علمت "الاتحاد الاشتراكي" بنبأ إشعار سلطات الدرك الملكي بمنطقة الدروة ، مساء السبت 30 شتنبر 2017، بأمر جثة مواطنة عُثر عليها بمنطقة خلاء بالقرب من ثكنة عسكرية تابعة لمدينة برشيد، على مشارف مطار محمد الخامس، حيث انتقل رجال الدرك والسلطات المحلية إلى عين المكان، ومن خلال التحريات اتضح أن الضحية (28 سنة) تقطن بحي الكورس بمدينة خنيفرة، وتدعى قيد حياتها مونة أحطي، قبل أن تقود المعطيات إلى اتهام زوجها الخليجي (م. ف. ع.) بالوقوف وراء قتلها خنقا، وغادر إثرها حدود البلاد باتجاه الديار السعودية، وفور معاينة الجثة، تم نقلها نحو مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بسطات لإخضاعها للتشريح الطبي، قبل تسليمها لأسرتها، عصر اليوم الموالي الأحد فاتح أكتوبر 2017، ونقلها لبلدتها خنيفرة لتشييع جثمانها. وفي الوقت الذي لاتزال السلطات الأمنية تواصل تحقيقاتها في ملابسات الجريمة، أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" بخنيفرة أن اتهام الزوج باقتراف جريمته، وهو بكامل قواه العقلية، جاء على ضوء سيرة الزوجين، إذ كانت الزوجة تعمل بالديار الاسبانية ليظهر الزوج الخليجي في حياتها بصفة "مهندس بترول" بين السعودية واليمن، ومعبرا لها "عن حبه ورغبته في الزواج منها على سنة الله ورسوله، بشرط التخلي عن عملها باسبانيا والعودة إلى المغرب، فكان له ما أراد لتمر أجواء الزفاف في ظروف طبيعية، معتقدة أنها أصبحت زوجة مهندس ناجح وغني، سيما عقب إهدائه إياها سيارة دون أن تتوقع يوما أن زوجها يغرق، يوما بعد يوم، في الديون، حيث سقط القناع عن وجه الزوج وبدأت الخلافات تدبّ وتتعدد في العلاقة الزوجية التي انقلبت رأسا على عقب". وعلى صدى الوضع الذي باتت عليه حياة الزوجين، "دخلت الزوجة في نفق من المعاناة والألم، بعد أن أخذ الزوج يعمد إلى تعنيفها، فيتدخل المعارف لتهدئة الخواطر، قبل أن يرتقي الزوج بأفعاله القاسية إلى درجة تهديدها كل يوم بالقتل، على أساس أن جنسيته ستضعه فوق القانون، الأمر الذي حملها إلى التشكي، قبل حوالي ستة أشهر، أمام شرطة المدينة التي لم تأخذ قضيتها على محمل الجد، حسب مصدر من صديقاتها الذي لم تفته الإشارة إلى أن الضحية سبق لها أن لجأت، ذات يوم، للاختباء عن أنظار زوجها الذي كاد أن ينفذ فيها تهديداته، وحينها بلغت حياة الزوجة حدا لا يطاق لم تجد بعدها حلا للخلاص سوى طلب الطلاق الذي أنهت كل مراحله ولم يتبق منه سوى تبليغ الزوج بالأمر، والذي لم يتقبله إلا بعد استرداد سيارته وكل ما صرفه من مبالغ في زواجه". وقبيل الحادث، لجأ الزوج المتهم إلى مطالبة الزوجة بسيارته، ثم نسج مخطط إقناعها، على شكل اختطاف، بالسفر معه للتفاهم، زارا من خلالها مدينة مكناس التي منها وردت آخر مكالمة هاتفية للزوجة على أسرتها بخنيفرة، وفي كل محاولة للاتصال بها يكون هاتفها خارج الخدمة، وليس لها سوى والدتها المسنة المطلقة، وساكنة لا اختلاف بينها تجاه ما تتمتع به الضحية من أخلاق حسنة، حيث كان الجميع ينتظر أن يكون اختفاؤها خيرا لتنزل عليهم فاجعة العثور عليها جثة هامدة في الخلاء، ونبأ مغادرة الزوج الخليجي لأرض الوطن إثر الجريمة، بعد أن استولى على كل وثائقها لكي لا يتم التعرف عليها غير أنه لم ينتبه لهاتفها النقال الذي بآخر مكالمة مسجلة عليه اهتدى المحققون الى هويتها ومكان أسرتها. وفي وفت لاتزال التحريات متواصلة، من طرف المصالح الأمنية المغربية، يتساءل المتتبعون للكيفية التي سيتم بها التنسيق مع السلطات السعودية للوصول إلى المتهم ؟