أكد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق أن التشغيل الذاتي محور واعد للإدماج المهني للمهاجرين واللاجئين، إذ يمكنهم من التفاعل مع المجتمع المستضيف كفاعلين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح بنعتيق في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة الحبيب ندير أن تطور الإطار القانوني في مجال ولوج الأجانب إلى سوق الشغل يتيح آفاقا بالنسبة للمهاجرين واللاجئين في مجال التشغيل الذاتي، ولاسيما النظام الجديد للمقاول الذاتي وتطبيق القانون رقم 112-12 للتعاونيات. وأضاف خلال ورش للتفكير حول «الإدماج الاقتصادي للمهاجرين واللاجئين من خلال التشغيل الذاتي» أن المغرب واع بتداخل موقعه الجيو استراتيجي والواقع الجديد للهجرة بوصفه بلد استقبال وليس بلد عبور فقط، مبرزا أن على المملكة أن تواجه تدبير إشكالية مزدوجة والمتمثلة في الإدماج العادل للمهاجرين في سوق الشغل وامتصاص مشكل البطالة للمواطنين. وفي هذا الصدد، أكد أنه ينبغي بذل مجموعة من الجهود ولاسيما على مستوى وضع آليات التوجيه والمواكبة وكذا تعزيز قدرات المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في مجال التوجيه، والكفيلة بضمان حياة كريمة للمهاجرين واللاجئين وذلك بتمكينهم من الولوج العادل إلى سوق العمل. ومن جهتها، قالت ممثلة مديرية التعاون الدولي في حكومة إمارة موناكو إلودي مارتين، إن موناكو، البلد المتوسطي، يصطف إلى جانب جيرانه من أجل تدبير الهجرة ويؤكد التزامه بأخذ البعد الإنساني للهجرة بعين الاعتبار . وأبرزت أن المغرب أضحى أرض استقبال ولجوء بالنسبة للمهاجرين جنوب الصحراء والسوريين، وهو بحاجة لشركاء دوليين في وضع سياسته الجديدة الخاصة باللجوء، مبرزة أن الإمارة فخورة بتقديم يد المساعدة للمغرب عبر المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين منذ 2011، بالإضافة إلى أن السياسة المغربية نموذج يحتذى بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن جهته، أشار ممثل المفوضية السامية لشؤون المهاجرين بالمغرب جون بول كفيري إلى الجهود الكبيرة المبذولة من طرف المغرب في مجال إدماج اللاجئين من أجل تمكينهم من أن يصبحوا فاعلين في الحياة الاجتماعية للبلاد. وأضاف أن سياسة الهجرة في المملكة ترتكز على مقاربة إنسانية، معبرا عن رغبته في أن يلهم المغرب مزيدا من الإرادات الحية والقيام بالكثير من الأعمال بغية تسهيل استقلالية اللاجئين. ومن جانبه، قال رئيس الجمعية المغربية لدعم المقاولة الصغرى أحمد أيت حدوت إن برنامج الإدماج السوسيو اقتصادي للاجئين الحضريين في المغرب يتبنى منذ اعتماده مقاربة سوسيو اقتصادية لمواكبة اللاجئين من أجل أن يتشبعوا بثقافة المقاولة. وأضاف أن مختلف الدراسات المنجزة حول المهاجرين وقابليتهم للعمل بينت أن التشغيل الذاتي يساهم كثيرا في الإدماج المهني للمهاجرين واللاجئين، مشيرا إلى أنه وبعد عشر سنوات من إطلاق برنامج الإدماج السوسيو اقتصادي للاجئين الحضريين، تم إنجاز 600 مشروع لفائدتهم . وشكل هذا الورش المنظم بمبادرة من الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة و المفوضية السامية لشؤون الهجرة، بدعم من إمارة موناكو مناسبة لتقديم نتائج تقييم برنامج الإدماج السوسيو اقتصادي للاجئين الحضريين والمنجز بشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والجمعية المغربية لدعم المقاولة الصغرى، وكذا التفكير الجماعي حول طرق العمل وتوصيات ملموسة لمواكبة المهاجرين واللاجئين في مجال التشغيل الذاتي.