من يقرأ هذا العنوان: «صباح الخير أيها الحزن»، يتذكر مباشرة الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان، اسمها الحقيقي فرانسواز كواريز. ويوم الأربعاء 24 شتنبر هو تاريخ مزدحم بها، بموتها يوم 24 شتنبر 2004. لذلك فيوم الأربعاء سيتذكر الفرنسيون كاتبتهم الكبيرة التي كتبت روايتها الأولى «صباح الخير أيها الحزن» وهي لم تتجاوز بعد سنتها الثامنة عشر. كما سيتذكرون شاعرهم العظيم «بول إيلوار» الذي اقتبست ساغان عنوان روايتها من إحدى قصائده. الأشياء مرتبطة في الأدب الفرنسي بشكل مثير. شاعر يحيل إلى روائية، وروائية تحيل إلى شاعر. فيلسوف يحيل إلى كاتبة أو إلى رسام؛ جان بول سارتر وسيمون دي بوفورا، سارتر وبيكاسو، روائية تحيل إلى روائي آخر من القرن التاسع عشر؛ اسم «ساغان» يحيل إلى رواية بروست «البحث عن الزمن المفقود» إذ أن فرانسواز اقتبست اسم الكتابة هذا، أو اسم القلم كما يقول الفرنسيون، من إحدى شخصيات رواية بروست. روائية تحيل على رجل سياسة ورئيس سابق لفرنسا هو فروانسوا ميتران، والعديد من الصور تؤرخ لعلاقة وطيدة بين رئيس دولة وكاتبة أشهرها تلك التي التقطت لهما معا وهما على مائدة عشاء وكؤوس نبيذ أمامهما ليلة 28 أبريل من سنة 1992. لذلك فميتران من بين الكثيرين الذين سيتذكرون فروانسواز ساغان. بل إن فرنسا بأجمعها ستتذكر كاتباتها الشابات اللواتي نبغن قبل سن العشرين. وستعتذر فرنسا لساغان التي عاشت حياة مليئة بالشهرة والمتعة والجمال، لكنها انتهت، كما تنتهي كل حياة، بخفوت وانطفاء، ستعتذر لانها تذكرت «صباح الخير أيها الحزن» ونسيت أعمالها الأخرى الأدبية والفنية الأخرى: أفلامها، مسرحياتها، أغنياتها، وخصوصا موقفها المناهض للحرب ضد الجزائر، وانحيازها للحداثة النسوية والأدبية لكاتبة حددت الكتابة كما يلي:» المتعة المزدوجة في سرد قصة للذات وللآخرين».