كان من الطبيعي أن يتأثر اللاعبون المغاربة الممارسون بالدوريات الأوربية بالمشاكل التي حصلت بين المدرب الفرنسي هيرفي رونار ولاعب اجاكس الهولندي المغربي زياش، لأن الطريقة التي عومل بها اللاعب لم تكن لائقة، طريقة إبعاده عن صفوف المنتخب المغربي، وطريقة تعامل الجامعة في شخص رئيسها الذي بدا من خلال تصريحاته أنه يساند الفرنسي في اختياراته، حتى لو كانت بعيدة عن المنطق. كنا سنتفق مع رئيس الجامعة إن كان الموضوع على علاقة بما هو تقني، أو باختيارات أخرى تمس جوانب لا يفهم فيها سوى أصحاب الميدان، لكن استبعاد زياش تم لأسباب شخصية محضة، كانت تتطلب موقفا حازما يرسم مهام الفرنسي ويحفظ كرامة اللاعبين ومصلحة الفريق الوطني.. التوطئة كانت ضرورية للمستجد الذي حصل خلال الأيام السابقة، بعد أن تسربت أخبار عن اللاعب المغربي الآخر الممارس بصفوف أجاكس الهولندي عبد الحق نوري (20 سنة) الذي أبدى استعداده بشكل جدي للدفاع عن ألوان المنتخب الهولندي، بعد أن لعب لمنتخبه للشباب، وأصبح مترددا في الدفاع عن ألوان الفريق الوطني المغربي، وتشير الأخبار القادمة من هولندا أن الجامعة الهولندية تسارع لتأهيل عبد الحق بشكل رسمي للانضمام لمنتخب بلادها. موقف نوري كان طبيعيا أن يحدث، وحتما ستتبعه مواقف أخرى للاعبين مغاربة بالمهجر، مما سيحرم الكرة المغربية من لاعبين موهوبين، بعد الطريقة التي عومل بها زياش، والتي حتما كانت محط نقاشات بين اللاعبين بالبطولة الهولندية وغيرها، علما أن نوري يبقى صديقا مقربا من زياش، وهو ما تؤكده الفيديوهات المنشورة على اليوتوب، حيث يظهر اللاعبان في لحظة انتشاء وهما يرددان أغنية شعبية مغربية، كما أن الصحافة الهولندية قامت باستغلال ما حصل بين الفرنسي واللاعب لشحن اللاعبين المغاربة المرشحين في يوم ما لحمل الألوان المغربية، كما فعلت صحيفة «فوتبول بريمور» حيث كتبت «لا حظوظ لحكيم في الثأر لنفسه»، لافتة إلى أن اللاعب البالغ من العمر 23 سنة غير مُرحب به في صفوف «أسود الأطلس» بقيادة «الفرنسي رونار، وحديث الصحيفة عن « الثأر « يعني الكثير ويفضح بعضا من المستور في خلاف الفرنسي مع اللاعب. هذه الكتابات حتما ستؤثر على اللاعبين وعلى اختياراتهم المستقبلية. بعد كل الذي حصل وسيحصل، لم يعد الكلام ضروريا مع الفرنسي رونار، ولا يتطلب معرفة إن كان زياش سيلبي دعوة الفرنسي للالتحاق بالفريق الوطني في وديته القادمة، علما أن موقع « تلغراف « الهولندي أشار إلى أن تركيز اللاعب منصب على نهاية الكأس الأوربية رفقة فريقه أجاكس ولا يفكر في غير ذلك، فالقضية أكبر من تواجده أو غيابه، ولكن الكلام يجب أن يوجه، لا نعلم هل للجامعة كمؤسسة، في غياب أعضائها الذين نسينا ملامح وجوههم، أم للجنة التقنية التي لا نعلم دورها في مثل هذه النازلة، أم لرئيس الجامعة المتحكم في كل صغيرة وكبيرة والمطالب، في هذه الحالة، باتخاذ موقف واضح لرسم حدود عمل المدرب، التي لا يجب أن تمس مصلحة الفريق الوطني وأن تحرم نجوما مغربية من حقها في تحقيق حلم الدفاع عن قميصه. فمن حق المدرب علينا أن نحترم اختياراته، ولكن ليس إلى درجة أن تُبنى على طريقة اختيار اللاعب لأسلوب حياته وتصرفاته. فليس من أجل عيون رونار نقضي على مصلحة الفريق الوطني.