لم ينته الشارع المحلي بخنيفرة من تداول جريمة قتل زوجة على يد زوجها ب»حي أصاكا» الشعبي، مساء الثلاثاء 15 ماي الماضي، حتى اهتز الجميع بهذه المدينة، صباح الجمعة 1 يونيو الجاري، على وقع جريمة قتل زوج على يد زوجته، بشقة مطلة على ساحة 20 غشت، وهذه المرة يتعلق الأمر بعدل توثيقي تابع لابتدائية خنيفرة منذ صيف 1994، طعنته زوجته بسكين على مستوى القلب طعنة قوية لم تمهله الحياة إلا دقائق معدودة ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة وهو بالمستشفى الإقليمي, حيث تم نقله على متن سيارة الوقاية المدنية في احتمال إنقاذه، وتعد هذه الجريمة الثالثة من نوعها ضمن «مسلسل قتل الأزواج» التي حدثت في غضون أسبوعين فقط، إذ استفاقت مريرت بدورها، يوم الخميس 31 ماي الماضي، على حادث قيام عسكري متقاعد بمحاولة قتل زوجته بسكين حادة بحي تحجاويت. ونظرا لصعوبة الوصول إلى المعلومة بدعوى «سرية التحقيقات»، أفادت المعطيات الأولية، التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، أن المجنى عليه (ب. عبدالله -48 سنة) كان دائم الشجار والخصام مع زوجته الجانية (24 سنة)، وبينما تجهل إلى حد الآن أسباب هذه العلاقة المتوترة، لم يستبعد الملاحظون أن تكون لها علاقة بأحاسيس الغيرة والشك الأعمى، وفي كل مرة يصل شجار الزوجين إلى حد إقدام المعني بالأمر على تعنيف زوجته، وفات للزوجة أن أصابت المجنى عليه بجرح في حالة من الدفاع عن النفس، حسب مصادر متطابقة من بين المعارف والجيران، هذه التي أكدت أن مشاكل الزوجين، اللذين لم تمض على زواجهما إلا مدة قصيرة، قد أخذت بهما لمرات عديدة نحو مكاتب الشرطة والنيابة العامة دون حل حاسم، كما أن عدة تدخلات حبية لإصلاح ذات البين لم تفلح في إعادة الدفء إلى عش الزوجين. وليلة الحادث نشب بينهما شجار عنيف، وقيل أن الزوج عمد إلى تعنيف زوجته بضربها بماسح الأرضية (الكراط) لأسباب يلفها الكثير من الغموض، وفي الصباح شوهد المجنى عليه وهو يشتري خبز الفطور من مخبزة قريبة، وطلب من حارس للسيارات أن ينظف سيارته، وبمجرد دخوله إلى بيته تعالت أصوات شجار قوي بينه وبين زوجته، هذه الأخيرة التي غادرت البيت وأثار الضرب بادية عليها، قبل اكتشاف الزوج وهو وسط بركة من الدماء إثر تلقيه طعنة غائرة على مستوى القلب، وتم إشعار الشرطة بالواقعة، هذه التي انتقلت إلى عين المكان، وبرفقتها رجال الوقاية المدنية الذين أسرعوا بنقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي حيث فارق الحياة، وكان يحاول أن يقول شيئا، قبل ثوان من وفاته، إلا أنه لم يتمكن جراء اختناقه بسكرات الموت. وفور وقوع الجريمة تمكنت الشرطة من اعتقال المتهمة التي حملتها حالة من الارتباك والشرود إلى التفكير في الهرب باتجاه بيت قريبة لها، وعليها أثار دماء الجريمة، إلا أن شقيقتها أقنعتها بالعودة لمسرح الجريمة، وبينما أمرت النيابة العامة بإيداع جثة المجنى عليه بمستودع الأموات، باشرت مصالح الأمن تحقيقا معمقا في حيثيات وملابسات الجريمة، وقد تمكن المحققون من العثور على أداة الجريمة المتمثلة في السكين، والذي تم الرمي به بمكان قريب من مقبرة قديمة محاذية للبيت من الجهة الخلفية، وتم الاستماع إلى تصريحات الجيران والمحيط. وصلة بالموضوع، يشار إلى أن المتهمة كانت قبل زواجها تعمل مساعدة للمجنى عليه بمكتبه بدار العدول بخنيفرة، قبل أن يطلب يدها للزواج، وذلك بعد أيام قليلة من تطليقه لزوجته الأولى التي لم ينجح زواجه بها بسبب بعض المشاكل والخلافات التي لم تجد حلا غير تفعيل قرار الانفصال، ولعل أفراد التحقيق استمعوا للزوجة السابقة في إطار التحريات الجارية، على حد ما يتداوله الشارع المحلي، وأفادت مصادرنا أن جثة المجنى عليه تم نقلها إلى بلدته مكناس حيث تم دفنها بمقابر العاصمة الإسماعيلية ظهر يوم السبت الماضي، وقد شاءت الأقدار الغريبة أن تكون نهاية «عدل موثق لعقود الزواج والطلاق» بجريمة قتل على يد زوجته. ويأتي هذا الحادث الدموي المروع بعد أسبوعين فقط من إقدام رب أسرة بحي أصاكة على قتل زوجته بطعنة سكين على مستوى القلب، ثم غادر منزله نحو الشارع في حالة اضطراب وهيجان شديد ليصيب شخصين (ب. ه) و(س. ي) بجروح عميقة على مستوى الظهر والكلية، نقلا إثرها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية، إلى جانب الزوجة التي نقلت على وجه السرعة إلى ذات المستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة. وفور اعتقال الجاني، ومهنته لحام (سودور)، جرى التحقيق معه بغاية ملامسة الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى ارتكاب جريمته الرهيبة، وتقول الرواية السائدة إنه قام بفعلته بعد أن سيطرت عليه نار الغيرة والشك حيال زوجته (أ. رشيدة -32 سنة)، وأضحى يشك في تصرفاتها وأخلاقها، إلى حين تعاظمت أحاسيسه أو تخيلاته، ما أصاب «بصيرته» بالعمى ودفع به إلى التسلح بسكين حادة أنهى بها حياة زوجته التي أنجب منها طفلتين ما تزالا في عمر الزهور، ولم يفت المحققين الاستماع أيضا للشخصين الذين أصيبا بسكين الجاني في إطار تعميق البحث في حيثيات وملابسات الجريمة. وقبل ساعات قليلة من «جريمة خنيفرة»، عاش حي تحجاويت بمريرت على وقع محاولة قتل زوجة على يد زوجها، إذ أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الزوجين كانا في وضعية خلاف دائم حول «مصروف البيت» على خلفية اتهامه بتبذير ما يتقاضاه من معاش، ولم يكن متوقعا أن يستفحل الخلاف بين الزوجين إلى حد قيام الزوج باستعمال سكين حادة طعن به زوجته (فاظمة) على مستوى البطن والذراع، ونقلت إثرها صوب المستشفى الإقليمي بخنيفرة في حالة حرجة، حيث تم إنقاذها من موت محقق، إلا أن الزوج سلم نفسه للشرطة لاعتقاده أن زوجته فارقت الحياة، وهي بالمناسبة أم لثلاثة أبناء.