حررت قيساريات وشوارع ومحلات تجارية استغلت لما يفوق 20 سنة تشن عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء منذ تعيين شكيب بلقايد على رأس العمالة، حملات متواصلة لتحرير الشارع العام من التسيب الكبير الذي ظل يطبعه في السنوات الأخيرة بسبب تنامي ظاهرة استغلال الملك العمومي دون سند قانوني، وما نتج عنه من فوضى عارمة حولت الشوارع والأزقة والمساجد والمساحات العمومية بالمنطقة إلى أسواق مفتوحة لعرض مختلف السلع والبضائع المهربة التي تضر بصحة المواطن في غالب الأحيان. واستجابة منها لساكنة الفداء، قامت العمالة بتشديد الخناق على محتلي الملك العمومي بالمنطقة، من خلال شن السلطات المحلية تحت إشراف الدائرة الحضرية الإدريسية بتنسيق مع قياد ملحقات الأمل و21 و22 و23 والشرطة الإدارية التابعة للمقاطعة الجماعية الفداء، حربا ضروسا على العديد من محتلي الملك العمومي بجل أنواعه داخل مختلف زقاق وشوارع العمالة. وأسفرت الحملة عن تحرير بعض المقاهي من ضمنها مقهى بالزنقة 1 بحي الإدريسية 4 لاستغلالهم للملك العمومي بطريقة عشوائية دون سند قانوني، بالإضافة إلى بعض المحلات التجارية بشارع فاروق الرحاني، في وقت لا زالت فيه المجهودات متواصلة من أجل وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة. وفي سياق متصل أكدت مصادر مسؤولة ل ''بيان اليوم'' أن حملة تحرير الملك العمومي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان تهدف بالأساس إلى تيسير حركة المرور والسير والجولان، خصوصا بشارع محمد السادس الذي يحمل اسم جلالة الملك، و للحفاظ على رونق وجمالية العمالة وتخليصها من مظاهر الفوضى، وللحد أيضا من تجاوزات وخروقات بعض الأباطرة الذين يتاجرون في الملك العمومي الغير مرخص. وتأتي هذه الحملة، ضمن سلسلة من الحملات التي يشنها العامل الجديد منذ تعيينه، والذي خلق دينامية كبيرة واستنفر مختلف الأجهزة بالعمالة، الشيء الذي استشعرته المواطنون ونال استحسانهم، وهو ماعبرت من خلاله العديد من الفعاليات السياسية والمجتمع المدني عن أملها في استمرارية هذه الحملات. وسبق ل ''بيان اليوم'' أن تناولت في عدد سابق موضوع الحملات المتواصلة التي تشهدها عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء للقضاء على ظاهرة استغلال الملك العام غير المرخص، والتي أسفرت عن تحرير مجموعة من الشوارع والأزقة (شارع محمد السادس، شارع العباسيين، شارع الغرب، شارع مولاي اسماعيل، شارع أبا شعيب الدكالي، شارع سيدي الغازي، شارع أيت افيلمان، زنقة زيز، زنقة سميرن، قيسارية الحفاري، قيسارية الشاوية، ساحة بوشنتوف). يشار إلى أن السلطات المغربية تعيش منذ سنين طويلة على وقع الشد والجذب مع الباعة المتجولين أو ''الفراشة'' كما يسميهم المغاربة، الذين حولوا الساحات العمومية إلى أسواق عشوائية، لم تساهم إلى في تشويه جمالية المدن وتحويل فضاءاتها العمومية إلى مزابل بعد نهاية يومهم التجاري.