إلى أين تتجه الأمور في قطاع التعليم بالجديدة ؟ سؤال عريض يستمد مرجعيته ومشروعيته من مجريات الأمور بهذا الإقليم منذ أزيد من سنة .. مجريات انطلقت بخرق واضح لمقتضيات الدستور الجديد للمملكة، على مستوى تعيينات رؤساء المصالح الأربعة المحدثة بالمديرية الإقليمية للجديدة، وما تلاه من إقصاء ممنهج واستهدافات لا تمت لقطاع التربية والتكوين بأية صلة ، واحتجاز شكاية موجهة للمصالح المركزية شهرا وعشرة ايام في تحد سافر للتعامل المفترض ما بين الادارة والموظف التابع لها ، وتعددت بعد ذلك أوجه الاختلالات التي تسير بالإقليم صوب انفجار لا يمكن لا التنبؤ بمداه ولا تصور أبعاده وتداعياته، بفعل جملة من القضايا التي لا تندرج في أية خانة من خانات القوانين المسطرة، مثل المراسلات الواردة على المديرية من عدة جهات والتي لا يتلقى أصحابها أي جواب عنها، طلبا كانت أو استيضاحا أو معلومات ومعطيات ، وحتى ولو تعلق الأمر برغبة جماعة قروية في بناء حجرة دراسية متوفرة بقعتها الأرضية ،والاعتمادات المرصودة لها ولا تحتاج سوى موافقة المديرية الإقليمية لذات القطاع .. ومما يؤشر على الوضع القائم وحالات الغليان الشديد ، توالي التوتر والتشنج مع هيأة التفتيش ومع هيأة الإدارة التربوية، وما نجم وينجم عن ذلك من احتقان وغضب تفجر عبر العديد من البيانات والبلاغات والوقفات الاحتجاجية، طيلة الموسم الدراسي المنصرم، تضاف إلى ذلك حركات المقاطعة في مجموعة من المحطات، التي تتطلب انخراطا في ملف ما أو حضورا على شاكلة عدم التجاوب والتفاعل في حينه، مع عدة أمور مثل حادثة وفاة تلميذة داخل فضاء مركزية مجموعة مدارس الوفاق على بعد أقل من كيلومترين من مدينة الجديدة ، وحادثة اختناق مجموعة من التلاميذ والأطر التربوية والإدارية بمدرسة عبد المومن الموحدي داخل المدار الحضري لمدينة لجديدة، بفعل انبعاث أدخنة من محيط المؤسسة، وكأن وفاة التلميذة داخل المؤسسة لا أهمية له ؟ أو كأن اختناق التلاميذ والأطر لا يستوجب الحضور الوازن لإعطاء رسالة على أن الإدارة هي من أجل حماية التلاميذ والمتعلمين والأطر الساهرة على تعليمهم وتربيتهم ، زد على ذلك وضعية العديد من المؤسسات التعليمية التي تعيش حالات شاذة بامتياز ، مثل مدرسة البصيلات بتراب جماعة زاوية سايس التي بنيت عام 2009 من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتصميم رائع ومتميز دون أن تفتح أبوابها في وجه المتعلمين الصغار ، ومدارس تم الاستغناء عنها دون أن تكترث الادارة لوضعيتها كملك للوزارة، مثل ملحقة موسى بن نصير بتراب جماعة خميس متوح، التي تتربع على مساحة تزيد عن الهكتارين والتي صار الذين يقصدون السوق الأسبوعية يبيتون فيها مع بهائمهم قبيل ولوج السوق ، ومدرسة عين تالمست بتراب جماعة سيدي احساين بن عبد الرحمن التي صارت حجراتها حظائر للمواشي ،وساحتها حقلا زراعيا يستغله أجانب عن المؤسسة ، ومدرسة السلابطة بتراب نفس الجماعة التي أغلقت ودفع بالمتعلمين لقطع أزيد من خمس كيلومترات سواء في اتجاه مركزية م م بئر الببوش أو مدرسة عبد الكبير الخطيبي بتراب جماعة اولاد حمدان ، ومثل العديد من المؤسسات التعليمية التي لا تحمل سوى الإيحاء بأنها مدرسة للتربية والتعليم، مثل مركزية سيدي حمو بتراب جماعة سيدي علي بن حمدوش ، ومدرسة دار السي قدور بتراب جماعة بولعوان ، ومدرسة عبارة بتراب جماعة علي بن يوسف التي توقف عندها عامل الإقليم دون سابق تخطيط، لينجلي له نموذج آخر من نماذج ما يصطلح عليه « مؤسسات تعليمية « بهذا الإقليم و……. وبالرجوع إلى ما تشهده فضاءات المديرية الإقليميةبالجديدة وكذا أمام بابها الرسمي ، فإن أبرز سماته الحراك الساخن كذلك خاضته وتخوضه النقابات التعليمية ممثلة في التنسيقية الثلاثية لنقابات الفدش والكدش والجامعة الحرة للتعليم، التي عبرت عن الاحتجاج عن سوء التدبير والانفراد بالقرارات عبر جملة من الوقفات الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية، وعبر مجموعة من البيانات والبلاغات والرسائل الموجهة إلى كل من عامل إقليمالجديدة ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاءسطات ، ومن خلال مقاطعة حفل التميز للسنة الدراسية الجارية بمسرح عفيفي بالجديدة، ومقاطعة اجتماع الإعداد للدخول المدرسي المقبل ، كما شمل الاحتقان والحراك موظفي المديرية الإقليمية ذاتها من خلال وقفة احتجاجية بداخل رحاب فضاء المديرية ذاتها، وما رشح وتمخض عن ذلك من تهديد وترهيب يزيد من رفع وتيرة الاحتقان والغضب .. ولعل تتويج نهاية الموسم الدراسي الحالي بالاعتصام المفتوح، الذي تخوضه هيأة الإدارة التربوية بمختلف تشكيلاتها، احتجاجا على احتجاز وعدم تفعيل المراسلتين الوزارية والجهوية الخاصة بزوجات أطر الإدارة التربوية، والباب المغلوق الذي وصل إليه هذا الملف على مدى أزيد من شهر دون أية حلول في منظور الأفق القريب ، علما أن هذا الاعتصام تم تعليقه فقط لتزامنه مع العطلة السنوية، زادت طينه بللا احتجاجات فئة ال10% التي اعتصمت هي الأخرى لحوالي أسبوع كامل ، واحتجاج أطر مسلك الادارة التربوية للمطالبة بالإعلان عن جميع المناصب الشاغرة دون أية استثناءات ، ودون إغفال ما يروج في الكواليس عن جملة من الحركات التصعيدية كالإضراب عن الطعام والمسيرة الراجلة انطلاقا من الجديدة صوب مقر الأكاديمية الجهوية بالدارالبيضاء. وبعد كل ما ذكر وما لم يذكر يتساءل الرأي العام عن مجريات الأمور في قطاع التعليم بهذا الإقليم ، وعن الجهات التي تدفع بالغليان والاحتقان في اتجاهات لا يمكن التكهن بنتائجها وعواقبها ؟؟