1 القصيدة كانت حياة شكري ميعادي وخيمته ، لذلك هو باق بين الأحياء النادرين والقليلين، وإن أصبح ضمن الأموات .. شكري كان يصدم حفاة الشعر وعراته، كما أعداء القصيدة الذين بات شائعاً لديهم هذه الأيام تمجيد الحقد، وتسميم العلاقات، وكراهية الاختلاف والنور ، وتكسّير لاّفتة الشارع باسمه، بعد يومين سيرينا بغض هؤلاء الذين لا يهتمون بالقصيدة ويعتقدون أنها مجرد عبث، وشيء إضافي لا قيمة حقيقية له . 2 لماذا الأعمال الكاملة للراحل «شكري ميعادي»؟ أولا، لأن الراحل كان صديق القصيدة، ولا تعنينا الاختلافات، وللتذكير، الاختلاف رحمة وبرد وسلام، وإلا تحولنا إلى ظلام. ثانيا، لأن الفقيد كان صديقا، والصداقة ليست كلاما عابرا في كلام عابر، وليست عملة مغشوشة، وقناعا، إنها الصدق ومنه اشتقت. ثالثا، حتى نحارب النسيان بالوفاء، والجحود بالمحبة، والحروب الصغيرة والتافهة بالإخلاص لشاعر وإنسان كان له قلب بسعة الحلم. ورابعا ، حتى نحبب أبناءه في القصيدة أكثر ، وحتى يحسوا أن والدهم كان شاعرا وإنسانا ، ولهم أصدقاء يحبونه ويحبونهم ويحبون قصائده وأحلامه. 3 شكري ميعادي لم يمت ، فقط ، تظاهر بالموت .. وهاهو يطل من ثقب قبره .. ساخرا من الذين كانوا يمثلون المحبة كي يحضروا نسخة من نسخ مهرجان الشعر ب«توزر»، وحين خطفه الموت، سقط منهم سهوا وبسرعة فائقة ومكوكية، ليبخلوا بشهاداتهم كي نضمها هذه الأعمال الكاملة، البعض وعد ولم يف، البعض الآخر قرأ الرسالة ورد بكلمة واحدة «بالتوفيق»، والبعض لم يكلف نفسه حتى أن يلقي السلام رغم تحياتنا له، والباقي قرأ الرسالة ولم يرد حتى .. وبالمناسبة ، ماذا لو كانت دعوة من الراحل لحضور نسخة من نسخ مهرجان توزر الشعري .. ؟؟ طبعا سيكون الرد عاجلا وبلغة البرق والمحبة المغشوشة … وللتذكير ، شكرا للأيام القادمة التي ستمنحنا تجميع أعمال الراحل " محمد الغزالي " الذي كان رفيق موته، متى سنحت الظروف بذلك، ومتى تلقينا الدعم من أصدقائه ب"نفطة "، وتعبدت الطريق إلى أعماله ، وحتى لا يدخل غياهب النسيان. 4 رحمك لله يا شكري .. وعزاؤنا الصادق لزوجتك وأبنائك وأصدقائك وأهلك في مدينتك الشاعرة " توزر )، وحتى لأعدائك وأعداء قصيدتك .. وأنت السابق ، وأنا ومحمد بوحوش اللاحقان بك وب «الغزالي» ..وإنا لله وإنا إليه راجعون). == نص الكلمة التي ساهمنا بها في المهرجان الدولي للشعر بتوزر24و,23و25 نونبر2017 ، بمناسبة صدور الأعمال الشعرية الكاملة للراحل «محمد شكري ميعادي»، من إنجاز وتنسيق «محمد بوحوش وعبدالله المتقي».