فشلت شركة «ديريشبورغ» في الحفاظ على شوارع وأزقة منطقة درب السلطان بالدارالبيضاء نظيفة، إذ باتت النفايات والأزبال المختلفة تؤثث الملتقيات وكبريات الشوارع على امتداد أيام وليست فقط ساعات، وهو ماعكسته الصور التي تم تناقلها أول أمس الأربعاء، لما يمكن تسميته ب «مطرح» على مستوى قنطرة بني مكيلد بتراب مقاطعة مرس السلطان، ونفس الأمر على مستوى محطة القطار ببوشنتوف، فضلا عن نقاط أخرى، ظلت خلال كل الأيام السابقة تعرف حضور النفايات المنزلية وتلك التي تخص التعمير وغيرها بشكل متفاوت على مستوى المدة والكمّية؟ الشركة التي تم منحها هذه الصلاحية في 26 أكتوبر الفارط من طرف إحدى شركات التنمية المحلية التي تم انتدابها، بعد قطع حبل الصلة بشركة «سيطا»، لتنتدب هي الأخرى «ديريشيبورغ» في خطوة تمتد لستة أشهر، بدون القيام بأي صفقة عمومية، وهي الوضعية التي أثارث استغراب عدد من المنتخبين والمتتبعين للشأن المحلي، اضطر مسؤولوها إلى الحضور إلى بني مكيلد بعد أن غادر عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان مكتبه ووقف بشكل شخصي على أكوام النفايات غير المقبولة، الأمر الذي خلق استنفارا في أوساط رجال السلطة المحلية، وبعض مسؤولي المقاطعة والمنتخبين، الذين كانوا قد أعلنوا يوم الاثنين الفارط عن انطلاق أيام بيئية، يبدو أنها لم تستحضر ماتعيشه شوارع وأزقة المقاطعة من تلويث جماعي، مقتصرين على لافتات وألواح رقمية تسرد تفاصيل برنامج لحدّ الساعة تغيب آثاره على أرض الواقع؟ اللافت للانتباه بعد تجمع كافة المعنيين بقنطرة بني مكيلد للوقوف على المظاهر الشائنة التي لاتسرّ الناظرين، أن السلطات اضطرت للاستعانة بجرافة تخص مصالح العمالة، بالنظر إلى أن الشركة هي لاتتوفر على «تراكس» ونفس الأمر بالنسبة للمقاطعة، مما «يتعذر» معه تجميع مختلف النفايات التي تتراكم يوما عن يوم، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن الكيفية التي يمكن بها تنظيف شوارع أرجاء المنطقة والحفاظ على انتظامية ذلك في ظل غياب وسائل العمل، والاكتفاء بما هو تقليدي، الذي يخضع هو الآخر لمنطق المزاج، للقيام بهذا التدخل من عدمه، والتي قد تمليه ظروف خاصة كأن يشرف المسؤول الأول عن العمالة على ذلك بنفسه!