لم تكد ساكنة مدينة بنسليمان تستفيق من صدمة القرار القاضي بفتح واستغلال مقلع بنواحي المدينة والذي خلف غضبا شديدا و استياء كبيرا لدى السكان لما سيلحقه هذا المقلع من أضرار بيئية خطيرة بالمنطقة حتى تفاجأ المواطن السليماني من جديد باتخاذ المسؤولين بالمجلس البلدي لقرار آخر يستهدف أيضا المجال البيئي و المساحات الخضراء بالمدينة و الدور هذه المرة وقع على الحديقة العمومية الموجودة بجوار السوق البلدي والتي تم إنشاؤها منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود حيث فوجئ السكان المجاورين لها مساء يوم الجمعة 31 غشت الأخير باقتحام إحدى الآلات التابعة إلى إحدى الشركات و شروعها في إزالة وقلع وتدمير أغراس وأشجار الحديقة المشار إليها أمام أنظار القاطنين بجوارها علما أن البعض من هاته الأشجار التي اقتلعت يزيد عمرها عن 100سنة حسب تصريحات المتضررين لجريدتنا الشيء الذي أثار غضبهم و استياءهم و دفعهم إلى التدخل والمطالبة بإيقاف عملية التخريب وقد كانت مفاجأتهم كبيرة لما علموا أن هذا الإجراء تم بناء على قرار المجلس البلدي القاضي بتحويل الحديقة العمومية إلى سوق للسمك وقد سبق للقاطنين بجوارها أن طالبوا عبر عدة مراسلات من المسؤولين بالبلدية و بالسلطات المحلية بإصلاح و تحسين فضاءات الحديقة التي توجد في موقع حساس حيث تتوسط المدينة و توجد بالقرب من مؤسستين تربويتين( مدرسة ابن زيدون و إعدادية محمد السادس) وتعتبر المتنفس الوحيد للساكنة المجاورة خصوصا و أنها عرفت مؤخرا إهمالا و تهميشا كبيرين وأصبحت مرتعا للمتسكعين و للمنحرفين وكثيرا ما تعرض فيها المواطنون للاعتداء و السرقة، حيث كانت تأمل الساكنة خيرا في أن يتم الاستجابة لمطالبها لكن رئيس المجلس البلدي و أعضاء مكتب المجلس كان لهم رأي آخر فاختاروا الهجوم على الفضاءات الطبيعية و المساحات الخضراء لإقامة بعض المشاريع الملوثة عوض تلبية رغبة المشتكين ودون احترام صحة وسلامة وراحة السكان الذين بادروا مباشرة بعد علمهم بالقرار المذكور إلى الاتصال بالمسؤولين و توجيه عدة شكايات مذيلة بما يزيد عن 90 توقيعا إلى كل من باشا المدينة ورئيس البلدية( توصلت »الاتحاد الاشتراكي« بنسخ منها) من أجل التدخل العاجل لمنع إقامة سوق للسمك مكان الحديقة العمومية لما سيلحقه هذا السوق من أضرار كبيرة بالساكنة و المتمثلة حسب الشكايات المذكورة في تشويه جمالية المكان وتلويث المنطقة من خلال الروائح الكريهة التي قد تنبعث من تراكم الأزبال و بقايا الأسماك في حالة ما إذا تم إحداث محلات لبيع الأسماك بالفضاء الطبيعي مما سيعرض صحة تلاميذ المؤسستين المذكورتين إلى خطر الإصابة ببعض الأمراض الجلدية و التنفسية و أمراض العيون و كذا تلويث منازل وممتلكات القاطنين بالأحياء المحيطة بالحديقة. إن السكان المتضررين، و بعد هذا القرار الجائر في حق البيئة وفي حق الملك العمومي مستعدون لتقديم كل التضحيات من أجل الدفاع عن حقهم في العيش الكريم وفي الاستقرار في بيئة سليمة و هم بذلك يطالبون من الجهات المعنية و المسؤولة بإلغاء هذا المشروع والعمل على تنقيله بعيدا عن منطقتهم. تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الهجوم على المساحات الخضراء بالمدينة عرفت مؤخرا تناميا كبيرا من خلال الترخيص للموالين والمقربين بإقامة بعض المحلات والأكشاك العشوائية بتلك الفضاءات التي تشوه جمالية»المدينة الخضراء« من طرف المسؤولين بالبلدية مما يتطلب فتح تحقيق في الموضوع من قبل لجان إقليمية و مركزية للحد من هذه الظاهرة التي تستهدف المجال البيئي.