أجل مجلس الأمن الدولي،أول أمس الخميس، التصويت على التقرير الدوري بخصوص قضية الصحراء المغربية. وحسب مصادر مطلعة، فإن وساطة روسية كانت وراء التأجيل، إذ تضغط موسكو على جبهة البوليساريو من أجل الانسحاب الفوري من منطقة الكركرات لتفادي القرار الأممي الذي نص، حسب نفس المصادر، على الإدانة القوية واتخاذ قرار بالعودة إلى مجلس الأمن في ظرف 30 يوما من تاريخ القرار ، وجاء في القرار أيضا تعبير مجلس الأمن عن خيبته تجاه البوليساريو وتحميلها مسؤولية التوتر إقليميا، وخرقها قرار وقف إطلاق النار لسنة 1991، وراجت أخبار لم نستطع التأكد منها، تتعلق بإذعان البوليساريو وشروعها في نقل مسلحيها بعيدا عن المنطقة العازلة، بما يضمن تنقل المواطنين المغاربة وغيرهم عبر ممر الكركرات، وكذا انسياب التجارة البينية المغربية الموريتانية. ولم يتضمن التقرير أي جديد بخصوص صلاحيات المينورسو التي ظلت بعيدة عن مقاربة حقوق الإنسان التي حاول متزعم الانفصاليين الضغط لابتزاز مجلس الأمن، لتفادي الوضع المزري الذي وضعت قيادته نفسها فيه . ومن جهته، اعتبر الموساوي العجلاوي الخبير في الشؤون الإفريقية بأن القرار امتداد لتقرير الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، وأنه يحمل مقاربة جديدة بفقرات دقيقة ولمسة سياسية تعلن القطيعة مع مرحلة بان كيمون وروس والتي امتدت 2012إلى 2016. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادرها أن القرار يضغط على جبهة البوليساريو لكي تسحب فورا مقاتليها من المنطقة العازلة، بعد انسحاب القوات المغربية منها في فبراير بشكل أحادي، وهو ما لقي ترحيبا أمميا، و حسب نفس الوكالة فإن دبلوماسيا طلب عدم الكشف عن هويته قال إن «المجلس يريد أن ينتظر ليرى إن كان سيحدث أي تطور كبير على الأرض خلال ساعات» وأضاف «وردنا أن تطورا قد يحدث». ويتوقع الآن أن يصوت المجلس الجمعة أو السبت على مشروع القرار الذي يصادق على مبادرة جديدة للأمم المتحدة لاستئناف المحادثات بين المغرب والبوليساريو التي تدعمها الجزائر حول تسوية النزاع المفتعل. ووزعت الولاياتالمتحدة نص مشروع القرار الاثنين على الأعضاء ال15 في المجلس، بعد التشاور مع فرنساوروسيا والمملكة المتحدة، ويمدد مشروع القرار أيضا لسنة واحدة ولاية بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك. وأكدت فرنسا، التي ترتبط بعلاقات ودية مع المغرب، على ضرورة الانسحاب من الكركرات بعد أن سحب المغرب قواته في فبراير. والثلاثاء قال فرنسوا ديلاتر، سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة للصحافيين في نهاية اجتماع للمجلس مخصص لمشروع القرار «لقد حان الوقت فعلا لننظر إلى المستقبل وإلى استئناف المفاوضات، وهذا هو ما نريد». وأشاد ديلاتر بما اعتبره «اندفاعة جديدة» للمفاوضات، مؤكدا أن انسحاب جبهة البوليساريو من منطقة الكركرات ينبغي أن يكون أولوية، لكن روسيا والأوروغواي اعتبرتا مشروع القرار غير متوازن . وكشف ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة البخاري أحمد أن جبهة البوليساريو «تنتظر نهاية المحادثات حول مشروع القرار قصد الإعلان عن موقفها علنا حول مسار السلم بما في ذلك الوضع في الكركرات». في محاولة للضغط للخروج من عنق الزجاجة، خاصة وأن المجتمع الدولي والقوى الراعية للانفصاليين بدأت تضيق ذرعا بالبوليساريو وممارساتها الاستفزازية ونهبها للمساعدات والاتجار بآلام ساكنة المخيمات، حيث وقف التقرير على الوضع المزري للمخيمات وصعوبة الحياة فيها، في الوقت الذي اغتنت أقلية من المسلحين والمتنفذين، بالإضافة إلى العودة القوية للمغرب ضمن الحضن الإفريقي واختراقه معاقل كانت تدعم الانفصاليين في عدد من القارات.