شرعت في تحرير مخالفات في أحياء بطنجةالرباط والدارالبيضاء وسط مطالب بتوفير التشوير الطرقي شرعت عناصر من أمن المرور انطلاقا من يوم الخميس الأخير بكل من مدن طنجة، الرباط والدارالبيضاء، في أحياء بعينها، في تحرير مخالفات للراجلين الذين يعبرون الشارع بشكل عشوائي ولا يستعملون ممرات الراجلين المخصصة لهم، والتي تعين بناء عليها تسديد المخالفين لدعيرة تقدّر ب 25 درهما. الخطوة تأتي تفعيلا لأحد مضامين مدونة السير، والتي تهدف إلى المساهمة في التقليص من نسب الحوادث التي يكون سببا فيها عدد من الراجلين نتيجة لسلوكات متهوّرة، وعرّفت المادة 85 من القانون رقم 52.05 المتعلّق بمدونة السير على الطرق، الراجل بكونه كل شخص يتنقّل مشيا على الأقدام في الطريق العمومية، مبرزة أنه يعتبر في حكم الراجلين الأشخاص الذين يسوقون على الطريق العمومية عربات الأطفال، أو عربات المعاقين، والأشخاص الذين يقودون سيرا على الأقدام دراجة أو دراجة بمحرك أو دراجة نارية أو أي نوع آخر من المركبات، الذين باتوا جميعا مدعوين اليوم، وبقوة القانون، إلى استعمال ممرات الراجلين لاجتياز الشارع وفي حال عدم احترام هذا الأمر سيكونون عرضة للمخالفة، حيث أوضحت المادة 187 من نفس المدونة، أنه يعاقب بغرامة من 20 إلى 50 درهما عن كل مخالفة لقواعد السير المقررة تطبيقا للمادة 94 ، هاته الأخيرة التي تنص على أنه يتعين على كل راجل عند استعماله الطريق العمومية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب كل خطر سواء على نفسه أو على الغير، والتقيد بقواعد السير الخاصة، والامتناع عن كل عمل يمكن أن يلحق ضررا ببيئة الطريق. الشروع في تحرير المخالفات ضد الراجلين المخالفين، خلّف ردود فعل متباينة في صفوف المواطنين، خاصة وأنه جاء بتدرّج دون تعميم ودون إشعار بالدخول حيّز التنفيذ، فعلى مستوى الدارالبيضاء نموذجا، أكّدت عناصر من أمن المرور ببعض المناطق ل «الاتحاد الاشتراكي» علمها بالموضوع من خلال ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، نافية أن تكون قد توصلت بتعليمات في هذا الصدد، علما بأنه وخلال نفس اليوم تم تحرير مخالفات على صعيد تراب منطقة أمن آنفا، حيث أوضح مصدر أمني أن العملية ستشمل الشوارع الرئيسية الكبرى في خطوة أولى. وفي الوقت الذي أشاد فيه عدد من المواطنين الذين استقت «الاتحاد الاشتراكي» آراءهم بخطوة من هذا القبيل، للقطع مع حالة التسيب والفوضى التي تطبع سلوكات عدد من الراجلين، تم التأكيد على ضرورة أن تسبقها كذلك جملة من التدابير والإجراءات المتمثلة في إصلاح الطرقات وتحرير الأرصفة وتأثيث الشوارع والملتقيات بعلامات التشوير الضرورية وبالعدد الكافي، وإعداد ممرات الراجلين على أن تكون المسافة بين الممر والثاني معقولة، مراعاة لوضعية الأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، علما بأن عددا كبيرا من الشوارع تفتقد وبشكل كلي لممرات الراجلين، وهو ما طرح جملة من الأسئلة، سيّما أن مباشرة المصالح الأمنية في المدن المذكورة لعملية تحرير المخالفات لم تسبقها أي حملة تواصلية في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها، التي اكتفى بعضها بدخول العملية حيّز التنفيذ في حينه. بالمقابل انتشرت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تطبيق «الواتساب»، التي أبدع أصحابها في التفكّه من الراجلين، وكيفية ضبط المخالفين وتحرير المخالفات لهم، ومآل الذين لن تكون بحوزتهم مبالغ مالية لتسديد المخالفة، التي وإن هي جاءت في قالب ساخر إلا أنها تكشف عن حجم الغموض المرتبط بهذه الخطوة ومنسوب التيه الذي يحسّه الراجلون في هذا الصدد.