يسود استياء كبير في أوساط ساكنة زنقة بني ورة وحي القدس التوسيع ببنسليمان، جراء الاستغلال الفاحش للفضاء الأخضر العمومي من طرف مجموعة من المهنيين، الذين استباحوا الملك العمومي وحولوه إلى أوراش لمزاولة الأنشطة الحرفية، في تحد سافر للقانون ودون الاكتراث بالأضرار البيئية والصحية التي ألحقتها هذه الوضعية غير السليمة بصحة وممتلكات الساكنة المجاورة. فالحرفيون استحوذوا وبشكل فظيع على الملك العمومي لزنقة بني ورة، الذي كان عبارة عن مساحات خضراء تضم أشجارا متنوعة وأغراسا جميلة، وقسموه فيما بينهم باستغلال المساحات المتواجدة أمام محلاتهم وتحويلها إلى أوراش لمزاولة المطالة والميكانيك وبيع مواد البناء وإصلاح العجلات المطاطية، ما أدى إلى تلويث المنطقة و تدمير محتويات الحديقة من أشجار و مغروسات. و أصبح هذا الفضاء عبارة عن مطرح للنفايات حيث الانتشار الواسع للأزبال والمتلاشيات الناجمة عن الأوراش المهنية و الحرفية، التي تزاول بالساحة الخضراء للزنقة المشار إليها. هذا الوضع غير السليم أقلق راحة السكان و خلق لهم محنا و معاناة كبيرة جراء الأوساخ و الغبار المتطاير من مواد البناء و من المتلاشيات الذي يلطخ و يلوث المنازل و ممتلكاتها، بالإضافة إلى الإزعاج والضجيج الذي تحدثه وتتسبب فيه الشاحنات الكبيرة التي تشتغل بالمقالع المجاورة للمدينة، والتي وجدت في الساحة الخضراء العمومية مكانا آمنا ومحطة للتوقف يستغلها السائقون للقيام بالإصلاحات اللازمة للشاحنات بورشة الميكانيك، وكذا يعمدون إلى ركنها ليلا بعد الانتهاء من العمل بالمقالع. يحدث هذا وسط سكان الأحياء المجاورة ودون احترام لمشاعرهم وحقوقهم في التمتع بالراحة والهدوء والطمأنينة و بمجال بيئي نظيف وبفضاء أخضر يستفيد منه الأطفال والكبار في الترويح عن النفس وفي الاستمتاع بجمال الطبيعة بهواء نقي. وقد استبشرت الساكنة المتضررة خيرا في الآونة الأخيرة بعد أن راجت أخبار عن قرار السلطات والمجلس البلدي بجعل الفضاء العمومي لزنقة بني ورة فضاء أخضر بمواصفات جديدة وجميلة بعد القيام بعملية التأهيل و الإصلاح لكل مرافقه وممراته، خاصة وأنه ( الفضاء العمومي) يتواجد بموقع استراتيجي بجانب حي سكني جديد «القدس التوسيع» ويخترقه شارع مهم وهو شارع بئر إنزاران، بالإضافة إلى تواجد مرافق عمومية مهمة على مقربة منه، وهي مقر المقاطعة الحضرية الأولى ومقر دائرة بنسليمان، ومقر مصلحة الضرائب، وكذا تواجد مؤسسات تعليمية خصوصية غير بعيد عنه. وهو ما يجعل كل الشروط والظروف مناسبة لتحريره وتطهيره من المحتلين. لكن التأخر في تحقيق وتطبيق هذا القرار على أرض الواقع زاد من قلق ومتاعب الساكنة المتضررة، خصوصا أن مظاهر العشوائية والتلوث في تزايد مستمر بالفضاء المشار إليه، وأن أصحاب المحلات وورشات الأنشطة الحرفية والمهنية ضاعفوا من استغلالهم للمساحات العمومية، ناهيك عن استغلال جزء مهم منه وتحويله إلى محطة للوقوف من طرف سائقي الشاحنات الكبيرة التي خربت البنية التحتية للأزقة والشوارع والممرات المتواجدة بالقرب منه والتي تتسبب في تحويل حياة السكان المجاورين إلى معاناة نتيجة تلويث المنطقة وإحداث الضجيج ،خاصة في ساعات متأخرة من الليل. وهو ما يتطلب من الجهات المسؤولة والمعنية التدخل لمعالجة هذه المشكل ورفع الضرر عن الساكنة بتحرير الملك العمومي أولا وثانيا بإعادة تأهيل الفضاء الأخضر وتحسين مرافقه ومساحاته.