لم يتمكن العلوي، هذا الرجل السبعيني من الرعيل الأول من المهاجرين المغاربة بالديار الفرنسية، من إعلان احتجاجه على الوزير المكلف بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، الذي انطلق في أقل من نصف ساعة في رسم «صورة جميلة ومؤثرة ومعبرة» يشكلها مجمع ملتقى مغاربة العالم المشاركين في احتفالات عيد العرش. يؤجل العلوي احتجاجه إلى العاشر من غشت لحظة الاحتفال باليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، خلال لقاء «امتنان وعرفان للجيل الأول». فاليوم، يوم عيد فطر، وبهو الفندق عاش قبل انطلاق احتفالية الترحيب حركية لا مثيل لها استقبالا لمن حالفهم الحظ في المشاركة في احتفالات عيد العرش. عرفت الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش مشاركة مايقارب 250 مغربية ومغربي من أبناء الجالية في الخارج تعددت مشاربهم ، نساء ورجالا، جغرافية وثقافة، وتنوعت انشغالاتهم واختلفت انتظاراتهم. لقاء تباينت فيه «شروط» اختيارهم بين من اعتبر أنه تحكمت فيه مقاييس «ذاتية» وأخرى «موضوعية»، اختيار تبنى ما يمكن الإيمان به بأنه «الموضوعية» على المستوى الشكلي التنوع والتعدد والتمثيلية الجغرافية، لذر الرماد في عيون «وسائل الإعلام والجالية»، ليخفي المعيار «الذاتي»، الذي كان «الفيصل» في اختيار المشاركين، وهو القرار الذي امتلكته التمثيليات الديبلوماسية والقنصلية في الخارج. بمدخل بهو فندق بالعاصمة الرباط، حيث أقيمت هذه الاحتفالية في إطار الاحتفالات بعيد العرش، تسر عين الناظر مغربيات العالم بأروع القفاطين ومغاربة العالم بلباس عصري وربطات عنق، كل يحتفظ بداخله بسر اختياره والإجابة عنه «سبر» للأغوار و«إبحار» في يم تفاصيل معقدة يتداخل فيها «الأمني» و«الديبلوماسي» و«الجمعوي» و«الديني» وأشياء أخرى، إلى درجة أنه حين تسأل الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة: من الذي اختار المشاركين؟ يحيلونك على التمثيليات الديبلوماسية والقنصلية في الخارج. وتلك قصة أخرى!!. عاش ضيوف الرباط من أبناء الجالية المغربية في الخارج، المشاركون في الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، خمسة أيام حيث كان الوصول الاثنين(28 يوليوز) والمغادرة الجمعة (فاتح غشت)، ولا مدعاة للاستغراب إذا بلغ إلى علم المشاركين في هذه الذكرى الغالية، أن السيد الوزير «إنسان كريم» وأنهم كلفوا ميزانية الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة، فقط 190 مليون شملت الإيواء والتغذية، والتنقل لربما، فهذه الزيارة، على حد تعبير أحد الظرفاء «قصيرة في الزمان غير أنها ثقيلة في الميزان». انتهت الاحتفالية، بتنظيم الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة حفل عشاء على شرف الضيوف، لكن اللافت للنظر حينها إصرار شخص بين الفينة والأخرى على التحاق السيد الوزير لتقديم وجبة العشاء دفعة واحدة، طريقة التعامل مع السيد الوزير كشفت أن «الأمر يتعلق بصاحب وكالة أسفار رباطية سيتأكد الزمر أنه «الفائز» بصفقة تنظيم هذه التظاهرة من ألفها إلى يائها» (التي يعتقد أنه «تبارت» حولها ثلاث وكالات سياحية)، والذي كان له «الامتياز» في الظفر بصفقة «عاشت مراحل تصريفها تكتما كبيرا» تحت يافطة أنها «أمر» يتعلق بحفل يرتبط ب«القصر الملكي»، حسب ما تسرب من مديرية الموارد البشرية والميزانية. لم يكن مهندس صفقة الضيوف ال250 لسنة 2014، إلا واحدا من موظفي الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة، موظف في سلمه الاداري التاسع، حديث الحصول على الدرجة العاشرة، رجل يمتلك مكتبا فارها داخل الوزارة، ويحب الگولف ويشارك في مسابقاته مع شخصيات مهمة، مكنه مجهوده العقلي والعضلي من أن يمتلك شقة فارهة وسيارة آخر طراز أيضا، وبالرغم من أن مدخوله لا يتجاوز 5000 درهم فهو يقوم بسفريات عبر مختلف دول أوروبا على نفقته الخاصة. وبالرغم من أن ظاهر الأشياء يبين أن مصاريف استقبال الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين في الخارج وشؤون الهجرة لما يقارب 250 مغربية ومغربيا من أبناء الجالية المغربية في الخارج للاحتفاء بعيد العرش كلفت 190 مليون سنتيم سنة 2014، فهي لم تتجاوز مدة 3 سنوات كاملة (2009،2010،2011)، لفائدة 250 مشارك ومشاركة ميزانية تقارب 5.000.000 درهم (تشمل تذاكر السفر، المبيت بفندق 5 نجوم بالرباط، و6 حافلات كبيرة الحجم لنقل المشاركين إلى مدينتي طنجة وتطوان لحضور الاحتفالات).