من القرارات الجريئة التي اتخذتها حكومة التناوب برئاسة الوزير الأول السي عبد الرحمان اليوسفي، وعملت على إخراجها إلى الوجود كهربة العالم القروي. واستطاعت خلال فترة ولايتها أن تغطي نسبة كبيرة من الدواوير عبر تراب المملكة، إلا أن بعض رؤساء الجماعات القروية لم يسايروا هذا الورش الكبير، بل عمد بعضهم إلى تعطيل عجلة تنفيذه لأسباب ضيقة وغير مفهومة. من بين هؤلاء الرؤساء رئيس الجماعة القروية مول البركي، عمالة إقليمآسفي الذي همش هذا المشروع وحرم بعض دواوير الجماعة من الاستفادة من الكهرباء عبر تجاهل طلباتهم بحجج واهية بعيدة عن المنطق، وترك جلهم يعتمدون على وسائل بدائية للإنارة. فيما اعتمد البعض الآخر وعلى قلتهم على الطاقة الشمسية رغم تكاليفها التي ليست في متناول الجميع. الأمثلة كثيرة والمعاناة أكثر. نسوق اليوم نموذجاً حياً، حيث اتصل بالجريدة المواطن عبد القادر اعسيلي القاطن بدوار زناتة بالجماعة القروية مول البركي، مؤكداً أنه استبشر خيراً حين علم وشاهد الدواوير المجاورة تعمل جاهدة للتزود بالكهرباء وشاهد الأشغال على قدم وساق. فبادر إلى تقديم طلب الاستفادة شأنه في ذلك شأن العديد من سكان دوار زناتة، وعلى غرار ما فعلوه سكان الدواوير التي انطلقت بها الأشغال. لكن دون أي رد أو التفاتة، واليوم وقد مرت ما يفوق العشر سنوات على تقديم طلبه. لاشيء يذكر، لا جواب ولا هم يحزنون، رغم أن المسافة الفاصلة بين دوار زناتة وآخر عمود كهربائي يحمل خيوط الكهرباء إلى دوار مجاور لا يبعد سوى بحوالي 150 متر فقط، وهي إشارة واضحة أن إمكانية إدخال الكهرباء إلى دوار زناتة ليست بالمستحيلة. فقط تنقصها قرارات المجلس الجماعي لمول البركي الحاضر/ الغائب، مع الإشارة إلى المعارضة الاتحادية في شخص المستشار الاتحادي بالمجلس الجماعي مول البركي الأخ أحمد المؤدن كاتب فرع الحزب بالجماعة القروية مول البركي ما فتىء يذكر بهذا التهميش ويلح في طلب تعميم كهربة الدواوير التابعة لهذه الجماعة، إلا أن الرئيس وأغلبيته تعمدوا غض الطرف عن دواوير بعينها واستهدفوا تهميشها في وقت اهتموا بدواوير ودوائر محسوبة على أغلبية الرئيس ومعاقله، في ضرب سافر لما جاء به دستور 2011 الذي أكد على أن جميع المواطنين سواسية وعلى مبدأ تكافؤ الفرص. لكن للرئيس وأتباعه رأي آخر مازالوا يعتمدون على التمييز والانتقام الذي خلق الفوارق وأشعل نار الفتنة بين السكان. وعبر الجريدة، يطالب المواطن عبد القادر اعسيلي ومجموعة من السكان الذين حرموا من الاستفادة من الكهرباء ومن مشروع كهربة العالم القروي من والي جهة عبدة دكالة أن يفتح تحقيقاً مدققاً عبر لجنة خاصة حول الأسباب الحقيقية التي استثنتهم من حق الاستفادة كباقي الدواوير التي تنعم اليوم بهذه المادة وفوائدها؟ والدواعي التي جعلت المشروع يقف منذ سنوات، ومساءلة الرئيس حول دعم دواوير ودوائر وتهميش دوائر أخرى؟ ويعتزم المواطن عبد القادر اعسيلي تقدم دعوى قضائية بالمحكمة الادارية ضد رئيس الجماعة القروية مول البركي لتهميش طلبه وطلب مجموعة من المواطنين والعمل على عدم الاستجابة بالاستفادة من الكهرباء، إذا لم تتحرك مصالح ولاية جهة عبدة دكالة أولاً لوقف هذا التهميش، وثانياً العمل على تسريع وثيرة الاستفادة من الكهرباء كباقي الدواوير التي استفادت منذ سنوات.