الحرب في أوكرانيا.. بوتين يعلن هدنة لمدة ثلاثة أيام    مصر تفتتح "الكان" بفوز مهم على جنوب إفريقيا    المغرب يشارك في الدورة السابعة من القمة الثقافية بأبوظبي    مزور يؤكد التزام المغرب بتعزيز علاقاته الاقتصادية مع الصين    الأداء الإيجابي يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    ترايل أمزميز.. العداؤون المغاربة يتألقون في النسخة السابعة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    منتجع سيدي بوزيد.. الدرك يفكك وكرا للدعارة    تكريم سعيد بودرا المدير الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمضيق الفنيدق    الرباط .. انطلاق أشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب    الدورة ال 30 للمعرض الدولي للكتاب تستقطب أكثر من 403 آلاف زائر    ندوة توعوية بوجدة تفتح النقاش حول التحرش الجنسي بالمدارس    "البيجيدي" يحسم أسماء أعضاء الأمانة العامة والمعتصم رئيسا للمجلس الوطني    انطلاق جلسات استماع في محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية    منظمات حقوقية تنتقد حملة إعلامية "مسيئة" للأشخاص في وضعية إعاقة    هيئة حقوقية تدين حملات التشهير ضد ساكنة بن أحمد    انتشال جثة فتى من وادي ملوية بعد اختفائه    الأمن الوطني يوقف مروّج وشاية كاذبة حول جريمة قتل وهمية بابن أحمد    خط جوي مباشر يربط الدار البيضاء بكاتانيا الإيطالية    الذهب يهبط وسط انحسار التوتر بين أمريكا والصين    حزب الاستقلال بالحسيمة يكتسح الانتخابات الجزئية بفوزه بأربعة مقاعد    عبد الله البقالي يترأس أشغال المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بالحسيمة    نزهة بدوان رئيسة لمنطقة شمال إفريقيا بالاتحاد الإفريقي للرياضة للجميع    أسعار النفط تستقر مع بداية الأسبوع    كيم جونغ يقر بإرسال قوات إلى روسيا    مقتل 68 مهاجرا في قصف أمريكي    متصرفو قطاع التربية الوطنية يطالبون بتدخل عاجل من أخنوش    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    بريطانيا .. آلاف الوفيات سنويا مرتبطة بتناول الأغذية فائقة المعالجة    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    بنكيران وحزب العدالة والتنمية.. زعامة تتآكل وسط عزوف القيادات وهروب إلى المجهول    تيزنيت : الوقاية المدنية و الهلال الاحمر درعا السلامة و الأمان ب"سباق النصر النسوي"    رد حكيم من بوريطة.. إسكات استفزازات العالم الاخر ومسه بسيادة العراق    الصين: المغرب ضيف شرف النسخة ال11 لمؤتمر رواد الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي    كيوسك الاثنين | قرار وزاري يضع حدا لتعقيدات إدارية دامت لسنوات    ثروة معدنية هائلة ترى النور بسيروا بورزازات: اكتشاف ضخم يعزز آفاق الاقتصاد الوطني    المرزوقي يدعو التونسيين لإسقاط نظام قيس سعيد واستعادة مسار الثورة    المشتبه به في قتل مصلّ بمسجد في جنوب فرنسا يسلم نفسه للشرطة الإيطالية    فريق نهضة بركان يتأهل لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية    شهادات تبسط مسار الناقدة رشيدة بنمسعود بين الكتابة والنضالات الحقوقية    مي حريري تطلق " لا تغلط " بالتعاون مع وتري    "جرح صعيب".. صوت عماد التطواني يلامس وجدان عشاق الطرب الشعبي    العرائش: عزفٌ جنائزي على أوتار الخراب !    التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث وادنون الساقية الحمراء واد الذهب للدفاع عن الارض والعرض تستنكر… ارض الصحراويين خط أحمر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    فوزي لقجع يهنئ نهضة بركان بعد تأهله إلى نهائي كأس الكونفدرالية    الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يختتم فعالياته على وقع النجاح    والد لامين يامال: كنت مدريديًا… لكن برشلونة وفر لي لقمة العيش    الأوغندي أبيل شيلانغات والمغربية رحمة الطاهري يتوجان بلقب ماراطون الرباط    منصة رقمية تواكب منتجي الحبوب    بعد ارتفاع حالات الإصابة به .. السل القادم عبر «حليب لعبار» وباقي المشتقات غير المبسترة يقلق الأطباء    منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة    "المرأة البامبارية" تُبرز قهر تندوف    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عامين من استقبال مئات آلاف اللاجئين ألمانيا لا تزال منقسمة بشأنهم‮ ‬

‮ ‬هل تكسب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اقتراع الاحد؟ فمن حماسة التضامن عام‮ ‬2015‮ ‬الى تنامي‮ ‬اليمين المناهض للهجرة،‮ ‬تمكنت المانيا بالتاكيد من استيعاب عدد قياسي‮ ‬من اللاجئين بلا مشاكل كبيرة،‮ ‬لكن مجتمعها لازال منقسما بشأن هذه المسالة‮.‬
وبعد رفعها شعار‮ "‬سنتمكن من ذلك‮" ‬قبل عامين،‮ ‬للتعبئة وفتح ابواب المانيا لاكثر من مليون مهاجر،‮ ‬اضطرت ميركل لتعديل الموقف لكن دون
التخلي‮ ‬عن سياستها‮.‬
وستكون انتخابات الأحد أيضا اختبارا لموقف
الرأي‮ ‬العام من المسالة‮.‬

وفي‮ ‬2015‮ ‬جابت العالم صور الالمان وهم‮ ‬يتدفقون بكثافة لاستقبال اللاجئين في‮ ‬محطات القطارات‮. ‬والكثير منهم كان فخورا بأنه‮ ‬يجسد‮ "‬ثقافة الاستقبال‮" ‬مثبتين أن بلادهم تصنع التاريخ‮.‬
ويقول معتز‮ ‬غانم‮ "‬لم اعتبر تصريح ميركل حقيقة‮ +‬ننجزها على الفور‮+ ‬بل أكثر باعتباره هدفا‮ ‬يتحقق من خلال العمل معا لاجئين والمان‮".‬
وكان هذا الطالب السوري‮ (‬27‮ ‬عاما‮) ‬دخل بشكل‮ ‬غير شرعي‮ ‬ايطاليا‮. ‬وبعد ثلاثة اشهر حظي‮ ‬بوضع لاجىء وسيكون بامكانه متابعة دروسه في‮ ‬برلين‮.‬
وسهلت جامعة‮ "‬كيرون اوبن هاير اديوكيشن‮" ‬الافتراضية اندماجه‮. ‬وتساعد هذه الجامعة اللاجئين على إبراز كفاءاتهم‮.‬
وهذا المشروع مثل إحدى المبادرات لتكريس شعار ميركل‮. ‬والمسار الناجح لمعتز‮ ‬غانم جعله‮ ‬يحظى باستضافة من ميركل لنقاش تقييم لحصيلة عامين من سياسة الهجرة‮.‬
لكن الامور ليست كلها ايجابية،‮ ‬فهناك الان نحو‮ ‬200‮ ‬الف طالب لجوء عثروا على عمل لكن بالنسبة للباقين الامر مختلف‮.‬
كما ان قدوم هؤلاء المهاجرين ولد بين الالمان نوعا من التوجس وولد‮ ‬غضبا لدى المتطرفين بينهم‮.‬
وتم حرق مئات من مراكز ايواء المهاجرين ونظمت العديد من التظاهرات ضدهم من اليمين المتطرف خصوصا في‮ ‬مناطق ما كان‮ ‬يعرف بالمانيا الشرقية‮.‬
واسهمت التعديات الجنسية عشية راس السنة في‮ ‬2016‮ ‬بكولونيا التي‮ ‬نسبت لمهاجرين من شمال افريقيا وسلسلة الاعتداءات الجهادية التي‮ ‬ارتكبها طالبو لجوء،‮ ‬في‮ ‬تغذية مشاعر القلق‮.‬
وبعد توقعات في‮ ‬وسائل الاعلام الالمانية بان نجم ميركل افل بسبب الانتقادات التي‮ ‬تعرضت اليها حتى داخل حزبها المحافظ،‮ ‬كذبت المستشارة كل تلك التوقعات‮.‬
وهي‮ ‬تخوض انتخابات الاحد بحظوظ وافرة جدا لنيل ولاية رابعة رغم ان استطلاعات الراي‮ ‬تتوقع تراجع حزبها مقارنة بانتخابات‮ ‬2013‮. ‬وتراجع عدد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا كثيرا اثر‮ ‬غلق‮ "‬طريق البلقان‮" ‬والاتفاق الأوروبي‮ ‬التركي‮ ‬لوقف المهاجرين في‮ ‬الأراضي‮ ‬التركية‮.‬
ورغم تلويح اليمين القومي‮ ‬بملف الهجرة،‮ ‬فان الملف لم‮ ‬يعد في‮ ‬قلب اهتمامات الراي‮ ‬العام ولا‮ ‬يمثل موضوعا محرجا في‮ ‬مواجهة ابرز منافسيها الاشتراكي‮ ‬الديموقراطي‮ ‬مارتن شولتز الذي‮ ‬دعم حزبه ايضا الانفتاح على اللاجئين في‮ ‬اطار حكومة الائتلاف‮.‬
وازاء الانتقادات شددت ميركل سياستها خصوصا مع تسهيل عمليات طرد مهاجرين‮ ‬غير شرعيين او صدرت بحقهم احكام قضائية‮.‬
ومع وعدها بعدم تكرر الوصول المكثف للمهاجرين لعام‮ ‬2015،‮ ‬فان ميركل تؤكد ان قرارها حينها كان‮ "‬مبررا‮" ‬بسبب الوضع الإنساني‮ ‬أو رفض سلطات المجر قبول اللاجئين
ويأخذ عليها خصومها أنها‮ ‬غذت تنامي‮ ‬حزب‮ "‬البديل من اجل ألمانيا‮" ‬الذي‮ ‬تشير الاستطلاعات الى انه سيحصل على‮ ‬10‮ ‬بالمئة على الاقل من الاصوات وسيدخل على الارجح مجلس النواب‮.‬
وجعل هذا الحزب ميركل هدفه الأساسي‮ ‬في‮ ‬حملته‮. ‬ويردد ناشطوه في‮ ‬كل تجمع لهم تقريبا شعار‮ "‬ارحلي‮".‬
وفي‮ ‬نهاية المطاف هل نجحت ألمانيا؟ وترد الإذاعة العامة‮ "‬انها مسالة وجهة نظر،‮ ‬ولن نعرف بالتأكيد الجواب الا حين تغادر انغيلا ميركل المستشارية‮".‬
ورقة مساومة‮ ‬
و‮ ‬يضع اللاجؤون في‮ ‬المانيا أيديهم على قلوبهم وهم‮ ‬يترقبون نتائج الانتخابات التشريعية المقررة في‮ ‬24‮ ‬شتنبر‮ ‬2017‮ ‬،‮ ‬بعد ان تحولت قضية الهجرة واللجوء الى ورقة مساومة لدى الأحزاب المتنافسة‮.‬
فبعد عامين على استقبال ألمانيا لأكبر موجة من المهاجرين فاق عددهم المليون والنصف،‮ ‬خفتت شعلة الترحيب بهم وباتت جملة ميركل الشهيرة‮ " ‬سننجح في‮ ‬إتمام المهمة‮ " ‬محط تساؤل وارتياب في‮ ‬خضم حملة انتخابية كشفت عن التهديد بالترحيل الذي‮ ‬أصبح‮ ‬يحدق باللاجئين وتزايد الاصوات المعارضة للم شمل أسر لاجئين‮ (‬التجمع العائلي‮) ‬لاسيما بالنسبة للسوريين الذين تقطعت بهم السبل وتشتت أسرهم‮.‬
وبالرغم من تمسك ميركل في‮ ‬تصريحات بموقفها تجاه القرارات التي‮ ‬اتخذتها بفتح الحدود الألمانية أمام آلاف اللاجئين العالقين في‮ ‬شتنبر‮ ‬2015،‮ ‬واصفة تلك القرارات بأنها‮ "‬سليمة للغاية‮"‬،‮ ‬فان الحكومة اتجهت الى تشديد قواعد طلب اللجوء لدوافع سياسية واعتبارات انتخابية تروم قطع الطريق على الاحزاب اليمينية المتطرفة التي‮ ‬تزايدت شعبيتها خلال العامين الاخيرين‮.‬
وتأتي‮ ‬عملية الترحيل الأخيرة لثمانية أفغان من ولايات ألمانية لتعكس تذبذب مواقف الاحزاب اتجاه قضية اللجوء وتثير جدلا في‮ ‬الاوساط السياسية على اعتبار انها ترتبط بحسابات انتخابية وتتغاضى عن الجوانب الانسانية بالنظر الى الاوضاع الامنية‮ ‬غير المستقرة في‮ ‬افغانستان‮.‬
وكانت الحكومة قد علقت في‮ ‬فاتح‮ ‬يونيو‮ ‬2017‮ ‬بشكل مؤقت ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم بعد الهجوم الإرهابي‮ ‬الكبير الذي‮ ‬وقع في‮ ‬كابول‮.‬
ودافع وزير الداخلية الألماني‮ ‬توماس دي‮ ‬ميزير عن عملية الترحيل قائلا ان الافغان المرحلين ارتكبوا‮ "‬جرائم جنائية كبيرة‮".‬
وأشار الى أنه من المقرر إصدار تقرير جديد عن الأوضاع الأمنية في‮ ‬أفغانستان الخريف المقبل،‮ ‬مؤكدا أن الحكومة الألمانية ستظل حتى ذلك الحين متمسكة بسياستها الحالية في‮ ‬ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم‮.‬
وأظهرت إحصائيات ارتفاع عدد طلبات اللجوء المرفوضة خلال الشهور الخمسة الأوائل لعام‮ ‬2017‮ ‬حيث تم رفض‮ ‬107‮ ‬آلاف طلب لجوء،‮ ‬بينها‮ ‬32‮ ‬ألف طلب مقدمة من أفغان‮. ‬وفي‮ ‬2016‮ ‬رفض مكتب الهجرة واللاجئين نحو‮ ‬260‮ ‬ألف طلب لجوء‮.‬
ويثير موضوع اللجوء انقساما داخل التحالف المسيحي‮ ‬الحاكم حيث تؤكد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تمسكها بموقفها بشأن عدم اعتماد حد أقصى لأعداد اللاجئين في‮ ‬ألمانيا في‮ ‬حالة فوزها في‮ ‬الانتخابات‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يطالب حليفها‮ ‬،‮ ‬الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬بولاية بافاريا،‮ ‬ألا‮ ‬يزيد عدد اللاجئين الذين تأويهم ألمانيا عن‮ ‬200‮ ‬ألف لاجئ جديد سنويا‮ .‬
وكان هورست زيهوفر،‮ ‬رئيس الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬ولاية بافاريا،‮ ‬قد صرح مؤخرا‮ "‬نحن مع اعتماد حد أقصى وسنمثله بكل قوة،‮ ‬قبل الانتخابات وبعدها‮".‬
وطفت على السطح خلال الحملة الانتخابية قضية لم شمل أسر اللاجئين بعد ان طالب وزراء وسياسيون بارزون بتمديد إيقاف لم الشمل،‮ ‬الذي‮ ‬سينتهي‮ ‬في‮ ‬مارس المقبل‮.‬
وكانت الحكومة الألمانية قد علقت لم الشمل العائلات الحاصلة على‮ "‬الحماية الثانوية‮" ‬الى‮ ‬غاية مارس‮ ‬2018‮ ‬،‮ ‬لتفادي‮ ‬إثقال كاهل البلديات مجددا في‮ ‬رعاية اللاجئين على حد قولها‮.‬
وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬أعلنت فيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في‮ ‬خضم الحملة الانتخابية أنها لا تعتزم اتخاذ أي‮ ‬قرار بشأن هذه المسألة هذا العام‮ ‬،‮ ‬مشيرة الى ان الأولوية الآن للحائزين على صفة حماية كاملة،‮ ‬ألمح هورست زيهوفر،‮ ‬شريكها في‮ ‬الائتلاف الحاكم الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬أنه سيتم منع لم شمل عائلات الحاصلين على‮ "‬الحماية الثانوية‮" ‬بشكل دائم في‮ ‬حال فوز التحالف المسيحي‮ ‬بالانتخابات‮.‬
ويعتبر اللاجئون السوريون أكثر المتأثرين بايقاف لم الشمل لأنهم كانوا الشريحة الكبرى من طالبي‮ ‬اللجوء في‮ ‬عامي‮ ‬2015‮ ‬و2016‮.‬
ويرفض معظم الألمان مسألة لم شمل العائلات حسب ما أظهرته دراسة حديثة أجرتها وكالة أنباء‮" ‬إينسا‮" ‬بتكليف من صحيفة‮ "‬بيلد تسايتونغ‮" ‬حيث عبر حوالي‮ ‬53‮ ‬بالمائة من الألمان الذين شاركوا في‮ ‬هذه الدراسة عن معارضتهم للم شمل العائلات بموجب القانون،‮ ‬بينما عبر‮ ‬41.‬7‮ ‬بالمئة عن موافقتهم‮.‬
كما تشكل قضية اللجوء ورقة رابحة في‮ ‬يد حزب‮ "‬البديل من أجل ألمانيا‮" ‬الذي‮ ‬من المتوقع أن‮ ‬يفوز بمقاعد في‮ ‬البرلمان الألماني‮ ‬للمرة الأولى خلال الانتخابات المقبلة،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬أضحى الأمن الهاجس الاساسي‮ ‬للناخب الالماني‮ ‬بعد الاعتداءات التي‮ ‬شهدتها مدن فورتسبورغ‮ ‬وأنسباخ و برلين‮.‬
وقد أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن خوف الألمان من الإرهاب لايزال‮ ‬يحتل المركز الأول في‮ ‬ترتيب المخاوف الألمانية‮.‬
وصرح‮ ‬71‮ ‬في‮ ‬المئة من نحو‮ ‬2400‮ ‬شخص شملهم استطلاع في‮ ‬إطار الدراسة،‮ ‬أنهم‮ ‬يشعرون أنهم مهددون من قبل الإرهاب أي‮ ‬بتراجع نقطتين عن الرقم القياسي‮ ‬الذي‮ ‬بلغه هذا الخوف عام‮ ‬2016‮.‬
ويرفض حزب البديل في‮ ‬برنامجه الانتخابي‮ ‬أي‮ ‬شكل من أشكال لم الشمل بالنسبة للاجئين،‮ ‬ويريد فقط‮ "‬السماح بالهجرة المؤهلة حسب الحاجة‮". ‬وبالإضافة الى مطالبته بنسبة ثابتة لترحيل اللاجئين والمهاجرين‮ ‬غير الشرعين‮.‬
ويرى الحزب أنه من الضروري‮ "‬تقليص نسبة الهجرة بحوالي‮ ‬200‮ ‬ألف شخص سنويا،‮ ‬على مدى عدة سنوات‮. ‬وفي‮ ‬حال رفض بلدان المنشأ استقبال مواطنيها،‮ ‬فيجب أن ت م ار س عليها ضغوطات عبر وقف المساعدات التنموية،‮ ‬على سبيل المثال‮.‬
ويظل اللاجؤون الحلقة الاضعف في‮ ‬مسلسل انتخابي‮ ‬يمارس عليهم ضغوطا نفسية كبيرة ويرهن انشغالاتهم واهتماماتهم في‮ ‬حسابات انتخابية تتغاضى عن الحقوق الانسانية وتتبنى خيار الترحيل عوض الاندماج‮. ‬
الديموقراطيون الاحرار وإصلاح الاتحاد الأوروبي
قبل اسبوع على الانتخابات الالمانية يبدو حزب الديموقراطيين الاحرار الذي مني بهزيمة مدوية في انتخابات 2013 مرشحا للعودة الى البرلمان حيث يمكنه ان يجعل برلين شريكا أكثر إحراجا لشركائها الاوروبيين.
في حال تمكن هذا الحزب من استعادة دوره التاريخي كشريك أصغر في ائتلاف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي (وسط-يمين)، سيحمل معه معارضته القوية لزيادة التحويلات المالية بين دول الاتحاد الاوروبي.
وقد تؤدي هذه المعارضة من برلين الى تقويض الزخم المتزايد لاصلاح التكتل.
والمخاطر عالية في سباق انتخابي يبدو فيه الفائز مؤكدا فيما تتوجه الانظار الى أربعة احزاب اصغر، ستحصل بحسب استطلاعات الرأي على 10 بالمئة من الأصوات.
ومع تقدم حزب ميركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة على الارجح، فإن المستشارة ستكون بحاجة الى شريك من أحد الاحزاب الاصغر، اذا لم تكن تريد مواصلة "ائتلافها الكبير" الخالي من الود مع الاشتراكيين الديموقراطيين(وسط يسار).
لكن ميركل استبعدت العمل مع حزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة أو مع "دي لينكه" اليساري المتشدد، مما يخلي ساحة المعركة امام الديموقراطيين الاحرار والخضر للفوز المحتمل بشراكة الائتلاف.
وتقول نيكولا بير، الامينة العامة لحزب الديموقراطيين الاحرار، ان الهدف واضح "السؤال الحاسم في هذه الانتخابات هو أي حزب سيكون ثالث أكبر الاحزاب".
وقد تركت المستشارة الحذرة خياراتها مفتوحة، والمحت الى كل من الديموقراطي الحر المؤيد للشركات والخضر اليساري التوجه، في احتمال ان يكون لهما معقد في المشاورات الحكومية بعد الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر.
واذا ما انضم الديموقراطي الحر الى حكومة للمسيحيين الديموقراطيين، فإن إصلاح منطقة اليورو "سيحكم عليه بالفشل" بحسب الخبير الاقتصادي كريستيان اودندال من مركز الاصلاح الاوروبي، مضيفا ان ذلك سيكون "أكثر الائتلافات خطورة على اليورو".
يؤيد الديموقراطي الحر، أكثر من اي حزب آخر، سياسة اقتصادية تقليدية لألمانيا تضع قواعد واضحة قائمة على السوق وتطبيقها بحذافيرها مهما كلف الامر.
وعلى المستوى الاوروبي ي ترجم ذلك برفض لاي خطط لميزانية مشتركة لمنطقة اليورو تخفف من تأثير أزمات اقتصادية، أو أن يقوم صندوق النقد الدولي بتقديم قروض طارئة.
ويتبادل المسؤولون الفرنسيون والالمان تلك الافكار منذ انتخاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مايو الذي اعاد الثقة في مستقبل الاتحاد الاوروبي بين نخب القارة.
وقال زعيم الديموقراطيين الاحرار كريستيان ليندنر في تجمع حزبي الاحد "اذا كانت فكرة تخصيص ميزانية خاصة لمنطقة اليورو من أموال المانيا كي تذهب الى دول اوروبية أخرى فإننا لن نساهم في تحقيق ذلك".
واضاف "إن اتحادا من تحويلات كتلك لن يقوي أوروبا".
وينتقد الديموقراطيون الاحرار بشكل خاص صفقات الانقاذ التي سمحت ببقاء اليونان في منطقة اليورو رغم ديونها الهائلة.
ويؤيد برنامجهم الحزبي "إجراءات إفلاس للدول في منطقة اليورو" يمكن ان تؤدي الى خروج دول من منطقة العملة الموحدة.
ويقر كبار مسؤولي الديموقراطي الحر أن من بين حالات الخروج عن أسس الحزب، فإن أول فصول صفقات انقاذ اليونان كتبت عندما كان الحزب شريكا في ائتلاف ميركل الحكومي بين 2009 و2013.
وأكد "لن نرتكب هذا الخطأ مجددا".
وقد لا يتوقف التغيير في المواقف عند علاقات ألمانيا بجيرانها المباشرين في ائتلاف "أسود-أصفر" وهي العبارة التي تطلق على ائتلاف المسيحيين الديموقراطيين-الديموقراطيين الاحرار نسبة الى الوان الاحزاب السياسية في المانيا.
فقد سمعت أصوات تدعو الى تقارب مع روسيا بين الاطياف السياسية خلال الحملات الانتخابية.
وشهدت فترة الاستعدادات للانتخابات انتقادات شديدة للمستشار السابق غيرهارد شرودر لقبوله منصبا في مجلس ادارة شركة الطاقة الروسية روسنفت.
لكن علاقات برلين-موسكو قد تتحسن اذا ما تم تعيين ليندنر، زعيم الديموقراطيين الاحرار وزيرا للخارجية، وهو بالامر العادي للشريك الاصغر في الائتلاف.
وبشكل مثير للجدل، اقترح ليندنر ان يقبل الاتحاد الاوروبي "مؤقتا" ضم روسيا للقرم من اوكرانيا والغاء العقوبات الاقتصادية عنها.
ويصر معظم السياسيين التقليديين، ومنهم ميركل، أن على موسكو الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقات مينسك التي تم التوصل اليها بين فرنسا والمانيا وروسيا وأوكرانيا، قبل رفع العقوبات.
في الوقت الحاضر، تبدو مواجهات كتلك مستبعدة مستقبلا بالنسبة لليندنر وفريقه.
وهم يراهنون على صور الزعيم الوسيم، وبرنامج للسياسة الداخلية مثقل بتدابير صديقة للشركات ومفاوضات شاقة حول الهجرة واللاجئين، من شأنها أن تدفعهم في مقدمة الاحزاب الاخرى الطامحة بالمرتبة الثالثة.
ويتساءل ليندنر في احد فيديوهات الحزب "كيف تبني بلدا اذا بدأت من الصفر؟".
وفي سياسة ألمانيا الخارجية والاوروبية، فإن الجواب قد يخرج في وقت أقرب مما يتمناه حلفاء ان يكون الاسبوع المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.