بعد أسبوع من التعب والكد، يتوق المواطنون إلى ساعات من الاستجمام والترويح عن النفس، غير أنه أمام العجز الذي تشهده المدينة من حيث المساحات الخضراء، يضطر الكثير إلى المكوث في المنزل والإدمان على الروتين اليومي، في انتظار أن تشرق الشمس يوما على أيت ملول وهي ذات حدائق متناسبة والكثافة السكانية. في هذا الإطار يصرح (خالد. ب) القاطن بحي الحرش قائلا: "بعد أسبوع من العمل، أجد الحديقة بعيدة، خاصني ليها طاكسي صغير". كلام أيده (حسن. ق) أحد سكان حي تمزارت: "فين راها هاد الجردة، واش درتيها فآخر الدنيا وباغي الناس يمشيوا ليها؟!". مواطنون آخرون أشاروا إلى كون حديقة أكدال لا تفتح أبوابها سوى أيام الأحد مما يتسبب في بعض الازدحام، كما أن الحديقة لا يمكنها أن تستقبل بمفردها ساكنة أيت ملول التي تقدر بحوالي 190 مليون نسمة. شهادة أخرى أثبتت استياء المواطنين من قلة المساحات الخضراء، استقيناها هذه المرة من حي الشهداء حيث أدلت السيدة (ع. د) قائلة: "راه الحدائق العمومية اللي كاينة غير قانونية، وهادشي اللي كيردنا نديروا شرع يدينا، كَاع الديور هنا مخرجين جردة غير قانونية، باش بنادم يمتع عنيه بالخضورية". هذا التصريح الذي أثار قضية أخرى هي إنشاء حدائق خاصة خارج الإطار القانوني. هذا القدر من الشهادات كان كافيا لننتقل بعد ذلك إلى المجلس البلدي لنتبين ردوده في شخص "حمادي البودي" رئيس مصلحة المناطق الخضراء والأغراس، فاستفسرنا منه عن مصير حديقة أركَانة، فكان جوابه أن الأرض التي خصصت للحديقة هي في ملك البلدية وتقدر مساحتها بما يفوق الهكتارين، في حين أن التجزئة المجاورة لها ملك لمجموعة العمران، ويضيف: "كل ما أنجز إلى حد الآن يدخل في إطار الشطر الأول الذي تقدر تكلفته بأكثر من 160 مليون سنتيم، والذي أنجز خلاله عدة أشغال من بينها تعميق البئر ب 70 مترا وبناء المدرجات المحيطة بالساحة، إضافة إلى تطويقها بحاجز وقائي وخلق أماكن لألعاب الأطفال فضلا عن أشغال أخرى". وعندما استعلمنا منه عن الإجراءات المتخذة للنهوض بجمالية المدينة، عقب قائلا إن المجلس أخذ في الإعداد لتجهيز مدارات (العزيب، توهمو، ومطار المسيرة) في غضون هذه السنة بأغراس مختلفة مرفقة بمضخات وصهريج تحت أرضي. ويسترسل قائلا: "كما أن الحزام الأخضر الذي يبدأ من حدود أزرو، إلى غاية مصب وادي سوس يضفي طابعا جماليا على المدينة، هذا الحزام مجهز كذلك بأغراس ملائمة وقنوات للري علاوة عن الآبار والمضخات". تساءلنا كذلك عن التوازن المنشود بين الحدائق العمومية وتوزيع السكان، فكان رده كالتالي: "في الحقيقة، هناك توازن، فكل حديقة مخصصة لسكان الأحياء المجاورة، بحيث تقسم الأحياء على 3 حدائق، حديقة المسيرة (الشهداء)، وحديقة أكدال، والحديقة المرتقبة في أركانة". أما فيما يخص حدائق القرب الموزعة في حي الشهداء، يرد السيد "البودي": "المجلس تكلف بإنجاز تلك الحدائق وتجهيزها بالأغراس وكذا تطويقها بسياج وقائي، زد على ذلك أننا نقوم في بعض الأحيان بتنظيفها وري الأغراس، رغم أن المواطنين هم المسؤولون عن الاعتناء بها". واستطرد قائلا: "وللأسف، ففي كثير من الأحيان تصادف حديقة أشبه بمزبلة، وأخرى على بعد أمتار منها فقط شبيهة بفردوس، وهذا يرجع بالأساس إلى انعدام الوعي بأهمية الفضاءات الخضراء". وعند استفسارنا عن المشاريع المستقبلية للمجلس فيهما يخص المناطق الخضراء أجاب بأنه ليست هناك أية مخططات أو برامج تهم المستقبل القريب. وفي ظل هذه الوضعية، يبدو جليا أن الانتظار قد يطول بسكان أيت ملول إن لم يكن هناك برنامج للنهوض بجمالية المدينة ورونقها. سليم لعرج