قامت جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، مساء الأربعاء 24 غشت 2016، بزيارة خاصة لأسرة الشاب المغربي جواد الزويتني الذي قتل رميا بالرصاص، مساء الأحد 14 غشت 2016، بشقة في ضاحية المحيط الجنوبي لمدينة نيم Nîmes، على بعد حوالي 300 كلم من مقر سكناه بكاب Gap، وفي لقاء مع والدة ووالد الضحية، أكدا لجريدتنا رفضهما لقرار السلطات الفرنسية الاحتفاظ بجثة الهالك والأمر بدفنها داخل حدود الديار الفرنسية، وعبرا عن أملهما القوي في نقل جثمان ابنهما إلى الوطن الأم لتشييعها بمسقط رأسه خنيفرة. وكم كانت حالة الأم مثيرة للشفقة والألم وهي توجه نداءها بحرقة ومرارة من أجل مؤازرتها ودعم حقها في تسلم جثة فلذة كبدها الذي أمرت السلطات الفرنسية بمنح زوجته، المتواجدة بفرنسا، مهلة إلى يوم الجمعة 26 غشت 2016 كآخر أجل لدفن الضحية داخل التراب الفرنسي، بدعوى احتمال إعادة تشريح الجثة في حال حصول أي مستجد، وقد سجل المتتبعون مدى عدم اهتمام القنصلية أو السفارة المغربية بملف القضية، كما أن مصالح وزارة الخارجية لم تحرك ساكنا بهذا الخصوص، شأنها شأن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، بينما لم تتلق الأسرة بخنيفرة أي مؤازرة أو مساندة من جانب السلطات الإقليمية. ويشار إلى أن عدة منابر ومواقع إعلامية فرنسية كانت قد تداولت نبأ مقتل الشاب المغربي، المنحدر من مدينة خنيفرة، جواد الزويتني، رميا بالرصاص، بشقة في ضاحية المحيط الجنوبي لمدينة نيم Nîmes، مع ما رافق ذلك من تحريات وتحقيقات أجرتها الشرطة في ملابسات وظروف الجريمة لأجل تحديد أسبابها وهوية مرتكبيها، في حين أفادت مصادر متطابقة أن الشرطة اعتقلت صاحب الشقة باعتباره المتهم الرئيس، وهو مغربي الأصل، قبل الاستعانة بكاميرات محيط مسرح الجريمة حيث تم ضبط وجود شخصين، بينهما امرأة قادت التحريات إلى تحديد هويتها، وهي من تيغسالين بإقليم خنيفرة، وقد اختفت عن الأنظار منذ يوم الجريمة التي لا تزال حيثياتها غير واضحة. وسبق ل «الاتحاد الاشتراكي» أن انفردت بنشر تفاصيل الواقعة، منذ انتقال فرقة من شرطة مكافحة الجريمة التابعة للشرطة القضائية والشرطة العلمية وعناصر الإسعاف إلى مسرح الجريمة، والعثور على الضحية مصابا بعدة طلقات نارية، إحداها من الخلف على مستوى الرأس ويحمل عدة كدمات وخدوش على نقاط مختلفة من جسده، قبل نقله صوب مستشفى كاريمو Carémeau، في حالة ميؤوس منها، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد ساعات قليلة من إخضاعه للإسعافات التي لم تجد نفعا. ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، ووسائل الإعلام التي تناولت الخبر، فقد أطلقت عناصر الشرطة عملية تمشيط على مستوى محيط مسرح الجريمة، ليقف قرارها على اعتقال صاحب الشقة التي عثر فيها على جثة الضحية، وتم التحقيق معه بمقر شرطة مونبلييهMontpellier SRPJ deتحت إشراف المحقق الجنائي ستيفاني مولار بغاية الإلمام بتفاصيل الجريمة، والوقوف على ما بطيات الواقعة الغامضة، وهناك أقوال تفيد أن هذا الأخير اعترف أمام كبير قضاة التحقيق، إيفلين مارتن ، بارتكابه الجريمة إلا أنه لم يكن في حالته الطبيعية. وارتباطا بالموضوع، يذكر أن الكاتب العام ل «التنسيقية الفرنسية للكرامة والحق في مواطنة كاملة لمغاربة فرنسا»، ورئيس «الجمعية الفرنسية المغربية لأصدقاء الأطلس المتوسط»، بوعبيد مالكي، ظل يتابع تطورات هذا الملف، كما قام بالاتصال هاتفيا بقنصلية مونبوليي للوقوف على المستجدات، لكن دون جدوى. يشار إلى أن الضحية، جواد الزويتني، من الوجوه المعروفة بين شباب مدينة خنيفرة، وهو من والد يعمل في قطاع الصناعة التقليدية، وأب لطفل (أمير) من أم مغربية من خنيفرة، حاملة للجنسية الفرنسية، وكان قيد حياته المعيل الوحيد لأسرته ولشقيقه المعاق، وبينما خلفت وفاته قلقا وسخطا بين أوساط الجالية المغربية بنيم الفرنسية، تركت حزنا عميقا بين معارفه الكثر، حيث كان قيد حياته محبوبا ونشيطا وعاشقا للموسيقى، وتشاء الأقدار أن يتزامن عيد زواجه في 14 غشت 2013 بيوم مصرعه في 14 غشت 2016 خارج الوطن الأم وحضن الأم.