أفادت دراسة أنجزها الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي أن عدد المؤمنين لدى الصندوق المصابين بداء السكري، ارتفع ب 123 في المائة ما بين 2008 و 2013 . وأوضحت الدراسة أنه خلال هذه الفترة صرح في المتوسط 6001 شخص سنويا للصندوق بإصابتهم بداء السكري لأول مرة، أي بمعدل سنوي متوسط نسبته 18 في المائة حالات جديدة ضمن الأشخاص المصابين بداء السكري المؤمنين بالصندوق . وأضافت أن عددا كبيرا من المؤمنين المصابين بمرض السكري يعانون من مجموعة من الأمراض طويلة الأمد والمكلفة، والمترتبة في الغالب عن مضاعفات مرض السكري، مبرزة أن الأمراض الرئيسية المرتبطة بداء السكري المسجلة في سنة 2013 تتمثل أساسا في ارتفاع الضغط الدموي الحاد و الذي يشكل أول مرض لصيق بداء السكري، حيث أن 33 في المائة من المؤمنين المصابين بداء السكري يعانون أيضا من ارتفاع الضغط الدموي الحاد، تليه أمراض القلب والشرايين بنسبة 3,3 في المائة، فمرض الغلوكوم المزمن بأكثر من 2 في المائة والقصور الكلوي المزمن و النهائي بنسبة 0.9 في المائة. ويمثل الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني خلال سنة 2013 نسبة 58 في المائة من مجموع الأشخاص المصابين بالسكري، مقابل 27 في المائة سنة 2008، علما بأن هذا النوع من داء السكري يمكن تفاديه حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، باعتباره نتيجة مباشرة للوزن الزائد وقلة الحركة. وحسب الدراسة، فإن الإناث المستفيدات من نظام التأمين الإجباري عن المرض في القطاع العام يمثلن نسبة 49 في المائة من مجموع المصابين بداء السكري، مقابل 51 في المائة من الذكور، مما يؤكد أنه لا يمكن اعتبار جنس المصاب عنصرا مؤثرا في انتشار هذا المرض. وسجلت الدراسة أن سن 94 في المائة من المصابين بداء السكري يتجاوز 40 سنة، فيما بلغ معدل المصابين بداء السكري ضمن فئة ذوي المعاشات 46 في المائة. ويلاحظ عموما أن معدل انتشار مرض السكري يزيد كلما تقدم الشخص في السن وتعدى 40 سنة، إذ يصل إلى 7,6 في المائة لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 65 و 70 سنة و7,5 في المائة لدى المذكور من نفس الفئة العمرية. وبحسب الجهات تأتي الدارالبيضاء الكبرى في المقدمة (2,4 في المائة)، تليها الرباطسلا زمور زعير (2 في المائة) فجهة الغرب الشراردة بني حسن (2 في المائة)، ثم الجهة الشرقية 1,9 في المائة ومراكش تانسيفت الحوز (1,8 في المائة) وجهة فاس بولمان (1,7 في المائة) وطنجة تطوان (1,7 في المائة). وتسجل هذه الجهات أكبر انتشار لمرض السكري بالمقارنة مع باقي جهات المملكة متجاوزة معدل انتشار المرض ضمن مؤمني الصندوق (1,6 في المائة في سنة 2013). كما أفادت الدراسة بأن نفقات علاج المستفيدين من التأمين الإجباري عن المرض بالصندوق، المصابين بداء السكري انتقلت من 183 مليون درهم سنة 2008 إلى 379 مليون درهم سنة 2013 ، مسجلة بذلك ارتفاعا إجماليا يقدر ب107 في المائة خلال الفترة ما بين 2008 و 2013 ، ومحققة معدل نمو سنوي بلغ في المتوسط 16 في المائة. وتكشف الدراسة التي أنجزت حول الأشخاص المصابين بداء السكري ونفقاتهم خلال الفترة ما بين 2008 و2013 أن هذه النفقات تمثل 8 في المائة من نفقات العلاج التي تحملها الصندوق خلال سنة 2013، مقابل 5 في المائة في سنة 2008 . وأبرزت أن عدد ملفات المؤمنين المصابين بداء السكري شكل 11 في المائة من مجموع الملفات المعالجة من طرف الصندوق والتعاضديات خلال 2013 ، مقابل 7 في المائة سنة 2008 ، مضيفة أن متوسط كلفة ملف كل مؤمن مريض بالسكري لدى الصندوق بلغ 1087 درهم في المعدل خلال نفس الفترة ، مقابل متوسط كلفة ملف بالنسبة لكل مستفيد من خدمات الصندوق يصل إلى 755 درهم. كما عرف متوسط كلفة ملف كل مؤمن مصاب بالسكري في إطار العلاجات العادية نموا يقدر ب 5 في المائة ، حيث انتقل من 813 درهم سنة 2008 إلى 850 درهم سنة 2013، فيما تبقى نسبة تطور كلفة ملف كل مصاب بداء السكري في إطار الثالث المؤدى (التحملات) أكثر أهمية، حيت بلغت 52 في المائة على إثر انتقال كلفة هذا الملف من 2214 درهم سنة 2008 إلى 3375 درهم سنة 2013. ولاحظ الصندوق تفاقم نسبة الحالات التي تجمع أكثر من مرض مزمن علاوة على داء السكري، حيث انتقل عددها من 23 في المائة سنة 2008 إلى 41 في المائة سنة 2013. وأوضحت الدراسة أن المعدل الإجمالي لتغطية مصاريف علاج مرضى السكري في إطار التأمين الإجباري عن المرض بالقطاع العام يصل إلى 76 في المائة سنة 2013 (70 في المائة في إطار العلاجات العادية و 94 في المائة في إطار الثالث المؤدى). ويفوق هذا المعدل نظيره في مجال تغطية الصندوق لكافة مصاريف المستفيدين من خدمات الصندوق (70 في المائة)، ويعزى ذلك لكون الاستهلاك الطبي لمرضى السكري يتكون أساسا من الأدوية (57 في المائة في المعدل) التي يغطي الصندوق مصاريفها بنسبة 100 في المائة. وأبرزت الدراسة أن معدل الكلفة السنوية المتوسطة لشخص مصاب بمرض السكري، مهما كان جنسه، يرتفع مع التقدم في السن، إذ ينتقل من 6000 درهم في المتوسط بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 سنة إلى 10.600 درهم بالنسبة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة فأكثر، مسجلة أن العلاقة التي تجمع بين تكلفة العلاج وسن المريض المصاب بمرض السكري طبيعية جدا لكون المضاعفات المترتبة عن مرض السكري تظهر تدريجيا مع تقدم المصاب في السن، متسببة في مصاريف علاج أكثر فأكثر. وأشارت إلى أنه على المستوى الجهوي، تضم كل من جهتي الدارالبيضاء الكبرى والرباط-سلا-زمور-زعير 43 في المائة من الأشخاص المصابين بداء السكري والذين استفادوا من العلاج و 48 في المائة من مجموع نفقات علاجهم سنة 2013. ويمكن تفسير ذلك بحسب الدراسة بالانتشار الكبير لمرض السكري بين صفوف المؤمنين القاطنين بهذه الجهات. كما أن متوسط الكلفة بلغ أكبر معدلاته لدى ساكنة هذه المناطق مسجلين معدلات كلفة سنوية تقدر على التوالي ب 8967 درهم و10.029 درهم. ويبلغ عدد المستفيدين من خدمات الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي سنة 2013 ما مجموعه 2,9 مليون شخص، 126 ألف منهم مصابين بأمراض مزمنة ومكلفة، أي ما يعادل 4,22 في المائة من المؤمنين والذين استهلكوا 1,6 مليار درهم سنة 2013، أي 46 في المائة من نفقات الصندوق المخصصة للعلاجات. وسيبرم الصندوق اتفاقية مع وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي من أجل تنسيق الجهود في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة، وتدعيم البرامج التوعوية والتحسيسية في هذا المجال.