تعرضت القنصلية العامة للمغرب بالعاصمة الليبية طرابلس بعد زوال أول الثلاثاء لهجوم من قبل مجموعة مسلحة. وأفادت مصادر مغربية في ليبيا أن ثمانية مسلحين تمكنوا من اقتحام مقر القنصلية العامة للمغرب في طرابلس بعدما تسلقوا أسوارها. وكشفت ذات المصادر أن عناصر هذه المليشيا التي لم تستعمل سلاحها ضد المسؤولين القنصليين، احتجزت سيدتين ورجلا من بينهم كاتبة القنصل العام والمسؤولة عن مصلحة التأشيرات لحوالي ساعة نصف. وعزت ذات المصادر لجوء المجموعة المسلحة لطريقة التهديد في حق المسؤولين القنصليين إلى رغبتهم في التمتع بتسهيلات قصد الحصول على تأشيرات نحو المغرب مقابل تأمينهم مبنى القنصلية وموظفيه. هذا، ولم تتمكن عناصر الأمن الديبلوماسي الأربعة الذين يؤمنون القنصلية العامة للمغرب بالعاصمة الليبية طرابلس من رد عناصر الميليشيا المسلحة، الذين تمكنوا من فتح بابها الرئيسي. ويذكر أنها المرة الثانية التي تتعرض فيها القنصلية العامة للمغرب بالعاصمة الليبية طرابلس لحادث اعتداء مماثل بسبب فرض الرباط، شهر فبراير الماضي، التأشيرة على المواطنين الليبيين الراغبين في الدخول إلى التراب الوطني المغربي. وهو الاعتداء الذي اعتبرته حينها وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، في بيان لها، عبارة عن «ردود أفعال عن طريق استعمال السلاح» سببها «انزعاج وتذمر سكان المنطقة المحاذية لمبنى القنصلية من التواجد المكثف للمواطنين الليبيين والأجانب الذين تواجدوا أمام القنصلية من أجل قضاء مصالحهم، مؤكدة عزمها وحرصها على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الأحداث. وفي محاولة متكررة لاستجلاء رأي القيمين على الشأن الحكومي ببلادنا، لم نتمكن من الحديث إلى أي مسؤول سواء بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون برأسيها (صلاح الدين مزوار، ومباركة بوعيدة) ولا بمديرية التواصل فيها، كما لم نتمكن من ربط الاتصال بالناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، ولا بالتمثيليتين الديبلوماسيتين المغربيتين بالعاصمة الليبية، ما جعلناأمام مفارقة غريبة تزيد من سوداوية مصير الآلاف من مغاربة ليبيا الذين تم تسجيلهم في عملية إحصاء فقط بالمصالح القنصلية بالعاصمة طرابلس منذ إحداث خلية الأزمة، دون «التعجيل بترحيلهم خوفا من تحولهم إلى قوة مطالبة بالشغل والسكن وتعليم الابناء، المغرب غير قادر على توفيره اليوم، كما جاء على لسان موظف قنصلي في ليبيا. وبالموازاة، علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن عددا من مغاربة ليبيا العالقين بالتراب التونسي، إثر تدهور الوضع الأمني في ليبيا، واصلوا أول أمس الثلاثاء اعتصامهم أمام التمثيلية الديبلوماسية المغربية في العاصمة تونس. وأفادت مصادر خاصة ب«الاتحاد الاشتراكي» أن ما بين 150 إلى 200 من أبناء الجالية المغربية النازحين من الذين عبر المعبر الحدودي «رأس جدير» في اتجاه مطار قرطاج الدولي ، اعتصموا أمام السفارة المغربية بالعاصمة مطالبين بالتعجيل بترحيلهم إلى المغرب. وأوضحت ذات المصادر أن أبناء الجالية المغربية العالقين في الديار التونسية، الذين عبروا عن استيائهم للتماطل في إيجاد آلية فعلية للترحيل الجماعي، كانوا رجالا ونساء محملين بأمتعتهم بفترشون الهواء الطلق في انتظار حلول من الحكومة المغربية.