أكد الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، أول أمس الاثنين بالرباط، أن إفريقيا مدعوة أكثر من أي وقت مضى للانخراط بشكل فاعل في دينامية الحكامة العمومية المسؤولة، لاسيما من خلال تعزيز الريادة داخل إدارتها العمومية. وأبرز بنعبد القادر خلال ندوة حول «دور الريادة في مسلسل إصلاح وتحديث الإدارات العمومية»، ينظمها المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد) من 29 إلى 31 يناير الجاري، بشراكة مع المدرسة الوطنية العليا للإدارة، التقدم الكبير الذي أحرزته البلدان الإفريقية على مستوى الحكامة العمومية وإحداث «إدارة عمومية مؤهلة للاستجابة لانتظارات وانشغالات مواطني القارة». وأشار إلى أن «المملكة المغربية انخرطت في مسلسل مندمج للإصلاحات الهيكلية والمؤسساتية يستند إلى التوجيهات المتبصرة والرؤية الحداثية لجلالة الملك محمد السادس، التي تعكس مبادئ ومقتضيات الدستور، لاسيما تلك المتعلقة بترسيخ الحكامة العمومية الجيدة». وأكد بنعبد القادر أن الوزارة وضعت الحكامة العمومية «في صلب برنامجها الإصلاحي، موضحا أن منظومة الإصلاح المغربية ترتكز على أربعة محاور تهم «التحول الرقمي والتحول التنظيمي والتحول الأخلاقي والتحول التدبيري». وسجل أن إرساء قيادة عمومية على ضوء الحكامة العمومية المواطنة يمر بالضرورة عبر إرساء إدارة عمومية مهنية ومواطنة ومنسجمة مع مبادئ الحياد والاستحقاق والمساواة والشفافية والكفاءة وربط المسؤولية بالمحاسبة. من جهته، أكد المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، رشيد ملياني، أن المغرب يعتزم، من خلال تنظيمه لهذا المؤتمر بالرباط، إبراز عزمه على العمل على تطوير التعاون والاندماج بين البلدان الإفريقية وكذا من أجل إقلاع إفريقيا ونموذجها الخاص، مشيرا إلى أن «هذه الطموحات توجد في صلب رؤية جلالة الملك لقضية الحكامة والنجاعة الإدارية». وأبرز الدور الهام للريادة في نجاح كافة المبادرات الإصلاحية للحكامة الإدارية، مسجلا أن الريادة تشكل عنصرا محركا للديناميات وأحد عوامل تسريع الإصلاحات الإدارية. واعتبر أن نجاح الإصلاحات لا يتوقف فقط على تطبيق «الممارسات الفضلى»، بل أيضا على تكييف الأطر المؤسساتية الكفيلة بظهور قيادة قادرة على حل المشاكل التي تعيق التنمية. ويناقش المشاركون في هذه الندوة، من مسؤولين وباحثين وخبراء من مختلف المؤسسات الإفريقية، دور القيادة في مسلسل الإصلاح وتحديث الإدارات العمومية الإفريقية، وذلك في ضوء أسس الحكامة العمومية المسؤولة. يذكر أن المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد)، الذي يعقد يومه الأربعاء في الرباط اجتماع مجلسه التنفيذي، هو منظمة حكومية إفريقية تسعى لأن تكون بمثابة مركز للتميز ودعم الأنشطة الحكومية وأنشطة المنظمات التي تعنى بتقوية القدرات والابتكار في الإدارة العمومية.