن الجوهري قام بالعمل على استثمار أمواله داخل حلقات مالية معقدة، حيث أصبح يملك عدة حسابات مالية تحمل اسمه في بنوك عالمية مختلفة، وتشمل هذه الحسابات مبالغ مالية كبرى مهربة من ليبيا.