إذا كان النقل السري كظاهرة اجتماعية مرضية متفشية على الصعيد الوطني و تعرفها جل مناطق المملكة، فإنها في مركز حد السوالم و ضواحيه أكثر حدة و بروزا لما تعرفه هذه المنطقة من حركية اقتصادية و مجالية كنقطة ربط بين الدارالبيضاء ومدينة برشيد كعاصمة للإقليم. إن النقالة بهذا المركز، و خاصة الطاكسيات الكبيرة، يعانون أشد المعاناة من هذه الظاهرة الخطيرة، وهم إذ يرفعون تظلمهم إلى الجهات المسؤولة جهويا ووطنيا، فإنهم ينددون و يستنكرون تلك السلوكات المشينة التي يقوم بها أولائك الذين يفترض فيهم حماية القانون و محاربة هذه الآفة التي لا تزداد إلا تفشيا واستشراء. فمن المستفيد من هذا الريع المادي الخاص بالنقل غير القانوني، هل درك السوالم أم المسؤولون عن سرية برشيد للدرك الملكي؟ إن نقابة الطاكسيات ترفع هذا التظلم للمسؤولين الجهويين والوطنيين لأنها بدأت تحس بخطورة مثل هذه الأفعال على أرزاق العاملين ولقمة عيشيهم. وبالنسبة للنقابة الممثلة للأصحاب الطاكسيات الكبيرة بالسوالم فإنها قامت بكل الخطوات والإجراءات لذا المسؤولين للفت انتباههم إلى ما وصلت أليه هذه الآفة من أبعاد خطيرة، وقد طالبت مرارا السلطات المحلية بالمركز الترخيص لها للقيام بالوقفات الاحتجاجية في إطار ما يسمح به القانون في هذا المجال. لكن دون جدوى ، ومن هنا فإنها تحمل المسؤولية لكل ما يمكن إن ينتج عن تجاهل المسؤولين للمطالب والاحتجاجات للسلطة المحلية بالمركز ولمسؤولي الدرك المحليين أو الإقليميين في غض البصر و التساهل بل التواطؤ مع هؤلاء الخارجين عن القانون و اشتغالهم في الظلام...