تعتبر الحصوات الكلوية من أكثر المشاكل الصحية تأثيراً علي الإنسان، حيث أنها تسبب آلاما شديدة للمريض. وهي من أقدم الأمراض التي حدثت للإنسان، حيث أظهرت الدراسات أن هذا المرض قد وجد عند قدماء المصريين منذ أكثر من 7000 عام. معظم حالات الحصوات الكلوية يمكن علاجها بدون أي تدخل جراحي من الطبيب. لكن هناك حالات أكثر تعقيداً من الضرورري أن تتم معالجتها بطرق مختلفة. وقد أظهرت الدراسات الحديثة الكثير من الأسباب التي تساعد في تكوين الحصوة والتي يمكن تجنبها. تعريف مجرى البول يتكون مجرى البول من: كليتين، مثانة، الحالب وقناة مجرى البول. وتأخذ الكلية شكل حبة الفول وتقع أسفل الضلوع في ناحية منتصف الظهر. وتتلخص وظيفة الكلي في إخراج المياه والفضلات الزائدة من الدم وتحويلها إلى بول. وبالتالي فهي تعمل على توازن الأملاح والمواد الأخرى في الدم. وتقوم الكليتان بإفراز بعض الهرمونات التي تساعد في بناء عظام قوية وتساعد أيضاً في تكوين خلايا الدم الحمراء. بينا يقوم الحالب (وهو عبارة عن أنبوب دقيق) بنقل البول من الكلي إلى المثانة المثلثة الشكل والتي تقع أسفل البطن وتشبه البالونة. يقوم جدار المثانة المرن بالتمدد والانبساط ليحتفظ بالبول. ما هي الحصوة الكلوية؟ تتكون الحصوة من بلورات تنفصل من البول وتتجمع على الجدار الداخلي للكلي. ويجب الإشارة أن البول يحتوي بشكل طبيعي على كيماويات تمنع تكوين البلورات. ولكن هذه الكيماويات أو الموانع الطبيعية قد لا تكون موجودة عند بعض الأشخاص وبالتالي تتكون الحصوة عندهم. إذا كانت هذه البلورات صغيرة جداً فقد تمر في قناة مجرى البول دون ملاحظة ذلك. تحتوي الحصوة الكلوية على مجموعة من الكيماويات، وأكثر أنواع الحصوات انتشاراً تحتوي علي كالسيوم مع فوسفات أو أوكسالات (Oxalate). هذه التركيبات موجودة بشكل طبيعي في الغذاء اليومي لكل فرد وتقوم بتكوين أهم أجزاء جسم الإنسان مثل العظام والعضلات. هناك نوع من الحصوات الكلوية أقل انتشاراً، وهي حصوة تحدث نتيجة إصابة في قناة مجرى البول. ويوجد نوع آخر من الحصوات أقل في الانتشار وهو حصوة الحامض البولي. ومن المهم أن نعرف أن حصوة المرارة تختلف عن حصوة الكلي حيث أن كل واحدة تتكون في مكان مختلف من الجسم. وإذا كان هناك شخص مصاب بحصوة في المرارة، فليس من الضروري أن يكون مصابا بحصوة في الكلي. أسباب ظهور حصوة الكلي السبب الرئيسي في ظهور الحصوة الكلوية غير معروف تحديداً. لكن هناك بعض الأطعمة التي تساعد علي تكوين الحصوة عند بعض الناس. ومن المعروف أيضاً أن الجينات الوراثية قد تكون لها تأثير في إصابة بعض الناس. حيث أن الشخص الذي لديه تاريخ مرضي لأحد أفراد عائلته للإصابة بالحصوة الكلوية يكون أكثر عرضة للإصابة من غيره. وهناك أيضاً بعض الأمراض التي تكون لها علاقة كبيرة بتكوين الحصوات الكلوية مثل: إصابة قناة مجرى البول، حدوث أية مشاكل أو خلل في الكلي مثل أمراض حويصلة الكلي أو خلل التمثيل الغذائي بالجسم. هناك أيضا بعض أمراض التمثيل الغذائي الموروثة مثل «Hyperoxaluria/Cystinuria « والتي غالباً تسبب الإصابة بالحصوات الكلوية، حيث تقوم الكلي في حالة الإصابة «Cystinuria»بإفراز كمية كبيرة من الحامض الأميني « سيستين- Cystine». لكن هذا الحامض لا يذوب في البول، ويمكن أن يتراكم حتى يكون حصوات. أما في حالة «Hyperoxaluria» فإن الجسم يقوم بإفراز كمية كبيرة من الأملاح. وعندما تزيد كمية الأملاح ولا يمكن إذابتها في البول، يتم تراكم الأملاح وتكوين حصوات في الكلي. وتحدث عملية امتصاص «Hypercalciuria» عندما يقوم الجسم بامتصاص كمية كبيرة من الكالسيوم من الأطعمة المختلفة التي تدخل الجسم ويقوم بتفريغ الكمية الزائدة من الكالسيوم في البول. وعندما تزيد كمية الكالسيوم في البول، يحدث تكوين لبلورات الكالسيوم «Calcium Oxialate» أو فوسفات الكالسيوم «Calcium Phosphate» وتتراكم هذه البلورات في الكلي أو قناة مجرى البول. ويحدث تراكم لحصوات الكالسيوم أيضاً في حالة الإصابة بالتهاب مزمن في الأمعاء أو في حالة إجراء عملية تغيير شرايين في الأمعاء. الأعراض تبدأ الأعراض الأولي لحصوة الكلي، بألم شديد ومفاجئ عندما تبدأ الحصوة بالحركة في قناة مجرى البول وبالتالي يحدث حك أو انسداد في القناة. فيشعر المريض بألم شديد و شد عضلي على جانبي منطقة الكلي أو في أسفل البطن. كما تحدث أحياناً حالة من القيء و الغثيان مصاحبة للألم. إذا كان حجم الحصوة كبير ويصعب خروجها من قناة مجرى البول فإن الألم يزيد بشكل كبير حيث تقوم العضلات الموجودة في جدار الحالب بعصر هذه الحصوات ودفعها للخروج إلى المثانة. عندما تكبر الحصوة أو تتحرك، قد يجد المصاب دم في البول. وعندما تتحرك الحصوة إلى أسفل الحالب وبالقرب من المثانة، يشعر المريض بحاجة ملحة ومستمرة للتبول ويشعر أيضاً بحرقان شديد أثناء التبول. أما إذا شعر المريض بارتجاف وسخونة مصاحبة لهذه الأعراض السابقة، فقد يكون ذلك علامة عن أن هناك إصابة كبيرة ويجب استدعاء الطبيب فوراً. التشخيص هناك أنواع حصوات تكون ساكنة (صامتة)، أي لا يوجد لها أعراض ظاهرة ويتم اكتشافها فقط عن طريق أشعة «إكس». وهذه الحصوات قد تمر دون ملاحظتها. قد يتم اكتشاف حصوة الكلي أيضاً عن طريق عمل أشعة «إكس» لشخص يعاني من وجود دم في البول، فيتم اكتشاف وجود الحصوة. تعطي أشعة «اكس» فرصة كبيرة للطبيب لفحص مدى حجم وشكل الحصوة ومكانها في الجسم. أما بالنسبة لاختبارات الدم والبول فهي تساعد على اكتشاف أي مواد غريبة قد تساعد في تكوين حصوة مع مرور الوقت. علاج الحصوات الكلوية معظم الحصوات الموجودة بالكلي يمكن علاجها بدون أية جراحات. ومعظم الحصوات يمكن خروجها من الجهاز البولي عن طريق شرب كمية كبيرة من المياه يومياً (حوالي من 2.5 إلي 3.5 لتر) وراحة لمدة يومين للمريض مع تناول بعض العقاقير التي قد يصفها الطبيب. الخطوة الأولي للعلاج: الوقاية إذا تعرض أي شخص للإصابة بأكثر من حصوة في الكلي من قبل، فهو بذلك أكثر عرضة من غيره للإصابة مرة أخرى. لذلك فالوقاية وتجنب تكوين حصوة مرة أخرى شيء مهم جداً في عملية العلاج. يقوم الطبيب المعالج بعمل اختبارات دم وبول في المعمل، والاستفسار عن التاريخ المرضي للمريض والعادات الغذائية له. في حالة خروج الحصوة، يقوم الطبيب بفحصها لتحديد مكوناتها. قد يطلب الطبيب من المريض تجميع البول لمدة 24 ساعة والاحتفاظ به بعد خروج الحصوة. تستخدم هذه العينة لفحصها وقياس مستوى الحمضية، الكالسيوم، الصوديوم، حامض اليورك و»Oxalate» فيها. يستخدم الطبيب هذه القياسات في تحديد سبب تكوين الحصوة. وقد يتم أخذ عينة بول أخرى لمدة 24 ساعة لتحديد مدى استفادة الجسم بنوع العلاج. تغيير نمط الحياة أفضل وأهم تغيير في نمط الحياة يجب أن يقوم به المريض: شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً وخاصة المياه. بالنسبة للشخص الذي يتم علاجه والتخلص من وجود حصوة في الكلي، يجب عليه شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً والتي تجعله يخرج حوالي 2.5 لتر بول كل 24 ساعة. - بالنسبة للشخص الذي يعاني من وجود كمية كبيرة من الكالسيوم و»Oxalate» في البول، قد يحتاج لتقليل كمية الطعام التي تحتوي علي كالسيوم و»Oxalate». فكرة نقص الكالسيوم ليست عامة لكل مرضي الحصوات الكلوية، بل أن الكالسيوم يمكن أن يفيد بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع «Oxalate» فقط في البول وزيادة الكالسيوم في وجباتهم قد تفيد في العلاج. - أما بالنسبة للمرضي الذين يعانون من ارتفاع شديد في الحامض البولي فقد يحتاجون لتقليل كمية اللحوم، الأسماك والطيور حيث أن هذه الأنواع من الأطعمة ترفع نسبة الحامض في البول. - قد يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية لمنع تكوين الحصوات التي تحتوي علي كالسيوم أو حامض اليورك. تقوم هذه العقاقير بالتحكم في كمية الأحماض والقلويات في البول وهي مفتاح تكوين الحصوات. - قد يقوم الطبيب بالعلاج عن طريق التحكم في الكالسيوم البولي وبالتالي يمنع تكوين حصوات الكالسيوم، وذلك عن طريق عقاقير مدرات البول. هذه العقاقير تقلل من نسبة الكالسيوم التي تفرز في البول بواسطة الكلي. - بالنسبة لحصوات الأحماض الأمينية (Cucstine) فلا يمكن التحكم فيها عن طريق شرب كمية كبيرة من السوائل، فهي تتطلب العلاج عن طريق بعض العقاقير التي تقلل من كمية هذه الأحماض في البول. - إذا تم إزالة الحصوة تماماً، فإن أول خطوة للوقاية من تكوين حصوات مرة أخرى هي بقاء البول نقيا تماماً من أية إصابات بكتيرية. يتم عمل اختبار بشكل دوري للمريض لضمان عدم وجود بكتيريا في البول. - بالنسبة لتكوين حصوات الكالسيوم نتيجة فرط نشاط الغدة الجار درقية، فيمكن القيام بإجراء جراحة لإزالة الغدة الجار درقية والتي توجد في الرقبة. عملية إزالة هذه الغدة تنهي مشكلة الحصوات الكلوية تماماً عند هذا الشخص. العلاج الجراحي هناك بعض أنواع الجراحات قد تكون مطلوبة لإزالة حصوة الكلي، إذا كانت هذه الحصوة: - لا يتم تفتيتها أو خروجها بشكل طبيعي باستخدام الوسائل السابق ذكرها مع مرور الوقت وأيضاً إذا كانت تسبب ألما شديدا. - إذا كان حجم هذه الحصوة كبيرا ولا يمكن خروجها من قناة مجرى البول أو الحالب. - إذا كانت هذه الحصوة تقوم بسد عملية تدفق البول. - تسبب التهابات مستمرة في قناة مجرى البول. - تسبب ضررا لأنسجة الكلى أو نزيفا مستمرا. - إذا كانت الحصوة تتزايد وتكبر. أنواع الجراحات كانت عملية إزالة الحصوة منذ فترة قريبة تعتبر عملية مؤلمة للغاية وتتطلب فترة نقاهة طويلة من 4 إليى 6 أسابيع. ولكن الآن أصبحت هذه العملية متطورة جداً وهناك طرق كثيرة يمكن إجرائها بدون الحاجة إلي جراحة كبيرة. - عملية تفتيت الحصوة من خارج الجسم: هذه الطريقة هي أكثر الطرق انتشاراً في علاج حصوات الكلي. وهي عبارة عن ذبذبات من خارج الجسم وتنتقل من خلال جلد الجسم وأنسجته حتى تخترق هذه الذبذبات الحصوة وتقوم بتفتيتها. هناك أجهزة مختلفة لتفتيت الحصوة، ويتم استخدامها بطرق مختلفة أيضاً. تتم هذه العملية بسهولة ويستطيع المريض استعادة نشاطه الطبيعي في وقت قصير. هناك بعض المضاعفات قد تحدث لبعض المرضى فقد يجد المريض دما في البول لعدة أيام بعد العلاج. وقد تكون هناك بعض الآلام البسيطة أو شعورا عاما بعدم الراحة في منطقة البطن وذلك بسبب الذبذبات. قد ينصح الطبيب المعالج المريض ببعض الإجراءات لتجنب حدوث مضاعفات مثل عدم تناول الأسبرين أو العقاقير التي تؤثر في عملية تجلط الدم لمدة أسابيع قبل بداية العلاج. - عملية شق الكلية وإخراج الحصوة: عندما يكون حجم الحصوة كبيرا إلى درجة كبيرة ولا يستطيع الطبيب إزالتها عن طريق عملية التفتيت، فيفضل استخدام هذه الطريقة في التخلص من حصوة الكلي. يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في الظهر ثم إحداث شق من الظهر إلي الكلي مباشرة مستخدماً آلة خاصة وتزال بها الحصوة. - إزالة الحصوة من الحالب: بالرغم من أن حصوة الحالب يمكن إزالتها عن طريق عملية التفتيت، إلا أن هذه الطريقة تستخدم لإزالة الحصوة في منتصف أو أسفل الحالب. لا يحتاج الطبيب إلي عمل شق أو فتحة كما هو الحال في الطريقة السابقة. فقد يقوم الطبيب بإدخال منظار الحالب من خلال مجرى البول والمثانة حتى يصل إلي الحالب. ثم يقوم الجراح بتحديد مكان الحصوة ويقوم بإزالتها كلياً أو تكسيرها إلي أجزاء صغيرة مستخدماً آلة مخصوصة تحدث ذبذبات لتفتيت الحصوة. الوقاية من الإصابة - الشخص الذي تعرض للإصابة بحصوة في الكلي في الماضي، هو أكثر عرضة لأي إصابة حديثة. - أفضل وأول الطرق الأساسية لتجنب تكوين حصوات كلوية، هو شرب كمية وفيرة من السوائل يومياً خاصة المياه. - بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لتكوين حصوات كلوية، يمكنهم القيام بعمل بعض الاختبارات والفحوصات الطبية التي تساعد الطبيب على تحديد الأسباب التي قد تساعد في تكوين الحصوات. - يحتاج بعض الأشخاص إلي تناول بعض العقاقير لتجنب تكوين حصوات في الكلي. - بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابة مستمرة في قناة مجرى البول وتكوين حصوات ، قد يحتاجون إلي إزالتها إذا قرر الطبيب أنها السبب الرئيسي في حدوث الإصابة. تجنب الأطعمة الغنية بالكالسيوم بالنسبة للأشخاص الذين تتراكم لديهم حصوات الكالسيوم أو أوكسالات «Oxalate» فهذه قائمة لبعض الأطعمة الغنية بالكالسيوم والتي قد ينصح الطبيب المعالج بتجنبها: التفاح - البيرة- التوت- الفراولة - البروكلي - الجبن - الشيكولاته- الكاكاو- القهوة - - المشروبات الغازية - الكرنب - التين - العنب - المثلجات - اللبن، البرتقال- البقدونس- زبد الفول السوداني- الأناناس- السبانخ- الشاي- اللفت- فيتامين (ج وس)- الزبادي أو الياغورت. ويجب عدم الإكثار من تناول هذه الأنواع من الأطعمة بالنسبة للأشخاص المصابين بحصوات الكلي أو المعرضين للإصابة بها، أو استشارة الطبيب حول مدى إمكانية تناولها.