سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يفتتح المؤتمر الإقليمي الثاني بجرادة: لا نريد للجزائريين إلا الخير والسلم، ونطلب منهم أن يبادلوننا ما نرتضيه لهم
عاشت مدينة جرادة مساء يوم الجمعة 05-09-2014 حدثا سياسيا وعرسا نضاليا، حضرته العديد من الوجوه السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية التي أبت إلا أن تشارك الاتحاديات والاتحاديين مؤتمرهم الاقليمي الثاني الذي ينعقد تحت شعار « لا تنمية محلية للمناطق الحدودية دون توزيع عادل للثروة اجتماعيا ومجاليا «. المؤتمر ، الذي احتضنت جلسته الافتتاحية القاعة المغطاة بجرادة، تميز بحضور الأخ ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي. وفي كلمته التي وجهها للمؤتمرين، عبر الأخ ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب عن سعادته البالغة بتواجده بمعية إخوته في القيادة الاتحادية بإقليمجرادة الحدودي، وبتواجده رفقة برلماني الحزب ومنتخبيه ومسؤوليه بالأقاليم المجاورة بكل من الناظور ، وجدة ، تاوريرت وفجيج وبين أبناء إقليمجرادة الذي يتربص به المتربصون. فالحديث عن إقليمجرادة يقول الأخ الكاتب الأول «يجب أن يكون حكيما ، حديثا للمستقبل وللأطفال والشباب بهذا الاقليم الذي وقف وقفات بطولية في محاربة المستعمر، وناضل أبناءه من أجل قضاياه العادلة ومن أجل توزيع عادل للثروات و هو كذا الاقليم الذي علم الشهيد عمر بن جلون الاشتراكية كما يجب أن تكون ، فنحن اليوم نتواجد في إقليم نعتز به ربانا على الوحدة الوطنية، هو الاقليم الذي ضم مختلف القبائل التي جاءت من كل منطقة من مناطق المغرب ليشكلوا تلك الوحدة الحقيقية للأمة المغربية وهو ما جعله واجهة متقدمة أمام خصومنا. كما اعتبر اقليمجرادة من بين الأقاليم التي جسدت وحدة المغاربة وتعددية نسيجه الثقافي واللغوي . لقد قررنا أن ندشن الدخول السياسي لهذه السنة من هذه المدينة الحدودية، وفي هذا المؤتمر الاقليمي الرائع الذي حرص الجميع على أن يكون عرسا نضاليا لنبعث برسائل للمتآمرين على شعبنا، ونقول لهم أننا أمة يقظة حذرة أن الاستقرار والتطور الديمقراطي الذي نعيشه مرده الارتباط المقدس بين الشعب المغربي والمؤسسة الملكية ، مرده كذلك العمل المؤسساتي المشترك»، متسائلا في معرض كلمته هل يمكن أن يطمئن الانسان لما سيجري غدا بالجزائر، والكل يعرف كيف تدبر المؤسسات مع قيادة مريضة تريد التغطية على مشاكلها بادعاءات مغرضة ضد المغرب . فعوض مواجهة مطالب الشعب الجزائري وحقه في الشغل وفي تلبية احتياجاته الاجتماعية تبحث عن مبررات تآمرية ضد المغرب ووحدته الترابية ، نتوجه اليوم لنقول لهم هذا شرع الله بيننا وبينكم ، هذه أيدينا ممدودة لكم فلا نلاقي منكم سوى المزيد من المؤامرات والضغائن فما يقع حولكم لا يمكن أن يؤدي إلا الى المزيد من الارهاب ، هي دعوة للجزائر على أننا لا نريد لهم إلا الخير والسلم ونطلب منهم أن يبادلونا ما ترتضيه لهم، يضيف الأخ الكاتب الاول الذي كان يتحدث أمام حشد كبير من أبناء الاقليم تجاوز 800 شخص وسط شعارات حماسية، والذي ذكر بالظروف التي جاءت فيها حكومة التناوب التوافقي والنتائج التي تم تحقيقها من خلال المشروعات التنموية التي أطلقتها وكذا البرنامج الحكومي لمحاربة اثار الجفاف، وكيف كان الوضع قبل حكومة التناوب وكيف أصبح بعدها، مذكرا بالملفات الجاهزة التي لم تتعامل معها الحكومة الحالية بإيجابية. فإقليمجرادة يقول الأستاذ ادريس لشكر يستحق تمويلا وجدها وطنيا، فلا يجب أن نفرغ هذا الجدار الحدودي من أبنائه بل يجب العمل من أجل أن يبقى المواطن مرابطا بهذه الربوع. القضية الفلسطينية كانت حاضرة في كلمة الأخ الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، حيث أكد على أن ما شاهدناه من مآس في قطاع غزة و هذه الهجمة الشرسة، لم تكن تستهدف سكان غزة فحسب، بل كانت تستهدف حياة الشعب الفلسطيني ومحاولة القضاء عليه وإنهاءه على مستوى الحياة والتكوين من خلال قصف وتدمير المدارس، داعيا الجميع الى الانخراط في حملة من أجل مدرسة ابتدائية فلسطينية لأن هدف العدوان كان هو قتل المعرفة قتل أي تقدم للشعب الفلسطيني. فيجب أن يرقى احتجاجنا الى تطوير المعرفة للناشئة وشباب فلسطين بعيدا عن المزايدات والشعارات. فالتضامن مع الشعب الفلسطيني يجب أن يكون بالمبادرات وليس بالشعارات، يضيف الاخ لشكر، الذي اختتم كلمته بدعوة المؤتمرين الى العمل الجاد من أجل إفراز قيادة إقليمية قادرة على الاهتمام والتداول الحقيقي في قضايا ومطالب الاقليم . كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر والتي تلاها المختار راشدي باسم اللجنة أكد من خلالها السياق العام الذي يأتي فيه انعقاد هذا المؤتمر في ظل مناخ مختلف ومضطرب كانت بدايته ربيعا ديمقراطيا طالب برحيل رموز الفساد والاستبداد ،وإن كان هذا الحراك بعد تحريفه واحتوائه سببا في ظهور قوى محافظة أفرزتها صناديق الاقتراع تسير في الاتجاه النقيض للمشروع الديموقراطي الحداثي ،فإنه في بعض الأقطار العربية أدى الى بروز قوى استبدادية إرهابية تمارس التقتيل الجماعي باسم الدين الاسلامي الحنيف، وتستقطب لهذه الغاية الشباب وبخاصة من الدول المغاربية. هي لحظة تاريخية نضالية جميلة نستحضر فيها التاريخ البطولي للمنطقة. فبعد التضحيات التي قادها الآباء والأجداد خدمة لهذا الوطن، وبعد الثروات المعدنية والمنجمية التي استخرجت من منطقتنا خدمة لاقتصاد الوطن ، أصبحنا اليوم أمام كوارث بيئية وبشرية ناتجة عن نفايات المناجم وأمراض السليكوز والساتيرنزم والموت البطيء في آبار المناجم (السندريات) وهزالة التعويضات وتنامي الفقر والبطالة وكذا تدني المراعي وزحف التصحر في الجزء الشمالي من الاقليم المرتبط أساسا بتربية الماشية . عضو اللجنة الادارية للحزب وبرلماني الاقليم لم تفته الاشارة الى قضية وفاة الطالب والمعتقل اليساري مصطفى مزياني الذي قضى بعد إضراب لا محدود عن الطعام لمدة 72 سنة من أجل الحق في إتمام دراسته الجامعية، محملا الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذه الوفاة ومعربا عن إدانته الشديدة لسياسة الكيل بمكيالين التي ينهجها رئيس الحكومة ووزيره في قطاع التعليم العالي في التعامل مع مثل هذه الحالات، ضحكا وبكاء وصمتا. الكاتب الاقليمي للحزب الاخ السهلي بونوة أبرز في كلمته الدور الريادي الذي لعبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الحراك الاجتماعي الذي قاده شباب حركة 20 فبراير، والذي نتج عنه إخراج دستور جديد متقدم في مضامينه حاملا بذورا إصلاحية مهمة وعلى مختلف المستويات، منبها الى التراجعات والتواطؤات التي مررتها الحكومة الحالية ضد المواطن المغربي الذي أصبح مثقلا جراء غلاء المعيشة وضبابية الرؤية الاقتصادية والاجتماعية وكل ذلك تم على حساب مكتسبات المشروع الديمقراطي الحداثي الذي أسس حزبنا مرتكزاته الأساسية من خلال التجربة المتفردة لحكومة التناوب بقيادة الأخ عبد الرحمان اليوسفي . كما استعرض الكاتب الاقليمي المشاكل التي يعرفها اقليمجرادة اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا، والتي انعكست سلبا على المواطن، مضيفا أن المؤتمر هو مناسبة لتجديد الهياكل الحزبية بالإقليم وضخ دماء جديدة في تنظيماته، غير أنه كذلك مناسبة لتشخيص دقيق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعي و السياسية بالإقليم ، خاصة بعد إغلاق المناجم وتوالي سنوات الجفاف الذي أصبح معطى بنيويا، وكذا عودة المهاجرين إثر الأزمة المالية التي هزت أركان اقتصاديات الدول المستقبلة. وفي الأخير أكد السهلي على أن الاتحاد الاشتراكي مطالب اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، بخلق جبهة إقليمية للنضال الاجتماعي يكون ضمن أهدافها محاربة الفساد والمفسدين والقضاء على كل مظاهر التهميش والاقصاء والبطالة، والحرص على مطلب التوزيع العادل للثروة ومحاربة كل ما يغدي التطرف الديني و الكراهية والعنف والارهاب بهذا الاقليم الحدودي.