ما هي الكلي ووظيفتها في جسم الإنسان؟ الكليتان هما عضوان في شكل حبّتي الفاصولياء، وتقعان في كلا الجانبين من العمود الفقري في مؤخرة البطن، والوظيفة الرئيسية للكلية هي تطهير المجال الداخلي وتخليص الدم من السموم والنفايات وفائض الأملاح المعدنية، إذ يقوم الدم الذي يدور في الكلية بتحرير النفايات في النيفرونات، وهي وحدات وظيفية للتصفية، حيث يتم التخلص من السائل الذي ينتج عن هذه العملية وهو «البول» عبر الجهاز البولي، وتفرز الكلي التي تعمل بصورة عادية كل يوم نحو 1.5 إلى 2 لتر من البول، كما تقوم الكلي كذلك بضبط نسبة الحموضة في الدم عبر إفراز الأملاح القلوية عند الحاجة. ويؤدي قصور الكلي عن أداء هذه الوظائف الحيوية إلى اختلالات بيولوجية في الجسم، من بينها ارتفاع نسبة الكرياتينين، التي تقيس الوظيفة الكلوية في الدم، بالإضافة إلى زيادة نسبة التسمم البولي بالبولينا وبعض الأملاح المعدنية كالبوتاسيوم والفسفور، وتنخفض نسبة الكريات الحمراء «الهيموغلوبين» وخلايا الهيماتوكريت في الدم. وفي حالة عدم علاجه عن طريق الغسيل الكلوي أو زراعة الكلي، فإن القصور الكلوي يؤدي بسرعة إلى وقوع صاحبه في غيبوبة ثم الوفاة. هل تتأثر الكلي أثناء شهر رمضان ؟ من البديهي جدا، أنه عندما نقلص من شرب الماء كما هو الحال في شهر رمضان، فإن عمل الكلية يصعب، حيث تكون مضطرة للتركيز أكثر لإفراز تلك البقايا والسموم في ظل كمية قليلة من الماء، إذ يقل البول في النهار خاصة إذا كان طويلا ويتميز بدرجات مرتفعة للحرارة، الذي يتحول لونه ويصبح غامقا مقارنة بالأيام العادية أو في الأوقات التي يكون يشرب فيها الشخص الماء بكثرة. هل يمكن لمرضى الكلي الصيام؟ بالنسبة للمرضى لاتوجد أبحاث حول رمضان والكلي، لكن يمكن التعامل مع مرض الكلي في حالة إذا لم يكن حادا وكان مستقرا، إذ يمكن للمريض في هذه الحالة أن يصوم تحت المراقبة الطبية، مع إجرائه لبعض التحاليل قصد الاطلاع على صحة الكلي قبل بداية الصوم في رمضان. أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون مشاكل والذين تكون لهم حصوات في الكلي، خاصة بصفة متكررة، والذين يحسون بآلام وحريق بفعل تحرك الحصاة، أو يعانون من نقص البول الذي يمكن أن ينزل كالرمل أو التراب الذي له تأثيره في هذه الحالة، والذين يمكن أن يتعرضوا لتعفن إذا ما لم يشربوا المياه بكثرة، في هذه الحالات ننصح المريض بعدم الصيام، فإذا لم يتم التخلص من الحصي قبل رمضان يجب ألا يصوم المرضى الذين يعانون من مرض مزمن ويخضعون للعلاج بالأدوية 3 مرات، في الإفطار والغداء والعشاء، بحيث لايمكن تجاهل موعد من بينها، أما المرضى الذين يعالجون بتصفية الدم، فإن الصيام يكون صعبا ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات متعددة خاصة في الأيام ذات الساعات الطوال نهارا والحارة. إلى جانب ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض تهم الفشل الكلوي الناتج عن السكري أو ارتفاع الضغط الدموي، وحالة المريض التي بها مضاعفات عديدة، كتضرر القلب، الكبد، هؤلاء لايجب أن يصوموا. ماهي النصائح التي يمكن أن توجهونها؟ بالنسبة للمرضى الذين تكون حالتهم مستقرة، فإنه يتعين عليهم إجراء تحليلات معينة كل أسبوع لكي يطلع عليها الطبيب لتأكيد مواصلة الصيام من عدمه، ويجب أن يحرص المرضى على تناول الأدوية في مواعيدها، واختيار أنواع معينة من المأكولات تفاديا لعسر الهضم، إذ تظهر مشاكل كثيرة في رمضان خاصة بعد مرور أسبوعين في حال عدم الحفاظ على الحمية، والتغذية المتوازنة ومواعيد تناول الأدوية بانتظام.