ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عامين من استقبال مئات آلاف اللاجئين ألمانيا لا تزال منقسمة بشأنهم‮ ‬

‮ ‬هل تكسب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اقتراع الاحد؟ فمن حماسة التضامن عام‮ ‬2015‮ ‬الى تنامي‮ ‬اليمين المناهض للهجرة،‮ ‬تمكنت المانيا بالتاكيد من استيعاب عدد قياسي‮ ‬من اللاجئين بلا مشاكل كبيرة،‮ ‬لكن مجتمعها لازال منقسما بشأن هذه المسالة‮.‬
وبعد رفعها شعار‮ "‬سنتمكن من ذلك‮" ‬قبل عامين،‮ ‬للتعبئة وفتح ابواب المانيا لاكثر من مليون مهاجر،‮ ‬اضطرت ميركل لتعديل الموقف لكن دون
التخلي‮ ‬عن سياستها‮.‬
وستكون انتخابات الأحد أيضا اختبارا لموقف
الرأي‮ ‬العام من المسالة‮.‬

وفي‮ ‬2015‮ ‬جابت العالم صور الالمان وهم‮ ‬يتدفقون بكثافة لاستقبال اللاجئين في‮ ‬محطات القطارات‮. ‬والكثير منهم كان فخورا بأنه‮ ‬يجسد‮ "‬ثقافة الاستقبال‮" ‬مثبتين أن بلادهم تصنع التاريخ‮.‬
ويقول معتز‮ ‬غانم‮ "‬لم اعتبر تصريح ميركل حقيقة‮ +‬ننجزها على الفور‮+ ‬بل أكثر باعتباره هدفا‮ ‬يتحقق من خلال العمل معا لاجئين والمان‮".‬
وكان هذا الطالب السوري‮ (‬27‮ ‬عاما‮) ‬دخل بشكل‮ ‬غير شرعي‮ ‬ايطاليا‮. ‬وبعد ثلاثة اشهر حظي‮ ‬بوضع لاجىء وسيكون بامكانه متابعة دروسه في‮ ‬برلين‮.‬
وسهلت جامعة‮ "‬كيرون اوبن هاير اديوكيشن‮" ‬الافتراضية اندماجه‮. ‬وتساعد هذه الجامعة اللاجئين على إبراز كفاءاتهم‮.‬
وهذا المشروع مثل إحدى المبادرات لتكريس شعار ميركل‮. ‬والمسار الناجح لمعتز‮ ‬غانم جعله‮ ‬يحظى باستضافة من ميركل لنقاش تقييم لحصيلة عامين من سياسة الهجرة‮.‬
لكن الامور ليست كلها ايجابية،‮ ‬فهناك الان نحو‮ ‬200‮ ‬الف طالب لجوء عثروا على عمل لكن بالنسبة للباقين الامر مختلف‮.‬
كما ان قدوم هؤلاء المهاجرين ولد بين الالمان نوعا من التوجس وولد‮ ‬غضبا لدى المتطرفين بينهم‮.‬
وتم حرق مئات من مراكز ايواء المهاجرين ونظمت العديد من التظاهرات ضدهم من اليمين المتطرف خصوصا في‮ ‬مناطق ما كان‮ ‬يعرف بالمانيا الشرقية‮.‬
واسهمت التعديات الجنسية عشية راس السنة في‮ ‬2016‮ ‬بكولونيا التي‮ ‬نسبت لمهاجرين من شمال افريقيا وسلسلة الاعتداءات الجهادية التي‮ ‬ارتكبها طالبو لجوء،‮ ‬في‮ ‬تغذية مشاعر القلق‮.‬
وبعد توقعات في‮ ‬وسائل الاعلام الالمانية بان نجم ميركل افل بسبب الانتقادات التي‮ ‬تعرضت اليها حتى داخل حزبها المحافظ،‮ ‬كذبت المستشارة كل تلك التوقعات‮.‬
وهي‮ ‬تخوض انتخابات الاحد بحظوظ وافرة جدا لنيل ولاية رابعة رغم ان استطلاعات الراي‮ ‬تتوقع تراجع حزبها مقارنة بانتخابات‮ ‬2013‮. ‬وتراجع عدد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا كثيرا اثر‮ ‬غلق‮ "‬طريق البلقان‮" ‬والاتفاق الأوروبي‮ ‬التركي‮ ‬لوقف المهاجرين في‮ ‬الأراضي‮ ‬التركية‮.‬
ورغم تلويح اليمين القومي‮ ‬بملف الهجرة،‮ ‬فان الملف لم‮ ‬يعد في‮ ‬قلب اهتمامات الراي‮ ‬العام ولا‮ ‬يمثل موضوعا محرجا في‮ ‬مواجهة ابرز منافسيها الاشتراكي‮ ‬الديموقراطي‮ ‬مارتن شولتز الذي‮ ‬دعم حزبه ايضا الانفتاح على اللاجئين في‮ ‬اطار حكومة الائتلاف‮.‬
وازاء الانتقادات شددت ميركل سياستها خصوصا مع تسهيل عمليات طرد مهاجرين‮ ‬غير شرعيين او صدرت بحقهم احكام قضائية‮.‬
ومع وعدها بعدم تكرر الوصول المكثف للمهاجرين لعام‮ ‬2015،‮ ‬فان ميركل تؤكد ان قرارها حينها كان‮ "‬مبررا‮" ‬بسبب الوضع الإنساني‮ ‬أو رفض سلطات المجر قبول اللاجئين
ويأخذ عليها خصومها أنها‮ ‬غذت تنامي‮ ‬حزب‮ "‬البديل من اجل ألمانيا‮" ‬الذي‮ ‬تشير الاستطلاعات الى انه سيحصل على‮ ‬10‮ ‬بالمئة على الاقل من الاصوات وسيدخل على الارجح مجلس النواب‮.‬
وجعل هذا الحزب ميركل هدفه الأساسي‮ ‬في‮ ‬حملته‮. ‬ويردد ناشطوه في‮ ‬كل تجمع لهم تقريبا شعار‮ "‬ارحلي‮".‬
وفي‮ ‬نهاية المطاف هل نجحت ألمانيا؟ وترد الإذاعة العامة‮ "‬انها مسالة وجهة نظر،‮ ‬ولن نعرف بالتأكيد الجواب الا حين تغادر انغيلا ميركل المستشارية‮".‬
ورقة مساومة‮ ‬
و‮ ‬يضع اللاجؤون في‮ ‬المانيا أيديهم على قلوبهم وهم‮ ‬يترقبون نتائج الانتخابات التشريعية المقررة في‮ ‬24‮ ‬شتنبر‮ ‬2017‮ ‬،‮ ‬بعد ان تحولت قضية الهجرة واللجوء الى ورقة مساومة لدى الأحزاب المتنافسة‮.‬
فبعد عامين على استقبال ألمانيا لأكبر موجة من المهاجرين فاق عددهم المليون والنصف،‮ ‬خفتت شعلة الترحيب بهم وباتت جملة ميركل الشهيرة‮ " ‬سننجح في‮ ‬إتمام المهمة‮ " ‬محط تساؤل وارتياب في‮ ‬خضم حملة انتخابية كشفت عن التهديد بالترحيل الذي‮ ‬أصبح‮ ‬يحدق باللاجئين وتزايد الاصوات المعارضة للم شمل أسر لاجئين‮ (‬التجمع العائلي‮) ‬لاسيما بالنسبة للسوريين الذين تقطعت بهم السبل وتشتت أسرهم‮.‬
وبالرغم من تمسك ميركل في‮ ‬تصريحات بموقفها تجاه القرارات التي‮ ‬اتخذتها بفتح الحدود الألمانية أمام آلاف اللاجئين العالقين في‮ ‬شتنبر‮ ‬2015،‮ ‬واصفة تلك القرارات بأنها‮ "‬سليمة للغاية‮"‬،‮ ‬فان الحكومة اتجهت الى تشديد قواعد طلب اللجوء لدوافع سياسية واعتبارات انتخابية تروم قطع الطريق على الاحزاب اليمينية المتطرفة التي‮ ‬تزايدت شعبيتها خلال العامين الاخيرين‮.‬
وتأتي‮ ‬عملية الترحيل الأخيرة لثمانية أفغان من ولايات ألمانية لتعكس تذبذب مواقف الاحزاب اتجاه قضية اللجوء وتثير جدلا في‮ ‬الاوساط السياسية على اعتبار انها ترتبط بحسابات انتخابية وتتغاضى عن الجوانب الانسانية بالنظر الى الاوضاع الامنية‮ ‬غير المستقرة في‮ ‬افغانستان‮.‬
وكانت الحكومة قد علقت في‮ ‬فاتح‮ ‬يونيو‮ ‬2017‮ ‬بشكل مؤقت ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم بعد الهجوم الإرهابي‮ ‬الكبير الذي‮ ‬وقع في‮ ‬كابول‮.‬
ودافع وزير الداخلية الألماني‮ ‬توماس دي‮ ‬ميزير عن عملية الترحيل قائلا ان الافغان المرحلين ارتكبوا‮ "‬جرائم جنائية كبيرة‮".‬
وأشار الى أنه من المقرر إصدار تقرير جديد عن الأوضاع الأمنية في‮ ‬أفغانستان الخريف المقبل،‮ ‬مؤكدا أن الحكومة الألمانية ستظل حتى ذلك الحين متمسكة بسياستها الحالية في‮ ‬ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم‮.‬
وأظهرت إحصائيات ارتفاع عدد طلبات اللجوء المرفوضة خلال الشهور الخمسة الأوائل لعام‮ ‬2017‮ ‬حيث تم رفض‮ ‬107‮ ‬آلاف طلب لجوء،‮ ‬بينها‮ ‬32‮ ‬ألف طلب مقدمة من أفغان‮. ‬وفي‮ ‬2016‮ ‬رفض مكتب الهجرة واللاجئين نحو‮ ‬260‮ ‬ألف طلب لجوء‮.‬
ويثير موضوع اللجوء انقساما داخل التحالف المسيحي‮ ‬الحاكم حيث تؤكد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تمسكها بموقفها بشأن عدم اعتماد حد أقصى لأعداد اللاجئين في‮ ‬ألمانيا في‮ ‬حالة فوزها في‮ ‬الانتخابات‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يطالب حليفها‮ ‬،‮ ‬الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬بولاية بافاريا،‮ ‬ألا‮ ‬يزيد عدد اللاجئين الذين تأويهم ألمانيا عن‮ ‬200‮ ‬ألف لاجئ جديد سنويا‮ .‬
وكان هورست زيهوفر،‮ ‬رئيس الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬ولاية بافاريا،‮ ‬قد صرح مؤخرا‮ "‬نحن مع اعتماد حد أقصى وسنمثله بكل قوة،‮ ‬قبل الانتخابات وبعدها‮".‬
وطفت على السطح خلال الحملة الانتخابية قضية لم شمل أسر اللاجئين بعد ان طالب وزراء وسياسيون بارزون بتمديد إيقاف لم الشمل،‮ ‬الذي‮ ‬سينتهي‮ ‬في‮ ‬مارس المقبل‮.‬
وكانت الحكومة الألمانية قد علقت لم الشمل العائلات الحاصلة على‮ "‬الحماية الثانوية‮" ‬الى‮ ‬غاية مارس‮ ‬2018‮ ‬،‮ ‬لتفادي‮ ‬إثقال كاهل البلديات مجددا في‮ ‬رعاية اللاجئين على حد قولها‮.‬
وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬أعلنت فيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في‮ ‬خضم الحملة الانتخابية أنها لا تعتزم اتخاذ أي‮ ‬قرار بشأن هذه المسألة هذا العام‮ ‬،‮ ‬مشيرة الى ان الأولوية الآن للحائزين على صفة حماية كاملة،‮ ‬ألمح هورست زيهوفر،‮ ‬شريكها في‮ ‬الائتلاف الحاكم الحزب المسيحي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬أنه سيتم منع لم شمل عائلات الحاصلين على‮ "‬الحماية الثانوية‮" ‬بشكل دائم في‮ ‬حال فوز التحالف المسيحي‮ ‬بالانتخابات‮.‬
ويعتبر اللاجئون السوريون أكثر المتأثرين بايقاف لم الشمل لأنهم كانوا الشريحة الكبرى من طالبي‮ ‬اللجوء في‮ ‬عامي‮ ‬2015‮ ‬و2016‮.‬
ويرفض معظم الألمان مسألة لم شمل العائلات حسب ما أظهرته دراسة حديثة أجرتها وكالة أنباء‮" ‬إينسا‮" ‬بتكليف من صحيفة‮ "‬بيلد تسايتونغ‮" ‬حيث عبر حوالي‮ ‬53‮ ‬بالمائة من الألمان الذين شاركوا في‮ ‬هذه الدراسة عن معارضتهم للم شمل العائلات بموجب القانون،‮ ‬بينما عبر‮ ‬41.‬7‮ ‬بالمئة عن موافقتهم‮.‬
كما تشكل قضية اللجوء ورقة رابحة في‮ ‬يد حزب‮ "‬البديل من أجل ألمانيا‮" ‬الذي‮ ‬من المتوقع أن‮ ‬يفوز بمقاعد في‮ ‬البرلمان الألماني‮ ‬للمرة الأولى خلال الانتخابات المقبلة،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬أضحى الأمن الهاجس الاساسي‮ ‬للناخب الالماني‮ ‬بعد الاعتداءات التي‮ ‬شهدتها مدن فورتسبورغ‮ ‬وأنسباخ و برلين‮.‬
وقد أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن خوف الألمان من الإرهاب لايزال‮ ‬يحتل المركز الأول في‮ ‬ترتيب المخاوف الألمانية‮.‬
وصرح‮ ‬71‮ ‬في‮ ‬المئة من نحو‮ ‬2400‮ ‬شخص شملهم استطلاع في‮ ‬إطار الدراسة،‮ ‬أنهم‮ ‬يشعرون أنهم مهددون من قبل الإرهاب أي‮ ‬بتراجع نقطتين عن الرقم القياسي‮ ‬الذي‮ ‬بلغه هذا الخوف عام‮ ‬2016‮.‬
ويرفض حزب البديل في‮ ‬برنامجه الانتخابي‮ ‬أي‮ ‬شكل من أشكال لم الشمل بالنسبة للاجئين،‮ ‬ويريد فقط‮ "‬السماح بالهجرة المؤهلة حسب الحاجة‮". ‬وبالإضافة الى مطالبته بنسبة ثابتة لترحيل اللاجئين والمهاجرين‮ ‬غير الشرعين‮.‬
ويرى الحزب أنه من الضروري‮ "‬تقليص نسبة الهجرة بحوالي‮ ‬200‮ ‬ألف شخص سنويا،‮ ‬على مدى عدة سنوات‮. ‬وفي‮ ‬حال رفض بلدان المنشأ استقبال مواطنيها،‮ ‬فيجب أن ت م ار س عليها ضغوطات عبر وقف المساعدات التنموية،‮ ‬على سبيل المثال‮.‬
ويظل اللاجؤون الحلقة الاضعف في‮ ‬مسلسل انتخابي‮ ‬يمارس عليهم ضغوطا نفسية كبيرة ويرهن انشغالاتهم واهتماماتهم في‮ ‬حسابات انتخابية تتغاضى عن الحقوق الانسانية وتتبنى خيار الترحيل عوض الاندماج‮. ‬
الديموقراطيون الاحرار وإصلاح الاتحاد الأوروبي
قبل اسبوع على الانتخابات الالمانية يبدو حزب الديموقراطيين الاحرار الذي مني بهزيمة مدوية في انتخابات 2013 مرشحا للعودة الى البرلمان حيث يمكنه ان يجعل برلين شريكا أكثر إحراجا لشركائها الاوروبيين.
في حال تمكن هذا الحزب من استعادة دوره التاريخي كشريك أصغر في ائتلاف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي (وسط-يمين)، سيحمل معه معارضته القوية لزيادة التحويلات المالية بين دول الاتحاد الاوروبي.
وقد تؤدي هذه المعارضة من برلين الى تقويض الزخم المتزايد لاصلاح التكتل.
والمخاطر عالية في سباق انتخابي يبدو فيه الفائز مؤكدا فيما تتوجه الانظار الى أربعة احزاب اصغر، ستحصل بحسب استطلاعات الرأي على 10 بالمئة من الأصوات.
ومع تقدم حزب ميركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة على الارجح، فإن المستشارة ستكون بحاجة الى شريك من أحد الاحزاب الاصغر، اذا لم تكن تريد مواصلة "ائتلافها الكبير" الخالي من الود مع الاشتراكيين الديموقراطيين(وسط يسار).
لكن ميركل استبعدت العمل مع حزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة أو مع "دي لينكه" اليساري المتشدد، مما يخلي ساحة المعركة امام الديموقراطيين الاحرار والخضر للفوز المحتمل بشراكة الائتلاف.
وتقول نيكولا بير، الامينة العامة لحزب الديموقراطيين الاحرار، ان الهدف واضح "السؤال الحاسم في هذه الانتخابات هو أي حزب سيكون ثالث أكبر الاحزاب".
وقد تركت المستشارة الحذرة خياراتها مفتوحة، والمحت الى كل من الديموقراطي الحر المؤيد للشركات والخضر اليساري التوجه، في احتمال ان يكون لهما معقد في المشاورات الحكومية بعد الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر.
واذا ما انضم الديموقراطي الحر الى حكومة للمسيحيين الديموقراطيين، فإن إصلاح منطقة اليورو "سيحكم عليه بالفشل" بحسب الخبير الاقتصادي كريستيان اودندال من مركز الاصلاح الاوروبي، مضيفا ان ذلك سيكون "أكثر الائتلافات خطورة على اليورو".
يؤيد الديموقراطي الحر، أكثر من اي حزب آخر، سياسة اقتصادية تقليدية لألمانيا تضع قواعد واضحة قائمة على السوق وتطبيقها بحذافيرها مهما كلف الامر.
وعلى المستوى الاوروبي ي ترجم ذلك برفض لاي خطط لميزانية مشتركة لمنطقة اليورو تخفف من تأثير أزمات اقتصادية، أو أن يقوم صندوق النقد الدولي بتقديم قروض طارئة.
ويتبادل المسؤولون الفرنسيون والالمان تلك الافكار منذ انتخاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مايو الذي اعاد الثقة في مستقبل الاتحاد الاوروبي بين نخب القارة.
وقال زعيم الديموقراطيين الاحرار كريستيان ليندنر في تجمع حزبي الاحد "اذا كانت فكرة تخصيص ميزانية خاصة لمنطقة اليورو من أموال المانيا كي تذهب الى دول اوروبية أخرى فإننا لن نساهم في تحقيق ذلك".
واضاف "إن اتحادا من تحويلات كتلك لن يقوي أوروبا".
وينتقد الديموقراطيون الاحرار بشكل خاص صفقات الانقاذ التي سمحت ببقاء اليونان في منطقة اليورو رغم ديونها الهائلة.
ويؤيد برنامجهم الحزبي "إجراءات إفلاس للدول في منطقة اليورو" يمكن ان تؤدي الى خروج دول من منطقة العملة الموحدة.
ويقر كبار مسؤولي الديموقراطي الحر أن من بين حالات الخروج عن أسس الحزب، فإن أول فصول صفقات انقاذ اليونان كتبت عندما كان الحزب شريكا في ائتلاف ميركل الحكومي بين 2009 و2013.
وأكد "لن نرتكب هذا الخطأ مجددا".
وقد لا يتوقف التغيير في المواقف عند علاقات ألمانيا بجيرانها المباشرين في ائتلاف "أسود-أصفر" وهي العبارة التي تطلق على ائتلاف المسيحيين الديموقراطيين-الديموقراطيين الاحرار نسبة الى الوان الاحزاب السياسية في المانيا.
فقد سمعت أصوات تدعو الى تقارب مع روسيا بين الاطياف السياسية خلال الحملات الانتخابية.
وشهدت فترة الاستعدادات للانتخابات انتقادات شديدة للمستشار السابق غيرهارد شرودر لقبوله منصبا في مجلس ادارة شركة الطاقة الروسية روسنفت.
لكن علاقات برلين-موسكو قد تتحسن اذا ما تم تعيين ليندنر، زعيم الديموقراطيين الاحرار وزيرا للخارجية، وهو بالامر العادي للشريك الاصغر في الائتلاف.
وبشكل مثير للجدل، اقترح ليندنر ان يقبل الاتحاد الاوروبي "مؤقتا" ضم روسيا للقرم من اوكرانيا والغاء العقوبات الاقتصادية عنها.
ويصر معظم السياسيين التقليديين، ومنهم ميركل، أن على موسكو الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقات مينسك التي تم التوصل اليها بين فرنسا والمانيا وروسيا وأوكرانيا، قبل رفع العقوبات.
في الوقت الحاضر، تبدو مواجهات كتلك مستبعدة مستقبلا بالنسبة لليندنر وفريقه.
وهم يراهنون على صور الزعيم الوسيم، وبرنامج للسياسة الداخلية مثقل بتدابير صديقة للشركات ومفاوضات شاقة حول الهجرة واللاجئين، من شأنها أن تدفعهم في مقدمة الاحزاب الاخرى الطامحة بالمرتبة الثالثة.
ويتساءل ليندنر في احد فيديوهات الحزب "كيف تبني بلدا اذا بدأت من الصفر؟".
وفي سياسة ألمانيا الخارجية والاوروبية، فإن الجواب قد يخرج في وقت أقرب مما يتمناه حلفاء ان يكون الاسبوع المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.