استياء كبير يخيم على زارعي الشمندر بالمنطقة الفلاحية 1، 2، 3، 4 التابعة للمكتب الاستثماري اثنين الغربية منطقة السقي عبدة دكالة. فمنذ عملية الضم التي عرفتها أراضي المنطقة سنة 1984 وهؤلاء الفلاحون يزاولون زراعة الشمندر التي يزودون بها معمل السكر بسيد بنور لصناعة مادة «سنيدة» ، وكانت المحاصيل الزراعية تختلف من سنة لأخرى بين مردود جيد وآخر متوسط، رغم أن هناك مواسم اتسمت بالجفاف، إلا أن هذا الموسم كانت الحصيلة كارثية حيث أن العديد من زارعي الشمندر لم يجنوا سوى خسائر مادية لم يستطع منتوجهم تسديد مبالغ النفقات التي صرفت طيلة الموسم، فاقت عند البعض (4000 درهم ) كخسارة مدفوعة من جيوبهم أدوها إلى معمل السكر. ويؤكد العديد من زارعي مادة الشمندر بهذه المنطقة المعروفة ب (سور القائد) دوار أولاد سويلم خويمات طامو وهي المسماة (بالحصبة) التي لها ارتباط وطيد بالعيطة الحصباوية المعروفة بإقليم آسفي للجريدة أن الفلاح الذي يزرع هذه المادة لا يحضر عملية الوزن للشاحنات التي تنقل منتوجه داخل معمل السكر في حين يتسلم صاحب الشاحنة وثيقة تحمل الوزن الخالص لشاحنته، أما المعني فيتسلم وثيقة لا تحمل أية إشارة عن وزن محصوله ، حسب نفس المصدر، بالإضافة إلى نقص طنين من الوزن كتكلفة على الأوساخ التي تكون مصاحبة للمنتوج وهي مجرد أتربة. وفي سياق آخر فإن هذا الفلاح يؤدي دائما فاتورة الماء الخاص بالسقي رغم أنه في فترات كبيرة استفاد من مياه الأمطار. بل إن حقول القمح يؤكد هؤلاء الفلاحون اعتمدت كليا على مياه الأمطار التي كانت أكثر من كافية ولم يعتمد قط على مياه السقي. ورغم ذلك يتم استخلاص واجب الماء المقدر سلفا. وبالإضافة إلى هذه المعاناة الكبيرة التي تركت استياء عميقا في نفوس هذه الشريحة من المواطنين، فإن هذه المنطقة تعيش في شبه عزلة لعدم وجود طرق ومسالك، إذ يقطع المواطن مسافة مهمة للوصول إلى وجهته أو لقضاء بعض مآربه ويعتمد في ذلك على وسائل النقل البدائية كالدواب أو العربات المجرورة أو عبر الخطافة المنتشرين بالمنطقة بشكل كبير ،. وقد اتصل بعض السكان لمجموعة من الدواوير بالسلطات المحلية خاصة قائد دائرة مول البركي وبرئيس الجماعة اللذين في كل مناسبة يقدمان الوعود . السكان المتضررون يطالبون بربط منطقة سور القائد ودوار أولاد سويلم بالطريق المؤدية إلى اثنين الغربية أو الطريق المؤدية إلى جمعة اسحايم. أما كهربة العالم القروي فإن هذه المنطقة غير معنية به تماما . فالعديد من الدواوير استفادت من برنامج كهربة العالم القروي ، إلا هذا الدوار استثني لأسباب غير معروفة علما بأن دواوير قريبة جدا منه استفادت من الكهرباء لكنها محسوبة على جماعة أخرى. وقد أثار في العديد من المناسبات المستشار الاتحادي بجماعة مول البركي (وهو كاتب فرع الحزب بالمنطقة) أحمد المودن، هذه الأوضاع المتردية أمام مختلف الجهات المسؤولة. الفلاحون وزارعو الشمندر وباقي سكان هذه المنطقة الفلاحية يتوجهون إلى وزير الفلاحة للتدخل قصد إنصافهم ، حيث يلحون على مصاحبة الشاحنات التي تحمل منتوجهم من الشمندر ومعاينة عملية الوزن، ويطالبون بالعمل على تخفيض فاتورة الماء خصوصا إذا كان الموسم الفلاحي قد شهد أمطار الخير.