«نظرا لمهامي الكثيرة، ومسؤولية المرفق الذي أشرف عليه خاصة في ظل الديناميكية التي يعرفها قطاع الماء والكهرباء، فإنني أعلن الوقوف في هذه المحطة، وأقترح على الجمع العام السيد حمزة الحجوي ليخلفني في منصب الرئاسة». بهذه الكلمات، التي لقيت تصفيقا حارا ، من طرف المنخرطين الذين حضروا الجمع العام العادي لنادي الفتح الرياضي، والذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن بالرباط، سلم علي الفاسي الفهري مشعل رئاسة فريق الفتح الرياضي للكاتب العام السابق حمزة الحجوي، الذي كان من أكثر الوجوه حضورا خلال المواسم الكروية السابقة. وإضافة إلى كل هذا، فقد تم إعطاء كامل الصلاحيات للرئيس الجديد، حمزة الحجوي، ليختار أعضاء مكتبه حتى يكون الانسجام المطلوب في التسيير ، ويتم تنفيذ البرنامج الذي سطره في ثلاثة عناصر، تمحورت حول (تكريس الإنجازات الرياضية سواء من خلال البطولة الوطنية أو الاستحقاقات القارية، تنظيم منظومة التكوين داخل النادي، لأنها تعتبر مدخلا ومقاربة سليمة قادرة على خلق التوازنات المالية، لأن استراتيجية نادي الفتح الرياضي ستعمل على الاستفادة من مشاتلها، ولن تتهافت على شراء اللاعبين، خاصة وأن المبالغ التي تتم بها الصفقات حاليا أصبحت خيالية وغير منطقية. أما المحور الثالث فسيهدف من خلاله إلى انفتاح نادي الفتح الرياضي على محيطه الاجتماعي والاندماج فيه، وذلك في أفق استقطاب جماهير كبيرة، خاصة وأن نادي الفتح كان بدون سند جماهيري، وليس أدل على ذلك كون مداخيل المباريات لم تتجاوز 32 مليون سنتيم خلال الموسم السابق.) الجمع العام لفريق الفتح الرياضي، قدم صورة حضارية وتميز بنقاش هادئ، تأسس على احترام الرأي، والرأي الآخر، وبسلاسة يمكن اعتبارها فلتة لما تعرفه الجموع العامة لأندية كرة القدم من تشنجات واتهامات واتهامات مضادة، والتي تصبح فيها الكراسي وسيلة للإقناع واللكم والرفس لغة لفرض الرأي. فبالرغم من كون الجمع العام لنادي فريق الفتح الرياضي دام من العاشرة و45 دقيقة ليلا من يوم الخميس إلى حدود الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الجمعة، فإن النقاش كان بأصوات لم يوصلها إلا مكبر الصوت، و تطرق المنخرطون خلال مداخلاتهم إلى مسيرة فريق الفتح الرياضي ونتائجه، وكذا عزوف الجماهير وإلى التطلعات. كل ذلك ومن دون أن يشار بالبنان إلى أي عضو من المكتب المسير بالاتهام بالتقصير أو بعدم تقدير المسؤولية. كما أنه لا أحد حشر جماعة، أو «كولس» من أجل الظفر بعضوية المكتب الجديد. السلاسة انتهت بالتصويت وبالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، كما طالب المنخرطون بضرورة القيام بالتفاتة معنوية تجاه الرئيس السابق على الفاسي الفهري، الذي استطاع وبشهادة الجميع أن يجعل فريق الفتح يسير بطريقة احترافية. علي الفاسي الفهري، الذي أكد وهو يودع فريق الفتح الرياضي، بأن مكتب النادي لم يتعامل قط مع المنخرطين كأدوات للتصويت أو للتجييش، ولذلك جعل واجبات الانخراط في حدود 2500 درهم، ولم يفكر قط في الرفع منها، وذلك ليترك باب الانخراط مفتوحا للجميع وحتى لا يبقى حكرا على أقلية فقط. وذكر الرئيس السابق بكون ميزانية تسيير فريق الفتح الرياضي لكرة القدم تتجاوز ثلاث ملايير بقليل، وهو غلاف مالي يقل بكثير على ميزانية الكثير من الأندية الوطنية. يذكر أن الجمع العام الذي حضره 46 منخرطا من أصل 57، تميز بتقديم الفريق، وإطاره الجديد وليد الركراكي الذي خلف جمال السلامي، الذي أشاد بعمله علي الفاسي الفهري: «الراجل كان صبار أو مومن.. راه مدوزناش عليه قليل، ولكن بالرغم من ذلك حقق ما تم الاتفاق عليه» أما الرئيس الجديد حمزة الحجوي فقد صرح بأنه، وبحكم تجربته وقربه من الفريق، سيعمل على جعل نادي فريق الفتح الرياضي فريقا قويا داخل البطولة الوطنية، خاصة وأنه مسنود من طرف مكتب مديري يوفر كل الإمكانيات المادية، ويتعامل باحترافية كبيرة، وأن هناك الكثير من الأفكار التي ستتم بلورتها على أرض الواقع.