للمرة الثانية على التوالي حشدت سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء مواردها ووسائلها من أجل حث وتشجيع ساكنة المنطقة على تأدية صلاة العيد بسوق الكلب، الذي يصطلح عليه مجازا ب «حديقة العيون»، علما أن الأمر يتعلّق بساحة فارغة، ملوثة بكل أشكال النجاسة، الآدمية منها والحيوانية، وتفتقر لكل ماهو أخضر؟ سوق الكلب، تم تحويله إلى فضاء لصلاة العيد أول مرّة بعد انصرام شهر رمضان الأخير، وذلك بعدما تم فتح أحد فضاءات القرب الرياضية بمحيط المحطة الطرقية لاولاد زيان والفضاءات المجاورة له أمام المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول جنوب الصحراء، الذين «استوطنوا بها» جنبا إلى جنب مع «الأزبال والنفايات، في مشهد مؤلم إنسانيا، فحاولت سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان تدبّر حلّ بديل، وعوض أن تلجئ إلى ساحات أخرى سهلة التنظيف والتطهير، أو الاستعانة بملعب الفداء أو الوحدة أو غيرهما، عملت على إهدار الكثير من الجهد والوقت والإمكانيات، خاصة على مستوى الماء، من أجل محاولة تنظيف فضاء سوق الكلب النجس، وحوّلته إلى مصلّى، علما أن الساحة المذكورة، وبعد صلاة عيد الفطر ظلت تتردد عليها العربات المجرورة بالدواب والمشردين من أجل المبيت وقضاء الحاجة، وحوّلها البعض إلى «باركينغ» خارج أي إطار قانوني، إلى أن تم استغلالها مرة أخرى لأداء صلاة عيد الأضحى، حيث فضّل الكثير من المواطنين التوجه صوب مصلى «إفريقيا» أو عين الشق، الصلاة في الحدّ الأدنى بمحيط السوق، بشارع أبي شعيب الدكالي وعلى مستوى شارع محمد السادس، في حين تمت الاستعانة بأعوان السلطة وغيرهم من «المقرّبين» لملء الساحة! انتقادات وسخط سيتواصلان إذا ما أصرّت سلطات الفداء مرس السلطان على مواصلة العناد، والإساءة إلى هذه اللحظة الدينية بحمولتها الرمزية وقدسيتها، ولم تعمل على إعداد فضاء تتوفر فيه شروط إقامة الصلاة، بعيدا عن مساحيق التجميل المتمثلة في الحصائر والأعلام الملونة، ولافتات تحديد مسارات الجنسين وغيرها من الشكليات التي تجعل المصلي لايحس بالراحة والخشوع اللازمان لأداء الصلاة؟