تعتبر الأنفلونزا الموسمية من أكثر أمراض الشتاء انتشارا، فهي تصيب حوالي 100 مليون شخص عبر العالم، وتحول دون أن يزاول ملايين الأشخاص أعمالهم بشكل طبيعي، وتتسبب في انقطاع عدد ليس بالهين من التلاميذ عن مؤسساتهم التعليمية لفترات مختلفة. وتعتبر الأنفلونزا من أخطر و أشرس الأمراض، فهي تؤدي إلى وقوع وفيات كبيرة، و يرجع أصل كلمة «أنفلونزا» إلى اللغة الإيطالية، وتعني تأثير البرد، وفي سنة 1703 أصبح هذا المصطلح كلمة يطلق على المرض المتعارف عليه اليوم، وهو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وتنتشر بسهولة بين الأشخاص، وتحدث الإصابة بها على شكل أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء. عادة مايخلط الأشخاص بين الأنفلونزا الموسمية وحالات الزكام هذا الأخير الذي هو عبارة عن التهاب فيروسي تسببه مجموعة من الفيروسات المختلفة، التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، خاصة الأنف والبلعوم وتكون أعراضه أقل حدة من الأنفلونزا، التي يمكن أن تتسبب في حدوث حالات مرضية وخيمة، أو أن تؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بإحدى الفئات الأكثر تعرضا للأخطار. و يبدأ موسم الأنفلونزا سنويا من شهر دجنبر إلى مارس، وللفيروس فترة حضانة محددة تمتد من يوم إلى يومين تقريبا. تتعدد أعراض الأنفلونزا الموسمية التي تبدأ بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة مع صداع، وسعال جاف، وآلام شديدة في العضلات، وإرهاق، وفقدان للشهية و أحيانا غثيان وقيء وإسهال، خاصة عند الأطفال. و تحدث العدوى عند استنشاق هواء ملوث بالفيروس، عن طريق سعال أو عطاس شخص مصاب، أو لمس أيدي أو أدوات شخص مصاب. ومن العوامل المساعدة في انتشار المرض، الازدحام في المدارس، رياض الأطفال ، البيوت والمستشفيات، وسوء التغذية مما يؤدي إلى نقص المناعة. تحدث مضاعفات المرض عادة وبنسبة أكبر عند الأطفال، الذين لم يبلغوا عامين من العمر وعند كبار السن الذين بلغوا 65 سنة فما فوق، والمصابين بالأمراض المزمنة مثل الربو، السكري، أمراض القلب، أمراض الكلى، أو الذين يستخدمون الكورتيزون لفترة طويلة، والأشخاص الذين أجريت لهم عملية استئصال الطحال، ومن أهم المضاعفات التي يكثر حدوثها الالتهاب الرئوي ونوبات التشنج عند الأطفال نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. لا يوجد دواء لعلاج الأنفلونزا الموسمية، إذ أن سبب المرض هو فيروس، لذلك فإن المضادات الحيوية لا تكون مجدية ويبقى الاعتماد على العلاج المنزلي في الدرجة الأولى للتغلب على أعراض الأنفلونزا الموسمية، ويوصى عموما بشرب كثير من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف، عدم إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن 16 سنة، تناول أدوية مزيلة للاحتقان بناء على وصفة طبية، تناول طعام متوازن وأخذ قسط وافر من الراحة، مع تجنب فضاءات التدخين. ولتدعيم المناعة يوصى كذلك بالتلقيح ضد الأنفلونزا الذي يؤخذ مرة واحدة في السنة، إذ توصي منظمة الصحة العالمية بتلقيح المسنين، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة، ومهنيو الصحة، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر وعامين. بالنظر على فعاليته الوقائية التي تختلف من شخص لآخر إذ تتراوح مابين 70 و90 في المئة، فتحول دون الإصابة بالإنفلونزا، أو تحدّ من مضاعفات المرض عند الإصابة به، أو تخفف من حدة الأعراض و نسبة الوفيات.