تمكن عامل عمالة مقاطعات الفداء من امتصاص غضب تجار كراج علال في الدارالبيضاء، المنضوين في مكتب النقابة الموحدة للتجار (الاتحاد العام للمقاولات والمهن) الذين كانوا أمهلوا السلطات المحلية بالعمالة 15 يوما لتحرير جميع المنافذ والأزقة والشوارع والساحات بالمركز التجاري كراج علال الحفاري، المحتلة من قبل الباعة المتجولين، مهددين، في حالة عدم الاستجابة لمطلبهم، بإغلاق محلاتهم التجارية، والاعتصام بشارع محمد السادس. وذكر مصدر من الاتحاد العام للمقاولات والمهن أن منسق الاتحاد العام والكاتب العام للنقابة اجتمعا برئيس قسم الشؤون العامة بعمالة الفداء، يوم 17 يناير الجاري، وأكد لهم عزم السلطات المحلية للفداء معالجة المشكل، واستعدادها لفتح حوار جاد ومسؤول لإيجاد حلول لجميع المشاكل المطروحة. وأضاف المصدر ذاته أنه، أمام هذا المستجد، الذي اعتبر انطلاقة لبداية "حوار هادف، سيمكن من معالجة ومحاربة هذه الظاهرة التي تنخر الاقتصاد الوطني، قرر التجار تعليق برنامجهم النضالي، الذي سبق أن أعلنوا عنه، إلى حين معرفة الخطوات التي ستقدم عليها السلطات المحلية للفداء، ونيتها في معالجة هذا المشكل". وكان التجار هددوا، في حالة لم تتحرك السلطات المحلية لمعالجة هذا المشكل، ببدء برنامجهم الاحتجاجي، يوم 28 يناير الجاري، بإغلاق المحلات التجارية لمدة نصف يوم، والاعتصام بشارع محمد السادس، وتنفيذ الاحتجاج نفسه، يومي 4 و13 فبراير، على أن يدخلوا يوم 25 فبراير في اعتصام مفتوح بشارع محمد السادس. وذكر مصدر من الاتحاد العام للمقاولات والمهن أن قرار التصعيد ضد الباعة المتجولين اتخذ خلال اجتماع مكتب النقابة الموحدة للتجار، بداية شهر يناير الجاري، بعد أن ناقش "التداعيات السلبية لظاهرة انتشار الباعة المتجولين بالمركز التجاري كراج علال الحفاري، حيث إن السلطات المحلية أجلت هؤلاء الباعة عن شارع محمد السادس، ودفعتهم لاحتلال الأزقة والشوارع الداخلية لهذا المركز، خصوصا بزنقة المعمورة وزنقة وادزيز وزنقة القوس وساحة التاج وسوق الغرب وغيرها، ما انعكس سلبا على التجار الرسميين". وأضاف المصدر ذاته أن النقابة الموحدة للتجار أصبحت مضطرة لاتخاذ هذا "الموقف النضالي أمام تعنت ولامبالاة السلطات المحلية للفداء، تجاه مراسلاتها التي تطلب فيها التدخل منذ حوالي سنة، لكن دون جدوى". وسجلت النقابة الموحدة للتجار، في بلاغ لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه "في الوقت الذي تحركت السلطات المحلية بمدينة الدارالبيضاء بمجموعة من العمالات لتحرير الملك العمومي وحماية التجارة المنظمة، فإن السلطات المحلية بالفداء مرس السلطان مازالت تغض الطرف عن معالجة هذا المشكل بالصرامة المطلوبة". وأضاف البلاغ أن "عمالة الفداء تحركت فقط لتحرير شارع محمد السادس من قبضة الباعة المتجولين، وأدخلتهم داخل المركز التجاري ليشكلوا منافسة غير شرعية للتجار المنظمين، إذ أصبح هؤلاء ينصبون الخيام والطاولات والشمسيات، وأمدوها بالكهرباء دون أن تتحرك السلطات المحلية، ما يوحي بتشجيعها لهؤلاء".