قالت وزارة الصحة والسكان المصرية إن أحد عشر شخصا بينهم ضابط شرطة قتلوا وأصيب 35 آخرون أمس الأحد في انفجار أمام الكاتدرائية المرقسية بمدينة الإسكندرية الساحلية. وقال التلفزيون المصري إن انتحاريا نفذ الانفجار الذي وقع بعد ساعات من مقتل 25 شخصا على الأقل في انفجار داخل كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية. وتزامن الانفجاران مع احتفال المسيحيين بأحد السعف. وقال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع رويترز إن الانفجار أمام الكاتدرائية تسبب في إصابة بعض المارة وحطم واجهات متاجر تواجه الكنيسة عبر الشارع. وقتل 22 شخصا على الأقل وأصيب 71 في حصيلة غير نهائية لتفجير وقع داخل كنيسة في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية بشمال مصر أثناء قداس أحد الشعانين وقبل عشرين يوما من زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس لمصر. وقع الانفجار قبيل الساعة العاشرة صباحا داخل الكنيسة أثناء القداس في بداية «أسبوع الآلام» الذي يسبق عيد الفصح. وتبعد طنطا نحو 100 كيلومتر عن القاهرة. ويأتي الاعتداء على كنيسة مارجرجس في طنطا فيما تستعد القاهرة لاستقبال بابا الفاتيكان يومي 28 و29 أبريل الجاري. ومن المقرر أن يقيم البابا فرنسيس قداسا في العاصمة المصرية ويلتقي شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواصروس الثاني بطريرك الأقباط الارثوذكس. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد في بيان إن الانفجار أسفر «حتى الآن» عن «وفاة 22 شخصا وإصابة 71 آخرين». وتابع أنه «تم رفع درجة الاستعداد في مستشفيات المحافظة إلى الدرجة القصوى، كما تم التأكد من توافر 687 كيس دم من الفصائل المختلفة موزعة ببنك الدم ومستشفيات المحافظة». وقال اللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع الإعلام إن «الانفجار وقع داخل الكنيسة أثناء الصلاة في الصف الأول عند المذبح» ورجح أن يكون التفجير «ناتجا عن عبوة ناسفة وضعت بالداخل». ونشرت الكنيسة القبطية المصرية على صفحتها الرسمية على فيسبوك صورا مؤثرة للمأساة تظهر فيها أشلاء وجثث تغطيها الدماء. وسبق أن أعلنت كنيسة مارجرجس على صفحتها على فيسبوك في 29 مارس الماضي أن الأهالي «عثروا على جسم غريب أمام الكنيسة ما أدى إلى حالة من الذعر بين المواطنين». وأضافت الكنيسة على صفحتها أن أجهزة «الأمن العام والمباحث الجنائية والحماية المدنية وقسم المفرقعات انتقلت إلى موقع الكاتدرائية وبعد المعاينة تم التحفظ على الجسم الغريب في مركبة خاصة ونقله». وشهدت مدينة طنطا في الأول من أبريل الجاري اعتداء بدراجة نارية مفخخة استهدف مركز تدريب تابع للشرطة ما أسفر عن إصابة 13 شرطيا توفي أحدهم في اليوم التالي متأثرا بجراحه. وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم «لواء الثورة» الهجوم في بيان نشر على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي الاعتداء على كنيسة مارجرجس بعد أربعة أشهر تقريبا من التفجير الذي استهدف كنيسة ملاصقة لكاتدرائية الأقباط الارثوذكس في وسط القاهرة. وكان انتحاري فجر نفسه في الكنيسة الملاصقة للكاتدرائية في 11 ديسمبر الماضي ما أسفر عن سقوط 29 قتيلا. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته آنذاك عن ذلك الاعتداء ودعا إلى استهداف الأقباط. وواجه الأقباط الذين يشكلون 10% من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزا أثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة يناير 2011. وتعرضوا لاعتداءات عدة خلال السنوات الأخيرة. ومنذ عزل محمد مرسي في 2013، تمت مهاجمة 42 كنيسة على الأقل خصوصا في صعيد مصر، بينها 37 كنيسة أشعلت فيها النيران أو أتلفت محتوياتها. كما تمت مهاجمة عشرات المدارس والمنازل والمحلات التجارية التي يديرها أو يملكها أقباط، بحسب ما أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تتهم قوات الأمن بأنها كانت غائبة أثناء هذه الهجمات الطائفية.