أكد احتضان المغرب للدورة ال 25 للجمعية الجهوية الإفريقية التابعة للجمعية البرلمانية للفرانكفونية، أهمية، وقيمة، وضرورة الدبلوماسية البرلمانية، في ترسيخ العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين الدول، وفي إبراز طبيعة القضايا والملفات الحيوية والاستراتيجية في أبعادها الوطنية والإقليمية والدولية، وتوضيح جوانبها، التي يكون قد اعتراها بعض الغموض أوعدم التواصل ورهاناتها ذات التأثير المباشرعلى المديين المتوسط والطويل في المجالات السياسية والتنموية … لقد حضرت بقوة الدبلوماسية البرلمانية في المشهد العالمي خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وأصبح لها دور فعال من جهة، في دعم الدبلوماسية الرسمية، المتمثلة في قيادات الدول ووزارات الخارجية وشبكات السفراء في العواصم أو عبر المنظمات الدولية ، ومن جهة ثانية، رسم الخطوط الرئيسية لهذه الدبلوماسية، وفتح آفاق جديدة لها في المجالات السياسية الاقتصادية والثقافية والمصالح المتبادلة على أكثر من مستوى…ناهيك عن أن هذه الدبلوماسية البرلمانية، من شأنها خلق وتكوين أطر متمرسة ملمة بالقضايا واعية بالتحديات، عارفة بخرائط العلاقات الدولية. ودون شك، فإن المغرب يولي اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أهمية قصوى لهذه الواجهة . ومن بين المؤشرات على وزن المؤسسة البرلمانية ببلادنا، لدى نظرائها في المحيط الإقليمي والقاري والدولي، احتضانها لعدد من الأنشطة، واستقبالها لعشرات من رؤساء البرلمانات والوفود، وعقدها لندوات ذات دلالة دبلوماسية، خاصة لتناولها أولويات الديمقراطية والتنمية والأمن … وتعد دورة الجمعية الجهوية الإفريقية إحداها.ونشير هنا، إلى ما ورد في كلمة رئيس مجلس النواب لدى جلسة الافتتاح، حيث قال إنها دورة «تنعقد في سياق يتميز بعدد من التحديات، التي تتطلب أكثر من أي وقت مضى، تعبئة المجموعة الإفريقية لمواجهتها. فإلى جانب التحديات التي تواجهها إفريقيا أصلا، فإن القارة تتلقى تأثير الاضطرابات التي تهز العديد من مناطق العالم، متسببة في عدد من النزاعات، وفي مضاعفة موجات الهجرة، وفي تدهور أوضاع إنسانية هي مأساوية أصلا. وتعتبر المواضيع التي تم اعتمادها للمناقشة في هذه الدورة، في قلب الراهن الجيو-سياسي والاقتصادي للقارة، وفي قلب انشغالات البرلمانات التي تمثل الشرعية الديمقراطية ». إن هناك واجهات متعددة للدبلوماسية البرلمانية، منها ماهو منظماتي، مثل الاتحاد البرلماني الدولي، والاتحاد البرلماني العربي، الذي استضاف المغرب مؤتمره الرابع والعشرين قبل أسابيع، والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والبرلمان الافريقي، الذي تنتظر المغرب في أروقته وجلساته تحديات كبرى في إطار مواجهة خصوم وحدتنا الترابية، خاصة بعد عودة المغرب للاتحاد الافريقي. أضف إلى ذلك، شبكة مجموعات الصداقة البرلمانية التي يتم تشكيلها مع مختلف برلمانات العالم من أجل توطيد العلاقات ،تنضاف أيضا تلك اللقاءات التي يجريها رئيسا كل من مجلسي النواب والمستشارين مع شبكة السفراء ببلادنا ومع الشخصيات الرسمية والمدنية التي تزور المملكة، وحضورهما في المنتديات الدولية… إنها إذن مسؤولية جسيمة على عاتق البرلمان، وهو يقوم بالعمل الدبلوماسي، وينسج علاقات وطيدة مع نظرائه، ويضع نصب أعينه أولويات بلادنا، ومن أبرزها قضيتنا الوطنية،التي تحتاج إلى تكثيف جهود كل أشكال الدبلوماسيات حمايةً لوحدتنا الترابية.