هذه هي أسماؤهم في سجل الشرف: عبد الحكيم عبد الحق امحمد حسن رائد عبد الرحيم.. هكذا هي ألسنتهم: الوطن الكرامة الريف الاتحاد ثم الوطن.. وهذه هي صورهم: جنود في قلب العاصفة لا سلاح لهم سوى قلوبهم وارتباك المرحلة وافتتان بالحرية.. لا فتنة لهم سوى ما يمليه عليهم المستقبل في خطوط أياديهم وهي تلوح للبلاد وتلوح للوطنية الصادقة وللشهامة في التعبير.. والأناقة في اللغة.. أصر عبد الحكيم الخطابي أن نعود إلى كلمة جده محند بن عبد الكريم الخطابي، التي تضيء الذاكرة وتضيء المشهد الذي سكن أعماق الريف. مد إلي هاتفه، ونحن نجلس بمنصة اللقاء الجهوي للاتحاد الاشتراكي لجهة طنجةالحسيمةتطوان، لكي أقرأ الوصية المضيئة لعبد الكريم غداة الانتصار في معركة أنوال« الخالدة... تقول الذاكرة إنه اجتمع رجال الريف وتوافدوا على الأمير يريدون إعلانه سلطانا«، فقال كلمة مأثورة شهيرة هي التي أراد عبد الحكيم أن يجعلها عنوانا.. يقتضي وضع الديكور العام للحالة التي نوجد عليها أن نعيد نشرها:» لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية ونظاما عادلا يستمد روحه من تراثنا وحرية شاملة حتى نرى أين نضع أقدامنا في موكب الإنسان العاقل المنتج العامل لخير المجتمع...». كانت تلك طريقة الكاتب الإقليمي للاتحاد بالحسيمة، في أن يضع الإطار الحقيقي للتاريخ العميق لريف الشهامة..لينقض بذلك النوايا التي تزيف روح الأمير قبل الحاضر... ولكي يرد، باللغة الواضحة على كل من فعل ذلك، بلسان الزعيم، دون أن يسجن الذاكرة في ضيق التأويل الحالي لجزء من الحراك... استمعنا ، في ذلك اليوم لحكيم، كما يحب أهلنا في الريف مناداته، كما ننصت إلى نبض عميق أو دمدمة الريح في فج هائل.. كان يردد بلا انقطاع بأن الوطن هو الشاهد وهو المعبد وهو الكل وأن البطل الخطابي يلعب دوره كبطل وضمير في الحاضر، ولن يكون في خدمة شيء آخر غير الكرامة.. وشدد على الحرية ثم الحرية ثم الحرية.. كما نعرف أن جبال الريف ترضعها من الغمام، وكما يجب أن يتمتع بها المعتقل الذي لم يسرف في حماس أي ما أراده أهل الريف لا في نوايا لا تحملها قلوب الريف.. استمعنا لمحمد الناجي، بلغته الفصحى البليغة بلا رتوشات تقول من أعماق الجلجلة، ما تئن تحت ثقله أكتاف الأهل الصابرين في الأعالي، وهو يضع الإطار الذي يجب أن يبقى لكل حراك وهو يربط الاتحاد بمسيرته في الريف.. ويربط نضال الريف بمسيرة الاتحاد.. وهو يعيد إلى الساعة الحالية رملها في تاريخ صعب وشائك، وهو يدلنا على عنوان الجرح الحقيقي لكي نراه بأعين الجماهير الواحدة والموحدة حول وطنها وحول ريفها وحول اتحادها.. واستمعنا لعبد الحق امغار وهو يقول بأعلى صوته بالرغم من تزوير تشريعيات أكتوبر 2016، ما زلت برلمانيا عن الحسيمة إلى حدود اليوم».. استمعنا له وهو يغالب شعورا عميقا بالتأثر ويحاول أن يجعل الكلمات محايدة لنقل حقيقة ما يجري في الريف.. كان لافتا للغاية أن يشحذ عبد الحق قدرته على التأثير في أن يدافع عن وقف العبث وعن ضرورة التعامل بمعقول ومسوولية مع موضوع لا يستحق ذلك التعالي الذي ميز جزءا من الرسميين إزاء حراك طال شهورا بدون أن يستفز قريحة المسوولية عند جزء منهم.. واستمعنا لحسن الفائزي، وفي غصته اسمان: يحيى ويوسف الفقيه، قريباه المعتقلان في ريعان الشباب... كان الصوت يحمل نشيدا للوطن يحمل أيضا عاصفة رجل اتحادي عاشر المراحل الصعبة كلها رجل من الزمن الصعب الفائزي، الذي أذكر معه سنواتنا الضيقة والواسعة في مواجهة كل المعادلات المرتبكة في السياسة.. وكان صوت الحراك حاضرا في الكلمات الرزينة لشاب صاعد من ظهيرة الغضب الذي تربى بالنسبة له، في أحضان الاتحاد.. الشاب رائد العبودي الذي يجعلنا نطمئن على حرارة الحياة والعالم كلما تحدث.. كان ينقل عمق النقاشات العاقلة ويربطها بالانتماء إلى حزب وطني كبير ويربطها بوطن يسع أبناءه، ويسع حتى الغضب الهادر في جبال دخلت الأسطورة قبل أن تلج الجغرافيا وأحلام التغيير الراهنة.. عبد الرحيم الخطابي تحدث عن النقطة المثخنة :الثقة.. الثقة عندما تعجز أن تجد لها مكانا بين أصحاب القرار المحلي والوطني، وبين الناس الذين سئموا وضعية اللاوضعية.. أرادوا أن يكون لغضبهم الاحتجاجي جدولة واضحة في الزمن السياسي والزمن الإداري والزمن التنموي.. أعاد إلينا السؤال الحارق للغاية: كيف تعود الثقة إلى بناء حاضر قادر على حل المعضلات؟ كان يقول بلسانه ما يدور في ذهن العديد من النخب، بلغته الواضحة تحدث عن الحيطة والحذر من كل ما يدخل المعارضة من باب التسويف لم يغب المعتقلون أبدا في الحديث ولا في ترتيب الأولويات ولا في تفاصيل الجرح ولا في الذاكرة وهي تتسلل من خمسينيات القرن الماضي إلى الآن، ملتفة في ضباب الألم الملتبس ... كان واضحا أن الاتحاديين القادمين يومها إلى مجلسنا يعرفون الكلمات المفاتيح : الوطن الثقة المسوولية الجدية الحرية ثم الحرية ثم الحرية ...عملة سائغة للمستقبل! هذه هي أسماؤهم في سجل الشرف: عبد الحكيم عبد الحق امحمد حسن رائد عبد الرحيم.. هكذا هي ألسنتهم: الوطن الكرامة الريف الاتحاد ثم الوطن.. وهذه هي صورهم: جنود في قلب العاصفة لا سلاح لهم سوى قلوبهم وارتباك المرحلة وافتتان بالحرية.. لا فتنة لهم سوى ما يمليه عليهم المستقبل في خطوط أياديهم وهي تلوح للبلاد وتلوح للوطنية الصادقة وللشهامة في التعبير.. والأناقة في اللغة..