من من جيل السبعينات من الجمهور الرياضي المغربي لم يستمتع بالارتماءات الانتحارية والتصدي البارع والجميل للحارس الدولي السابق بالاتحاد الزموري الخميسات والفتح الرياضي أحمد المنصوري؟ الحارس الكبير أحمد المنصور أعطى كل شيء لفريقه الزموري اتحاد الخميسات الذي حقق معه الصعود للقسم الأول للمرة الأولى في تاريخ هذا الفريق في السبعينيات إلى جانب جواهر كروية زمورية لا يجود الزمان بمثلها ومن بينها المرحوم نور الدين بلحسن وطباش والحطاب وغيرهم، كما أحرز المنصوري مع فريقه الاتحاد على لقب وصيف بطل كأس العرش لسنة 1973 بعد الانهزام أمام الفتح الرياضي في النهاية التاريخية التي ترأسها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بملعب الانبعاث بأكادير بحصة 3 أهداف مقابل هدفين. كما حقق مع الفتح الرياضي في سنة 1971 لقب وصيف البطل بعدما حرس عرين الفريق الرباطي الذي كان يعاني من ضعف في المرمى بعد مغادرة الفريق الحارس الزبير الذي يقيم حاليا بالسويد، وكان الحارس الشاب آنذاك فتاح بنمبارك ينتظر الفرصة التي تأتت له بعد عودة المنصوري إلى فريقه الأم اتحاد الخميسات. الحارس المنصوري الذي شارك مع المنتخب الوطني في العديد من المناسبات وخاصة في الألعاب الأولمبية بميونيخ بألمانيا سنة 1972 وألعاب البحر الأبيض المتوسط بإزمير بتركيا 1971 وكذا المنتخب الوطني للشرطة، يعاني هذه الأيام من المرض في صمت، وحيث أثبت الفحوصات الطبية ضرورة إجرائه لعملية جراحية مستعجلة، وقد سلم أمره لله دون أي دعم أو مساندة من ناديه الأصلي الاتحاد أو جهات أخرى، لقد أمضى أسابيع عديدة يتنقل بين المستشفيات بدون جدوى. من المباريات الحاسمة التي شُدَّت إليها الأنظار تلك التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الجزائري سنة 1972 بالملعب الشرفي بالدار البيضاء برسم الدور الأخير من إقصائيات الألعاب الأولمبية وفاز خلالها المغرب بثلاثية نظيفة من توقيع كل من باموس وبيتشو وبوجمعة وكان آنذاك الحارس أحمد المنصوري هو الحارس الاحتياطي للحارس الكبير الهزاز. لابد من التذكير أن أحمد المنصوري كانه يعتبر واحدا من أهرامات حراسة المرمى بالمغرب وإفريقيا ولا يمكن للمنصوري إلا أن يكون داخل هذا المحور الذي يضم الأسطورة علال، وعتوكة (تونس)، والهزاز، فتاح بنمبارك، الشاوي (الكوكب)، وغيرهم لكن قليلون. أحمد المنصوري يعيش حاليا ظرفا عصيبا، وخاصة المعاناة مع الصحة التي تعتبر رأسمال كنز الإنسان، يستحق من الجميع مبادرة تعيد له الابتسامة والأمل في الحياة، وخاصة من جانب فريقه الأم الاتحاد الزموري الخميسات وذلك بتنظيم حفل تكريمي يليق بمقامه ودعم من جامعة كرة القدم، دون إغفال مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين التي تقوم مشكورة بمبادرات إنسانية في هذا المجال، ولا يسعنا في الأخير إلا أن نقول بأن أحمد المنصوري يستحق أكثر من التفاتة.