واصل الفاعلون غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية مشاوراتهم، أول أمس الثلاثاء بأكادير، في إطار الدورة الثانية لقمة «فرصة المناخ» ( كليمات شانس )، وذلك بالوقوف على الحالة التي يتواجد عليها الوضع البيئي عبر العالم بعد مضي سنتين على اعتماد اتفاقية باريس، وكذا قبل أسابيع معدودة عن تنظيم القمة العالمية للمناخ «كوب 23». وقد حظيت القضايا ذات الصبغة الاستعجالية باهتمام المشاركين في مختلف الورشات والندوات التي انعقدت الثلاثاء، ومن ضمنها على الخصوص القضايا المرتبطة بالتمويل، والالتقائية بين الالتزامات المسطرة في أجندة المناخ والتنمية، إضافة إلى التنسيق بين الحكومات والفاعلين غير الحكوميين، واعتماد المقاربات المجالية في معالجة إشكاليات المناخ في ارتباطها بالقضايا التنموية. وكما كان عليه الحال خلال انعقاد قمة مراكش لأطرف اتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية «كوب 22» التي انعقدت بمراكش في نونبر الماضي، فقد أولت الدورة الثانية لقمة «كليمات شانس» للفاعلين غير الحكوميين بأكادير اهتماما خاصا للقارة الإفريقية، وللمنظمات المدنية المنتسبة للقارة السمراء، وكذا للقطاع الخاص والجماعات المحلية الإفريقية. وخلال ورشة تناولت موضوع المدن الإفريقية في مواجهة التحديات المناخية، انصب الاهتمام على رصد الوقع الذي تخلفه ظاهرة التغيرات المناخية على مستوى المراكز الحضرية الإفريقية، والتي تلقي بثقلها على التجليات السلبية للظواهر السوسيو اقتصادية. وقد تأتى خلال قمة «فرصة المناخ» بأكادير استعراض بعض المبادرات الطموحة على الصعيد القاري، وفي الوقت ذاته تمت إثارة مجموعة من التساؤلات التي تطرح بحدة بالنسبة للمدن من قبيل طبيعة الاستراتيجيات الواجب تبنيها من أجل الرفع من إمكانيات التأقلم والتقليص من الانبعاثات الغازية إلى جانب الوسائل الممكن اعتمادها من أجل الملاءمة بين الأولويات التنموية المستعجلة، والحاجيات البعيدة المدى من جهة ثانية. وعلاوة عن ذلك، فقد تناول المشاركون في الملتقى العالمي حول المناخ بأكادير مواضيع أخرى ذات أهمية بالغة، من جملتها على الخصوص، الهجرة والتغيرات المناخية والمبادرات الطموحة المعلن عنها خلال «كوب 22» في مراكش، من قبيل «الحزام الأزرق» الخاص بالحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية، إلى جانب «الواحات المستدامة» ، والشراكات الموجهة لخدمة المناخ. وسجل الفاعلون غير الحكوميين في الملتقى العالمي لأكادير أنه خلال توسيع عملية تنزيل المشاريع على أرض الواقع يتأتى تحقيق الأهداف المسطرة بخصوص مكافحة التغيرات المناخية. ومن ثم فإن منظمي هذا الملتقى يعتبرون هذا النداء بمثابة دعوة لاتخاذ مبادرات مستعجلة من أجل القضية المناخية، وذلك قبل حوالي شهرين من انعقاد قمة»كوب 23» التي ستلتئم في مدينة بون الألمانية.