كما هو معلوم، تحتضن عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، أكبر الأسواق الوطنية وأشهرها والتي يحج اليها المتسوقون من مختلف أنحاء الوطن، وباتت معروفة في جل المحطات الطرقية عبر التراب الوطني؟ ومن أشهرها قيسارية الحفارين وسوق القريعة وسوق الخشب، لكن المتجول بأحد هذه الأسواق الكبيرة يداهمه سؤال كبير مفاده: أين السلطات المحلية؟ طرح هذا السؤال مرده إلى استفحال مظاهر الفوضى والعشوائية، حتى يخيل للمرء وكأنه غير محمي ومعرض في أي لحظة لأي أذى. يتعلق الأمر بسوق القريعة للألبسة، والذي تطرقت إليه جريدة الاتحاد الاشتراكي في أكثر من مناسبة، لكن يبدو أنه لا توجد أي نية للاصلاح والتدخل وإعادة الأمور إلى حالها الطبيعي السلس، كما يقول تجار متضررون، محملين المسؤولية لبعض ممثلي السلطة «، الذين ساهمت سياسة غض الطرف من قبلهم في تكوين لوبيات هيمنت على أزقة أروقة الملابس، واستولت على أجزاء كبيرة من الممرات العمومية وعلى مساحات شاسعة وسط الممرات حيث وضعت فيها الألبسة المستعملة عبر «طابلات» كبيرة مربعة الشكل استحال معها المرور بشكل انسيابي، الشيء الذي تولد عنه ازدحام كبير شجع النشالين واللصوص ع ى اتخاذ هذا السوق وهذه الاروقة مكانا لأنشطتهم الإجرامية، وبات المتضررون هم أصحاب المحلات الذين التزموا بكل حرفية ومهنية بمبدأ تكافؤ الفرص وبالقوانين الجاري بها العمل، وأن «لكل محل رزقه» لكنهم ما لبثوا أن تجرعوا مرارة الاوضاع التي سيطرت عليها تلك المجموعات التي استأجرت يدا عاملة مهمتها الصراخ والصياح من فوق؟ الطابلات؟ وعلى الأرض، وفي مدخل كل زنقة ومخرجها، وسيج بعضهم منطقته بأعمدة حديدية استولى من خلالها على المساحة المتواجدة أمام موقعه، فاختلط الحابل بالنابل؟ وترتفع الصيحات المزعجة لجلب الزبناء، وتزداد مع ارتفاع المنافسة بين هؤلاء لدرجة ان عددا من الزوار يضطر لوضع يديه على أذنيه من كثرة هذا الضجيج، وحفاظا على سلامته أذنيه ورأسه. أمام هذا الوضع الخطير بادرت مجموعة من التجار المتضررين الى مراسلة عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان عبر النقابة الوطنية للتجار والمهنيين- لجهة الدارالبيضاءسطات- معززة ب 115 توقيعا لهؤلاء التجار، عارضة على أنظار عامل هذه العمالة ما آلت اليه الاوضاع داخل هذا السوق وخارجه، مبرزة الفوضى المجالية التي ساهمت بشكل مباشر في تراجع نشاط هذا السوق التجاري المنظم وفق معايير قانونية، مما جعل السلع والبضائع المهربة التي غزت السوق تعرف انتعاشا ونشاطا في ظل تعطيل آلية تفعيل القانون؟ وذكرت الرسالة بالأضرار المادية والمعنوية التي تسببت فيها هذه الظاهرة الشاذة، و «التي تهدد في العمق النسيج الاقتصادي وتنذر بعدم الاستقرار». وأوضحت الرسالة ان هذه الاوضاع التي أصبحت مهيمنة على هذا السوق شكلت حصارا يوميا مضروبا على هذه الأروقة من طرف القطاع غير المهيكل؟ «ظاهرة الفراشة؟» داخله، واحتلال الممرات وتمديد واجهات بعض المحلات المعنية ببيع السلع والبضائع المهربة. وأشارت رسالة النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بجهة الدارالبيضاءسطات الموجهة لعامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان- تتوفر الجريدة علي نسخة منها – إلى أن هذه الفوضى ترتبت عنها ظواهر سلبية متعددة منها حالات السرقة وغيرها من اعتداءات يومية يتعرض لها بعض المواطنين والمواطنات أثناء ولوجهم المجال المعني قصد التبضع او التجوال؟ وطالبت الرسالة بتدخل عاجل يعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد الطمأنينة لهؤلاء التجار المتضررين والأمن والاستقرار للزوار؟ ورغم خطورة ما نبهت إليه النقابة الوطنية للتجار المهنيين «، فإن السلطات المحلية، يقول بعض التجار، اختارت إغلاق جميع الأبواب المؤدية الى إيجاد بعض الحلول ولم تكلف نفسها حتى عناء الرد على النقابة، أو استدعاء ممثليها إلى لقاء تواصلي لفتح باب الحوار، مما اضطرت معه النقابة الى إرسال تذكير لعامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان؟ بتاريخ 2017؟ 05؟ 31 ولحد الساعة لم تلمس أي تحرك من عمالة هذه المقاطعة «، الشيء الذي زاد من سطوة لوبي الفوضى بدعم من بعض ممثلي السلطة المحلية بالمنطقة.»؟ والتمس التجار المتضررون من الفوضى المستشرية من عامل المنطقة «القيام بزيارة غير معلنة، ليقف بنفسه على حجم المعاناة التي يتخبط فيها التجار القانونيون، الذين أضحوا مهددين بالإفلاس، وبالتالي تشريد مئات الأسر، مع ما يعنيه ذلك من مآس اجتماعية، البلاد في غنى عنها».