تنتشر في شهر رمضان موائد الإفطار الجماعي بالمستشفيات المغربية، التي تنظمها الجمعيات الخيرية بغية التخفيف من آلام نزلاء هذه المستشفيات، وتعويضهم عن الدفء العائلي، ونقل الأجواء الرمضانية، التي تسود البيوت المغربية خلال الشهر الفضيل، إلى قلب مراكز الاستشفاء. ومن بين هذه المبادرات تلك التي أقدم عليها مجموعة من الشباب السلاوي، مساء الأحد، بالمستشفى الإقليمي الأمير مولاي عبد الله بسلا، والتي أنست نزلاء المستشفى لبرهة آلامهم وتقاسموا مع الشباب والعاملين في المستشفى لحظات من الفرح والسرور. الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء، حركة دؤوبة بين مطبخ المستشفى حيث يتم تحضير وجبة الفطور والخيمة التي أقيمت قبالة قسم الولادة في أبعد نقطة عن الباب الرئيسي للمستشفى. شباب وشابات يتحركن جيئة وذهابا حاملين الأطباق والكؤوس وقنينات الماء إلى الموائد التي وظبت بعناية داخل الخيمة. يقول المتطوع عادل، الذي انتهى للتو من وضع الأطباق على المائدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، «لما جئت إلى هنا وجدت الخيمة مقامة والموائد موضوعة، قمت بالمساعدة في حمل الأطباق والكؤوس، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله المرء للمساهمة في مبادرة نبيلة من هذا القبيل». من جانبه، كشف عزيز، في تصريح مماثل، أنه تعرف على المبادرة عبر صفحة الجمعية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. «الفايسبوك هو الذي أتى بي إلى هنا»، يقول عزيز الذي ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة، قبل أن يسترسل قائلا: «لما اطلعت على الإعلان الخاص بهذا الحدث اتصلت بمدير جمعية إنجاز التي تنظم هذا الحدث وأكدت رغبتي في الحضور». «الإنسان في رمضان يسعى إلى الاجتهاد وطرق أبواب الخير»، يضيف عزيز، مردفا بالقول «تقاسم بعض الوقت مع نزلاء المستشفى الذين حال المرض دون تمضيتهم رمضان رفقة عائلاتهم يعد أحد السبل لتحصيل الأجر والثواب». عندما دنت الشمس من الغروب، انطلق عادل وعزيز بمعية رئيس جمعية إنجاز، ياسين خويي، وعدد من أعضاء الجمعية والمتطوعين قاصدين أقسام المستشفى المختلفة، متفقدين أحوال المرضى وموجهين الدعوة لهم بمرافقتهم إلى خيمة الإفطار الجماعي. دعوة لم يتمكن الكثيرون من تلبيتها بفعل عدم قدرتهم على المشي، ولكن ذلك لم يمنعهم من التعبير عن سعادتهم بهذه الالتفاتة، وتوجيه الشكر للشباب الذين حملوا لاحقا وجبات الإفطار إلى أسرتهم. «تولدت فكرة تنظيم هذا الفطور الجماعي من خلال الزيارات، التي نقوم بها إلى المستشفى في إطار متابعة عدد من الحالات الصعبة التي نقوم بمساعدتها»، يشرح ياسين خويي، رئيس جمعية إنجاز، قبل أن يضيف «بتنسيق مع إدارة المستشفى قررنا تنظيم هذا الحدث من أجل تغيير الأجواء الكئيبة التي يعيشها المريض في المستشفى ومشاركتهم أجواء رمضان المباركة ونشر قيم التضامن». الأجواء الرمضانية وقيمة التضامن تجسدت حول موائد الإفطار الجماعي التي ضمت الشباب والمرضى وزوار والعاملين بالمستشفى، والتي زادتها الآيات القرآنية وبعدها الأناشيد الدينية التي صدحت بها مكبرات الصوت بالخيمة، روحانية.