مدينة كبيرة مثل العيون، ذات مشاريع تنموية واقتصادية واعدة، وذات كثافة سكانية في تزايد مستمر،لا يعقل أن تبقى محرومة من المنتزهات والمناطق الخضراء، وأساسا الحدائق التي تعد متنفسا حقيقيا للساكنة عموما، وخاصة للنساء والأطفال الذين لايجدون كل مساء إلا ساحة المشورقرب قصرالمؤتمرات يلوذون إليها للترفيه والمشي! فالمتجول في المدينة، يلاحظ للوهلة الأولى مدى افتقارها للمناطق الخضراء، مما يترجم انعدام الحس الجمالي والبيئي لدى المسؤولين عن تسييرالمجلس البلدي،الذين قاموا بإعدام الحدائق بالمدينة عن سبق إصرار، حين أغلقوا حديقة الطيورالموجودة ما بين شارع مكة وشارع محمد الخامس، والتي خصص لها اعتماد مالي قدره 65 مليون سنتيم سنويا من ميزانية المجلس ، وفوّتوا ساحة وحديقة الدشيرة لإبن رئيس المجلس الإقليمي، التي حوّلها إلى مشروع / مقهى«لاس دوناس» قيل عنه إنه فضاء ترفيهي يضم ألعاب الأطفال ووسائل الراحة، لكن الكل يلجه بالمقابل وليس بالمجان. فغياب فضاء للألعاب، وحديقة مجهزة ومهيأة للترويح عن النفس والإستراحة، دفع بعدد من الأطفال إلى ولوج المركب الترفيهي الكائن بساحة الدشيرة،بالعيون،حيث يضطرون إلى دفع النقود مقابل ممارسة اللعب هناك، في الوقت الذي كان من المفروض على المجلس البلدي،أن ينجزحدائق في المستوى بالأحياء الآهلة بالسكان، وأن يستغل تلك العقارات الأرضية التي تم «تفويتها» ،لإحداث حدائق تكون في مستوى تطلعات السكان. قلنا هذا الكلام،لأن هناك أموالا طائلة صرفت بالمجلس البلدي لمدينة العيون، بيد أن التشجيروالمغروسات وكل ما يرتبط بالمناطق الخضراء، تظل مغيبة في برامج المجلس البلدي، مما جعل الإسفلت والإسمنت يزحفان على شوارع وأزقة المدينة في الوقت الذي يعقّب فيه المواطنون على هذا الإهمال المتعمد ويلاحظون خصاصا كبيرا في هذا المجال سواء بالأحياء القديمة أوالجديدة كحي الأمل وحي العودة والوفاق والراحة والوحدة 1و2 وغيرها . لكن الغريب، هو أن إعدام الخضرة والتشجيرلم يرد فقط في برنامج المجلس، بل امتد إلى حديقة الطيورالتي أغلقت في وجه المواطنين دونما سبب يذكر، مع أن المجلس يخصص لها سنويا ميزانية تقدر ب 65 مليون سنتيم، مما اعتبره المواطنون ممن استقينا رأيهم في الموضوع بمدينة العيون،استهتارا بالمال العام، وانعدام حس وذوق ورؤية لدى المجلس الذي يخبط خبط َعشواء دونما برنامج مسطر يراعي الأولويات والحاجيات لدى السكان،الذين باتوا يفتقرون إلى فضاءات للترفيه والتسلية بكامل المواصفات للراحة وتزجية الوقت مثل المنتزهات والحدائق وغيرها.