كانت أعين إسبانيا طيلة اليومين السابقين مسلطتين على المغرب، حيث حل أول أمس العاهل الإسباني فيليبي السادس مرفوقا بعقيلته الملكة ليتيسيا. وتعتبر هذه أول زيارة لملك إسبانيا الجديد إلى دولة خارج الاتحاد الأوروبي، كما أنها المرة الأولى التي يقضي فيها أكثر من يوم واحد خلال زيارة، حيث أن زيارته إلى الفاتيكان والبرتغال قبل ذلك لم تدم سوى بضع ساعات. وسجلت وسائل الإعلام الإسبانية العديد من الرسائل التي رافقت هذه الزيارة، مؤكدة أن المغرب الذي خصص استقبالا رسميا لملك إسبانيا الجديد في شهر رمضان، وهو الذي لا يستقبل عادة ضيوفا كبارا في هذا الشهر، أرسل إشارة تقدير خاص إلى ملك إسبانيا الجديد، كما كان يحظى بذلك والده الملك خوان كارلوس. قطاعات إسبانية حيوية كانت تنتظر هذه الزيارة وما سيتمخض عنها ، رغم طابعها البروتوكولي. أولى هذه النتائج كانت تخص قطاع الصيد البحري، وفي هذا الإطار قالت يومية إيل باييس إن جلالة الملك أبلغ العاهل الإسباني أن المغرب سينهي قريبا الإجراءات الخاصة بالمصادقة على دخول اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، وهي اتفاقية تهم بالخصوص الصيادين الإسبان. وقد رافق العاهل الإسباني عدد من الصحافيين الإسبان. وحسب مراسل إيل باييس بالمغرب، فإنه لم يسمح للمراسلين الإسبان المقيمين بالمغرب بحضور الإفطار الرسمي الذي أقيم على شرف العاهل الإسباني في حين سمح للصحافيين القادمين من إسبانيا بالحضور وهو إجراء وافق عليه القصر الملكي الإسباني، وقال مراسل إيل باييس إن جريدته تعرضت للتهميش قبل تدخل وزارة الخارجية الإسبانية ليتمكن من حضور الحفل. وحسب مصادر إسبانية، فإن برنامج الزيارة الذي اتفق عليه الجانبان اقتضى أن تكون المباحثات بين الملكين باللغة الفرنسية، لكن الصحافيين الذين حضروا حفل الإفطار لاحظوا أن اللغة الإسبانية كانت هي الطاغية على الحديث. وفي هذا الإطار قالت يومية إيل موندو إن الحديث الذي دار بين الملكة لايتيسيا وشقيقات جلالة الملك، الأميرات للامريم، للاأسماء وللا حسناء كان بالإسبانية، حيث أن مربيتهن كانت إسبانية، في حين طغت الفرنسية والإنجليزية على حديثها مع الأميرة للا سلمى. حضر هذه المأدبة أعضاء الوفد الرسمي المرافق للعاهلين الإسبانيين، ورئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو جلالة الملك وأعضاء الحكومة، وعدد من أفراد الجالية الإسبانية المقيمة بالمغرب، وممثلون للسلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية. وكان جلالة الملك، أجرى مباحثات مع الملك فيليبي بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغايو مارفيل، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ، وكذا سفير إسبانيا بالرباط خوسي دي كارباخال ساليدو، وسفير المغرب بمدريد محمد فاضل بنيعيش. ومعلوم أن العلاقات المغربية الإسبانية شهدت دفعة مهمة مؤخرا، حيث أصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب في 2012، إذ فاقت قيمة الواردات المغربية من إسبانيا 50,3 مليار درهم (4,5 مليارات يورو) بزيادة نحو 30% مقارنة مع 2011. ويمثل المغرب تاسع سوق عالمي لإسبانيا كما تتواجد في المغرب أكثر من ألف شركة إسبانية، فيما ترتبط 20 ألف شركة اسبانية بعلاقات تجارية مع المغرب. وتستحوذ المملكة المغربية على 52% من مجموع الاستثمارات الإسبانية في القارة الأفريقية. وينتظر أن تنعقد اللجنة العليا المغربية - الإسبانية في شتنبر القادم.