سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية .. حضور شبيبي مكثف، نوعي، ومتعطش للحرية والديمقراطية والحداثة لتعزيز دينامية حزب القوات الشعبية يرسم خارطة الطريق للبناء والنضال على مختلف الواجهات.
لم تكد تصل الساعة التاسعة صباحا، حتى بدأت تتقاطر من كل جهات المملكة الحشود الشبابية الاتحادية المنتدبة للحضور في المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة، على معهد مولاي رشيد للشبيبة والرياضة ببوزنيقة، يوم السبت الماضي 5 يوليوز الجاري، وهم كلهم حماس وعنفوان من أجل تعزيز مسار هذه المنظمة الشبيبية العريقة التي سجلت مواقف سياسية جريئة في عدد من القضايا التي تهم الشباب والمجتمع المغربي، وخاضت معارك ضارية من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة، حاملة مشعل التغيير الذي آمن ونادى به حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ استقلال المغرب. حين تستقرئ وجوه هؤلاء الشباب والشابات الاتحاديين، تجد حماسا متفردا، وتطلعا استثنائيا للمستقبل، وطموحا من أجل البناء منقطع النظير، وما يؤكد ذلك أنه بالرغم من الأجواء الرمضانية والحرارة المفرطة، ترى هنا وهناك جماعات تردد شعارات وأناشيد ثورية تذكر اليساريين والضيوف بمجدهم وتاريخهم البطولي الموشوم في الذاكرة الجمعية لهؤلاء وللشعب المغربي كله، وكيف لا والشباب الاتحادي كان ينتظر هذه اللحظة التاريخية منذ زمان بعد جمود تنظيمي عرفه الحزب قبل عشر سنوات، كانت له تداعيات وعواقب وخيمة على جميع القطاعات الموازية للحزب، وفي مقدمتها القطاع النسائي الاتحادي والشبيبة الاتحادية. وما يعطي أهمية قصوى لهذه المحطة التنظيمية للشبيبة الاتحادية، أنها تأتي هي الأخرى كلبنة أساسية بعد المؤتمر الوطني للنساء الاتحاديات الناجح، المنعقد مؤخرا بالرباط، والذي كان له إشعاع كبير ونتائج سياسية وتنظيمية هامة، واتخذت فيه قرارات مصيرية تهم القطاع. فالمؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية سيعزز لا محالة الدينامية التنظيمية التي يعرفها الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع، الذي أطلق دينامية إعادة البناء الحزبي من خلال عقد المؤتمرات القطاعية وتجديد الهياكل والأجهزة الحزبية الاقليمية والجهوية. فبعد سنة من العمل الجدي والمضني والمثابرة والتحدي، استطاعت الشبيبة الاتحادية اليوم أن تجعل من هذه اللحظة التاريخية واقعا ملموسا، وذلك بعقد هذا المؤتمر الوطني الثامن الذي كان يعتقد البعض أنه من سابع المستحيلات، بل كان البعض يعتبر المنظمة الاتحادية قد أصبحت في خبر كان بفعل التطاحنات والصراعات الهامشية التي أريد لها أن تنشغل بها في لحظات معينة كي تنصرف عن مهامها الأساسية، وأدوارها الطلائعية التي لعبتها في الماضي البعيد والقريب، لكنها هاهي اليوم تنبعث من رمادها من جديد، وتؤكد على أن الشبيبة الاتحادية مؤسسة حيوية وفاعلة في كل الأزمنة والأمكنة، وتأبى إلا أن تكون في الموعد التاريخي. بالفعل إنها محطة تنظيمية مفصلية، وتاريخية بكل المقاييس، بالنظر للسياق الذاتي والموضوعي الذي تأتي فيه، بالإضافة إلى أنها محطة لقطاع مواز للحزب اعتبر دائما أحد الروافد الأساسية للحزب، ومشتلا تنمو وتترعرع وتتكون فيه النخب الاتحادية التي تغذي الحزب وتقوي شرايينه على مر تاريخه التنظيمي والسياسي، والساحة السياسية اليوم أكبر شاهد على ذلك. لقد شبه أحد قيدومي الشبيبة الاتحادية، والذي يعزز حاليا صفوف القيادة الحزبية أن هذا المؤتمر الوطني الثامن المنعقد تحت شعار «التزام مع الشباب ضد الاستبداد والرجعية»، بالمؤتمر الوطني التأسيسي لهذه المنظمة سنة 1975، فمستوى الحماس والإرادة الصلبة والعزيمة القوية والشعارات ونوعية الحضور المكثف والمتنوع من طلبة وتلاميذ وفاعلين في المجتمع المدني بكل تلاوينه، المنتمي لكل جهات المغرب من الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكذلك التشابه القوي في الأفق والتوجه نحو المستقبل، والإصرار على البناء المتين والتوسع والانتشار خدمة لقضايا الشباب والأمة... إنها كلها عناصر جعلت هذا القيادي يعيش نوستالجيا حدث تأسيس الشبيبة الاتحادية سنة 1975 بتزامن مع المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وما يعطي كذلك صيغة تنظيمية متقدمة لهذا المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية، المنعقد على مدى يومي 5 و 6 يوليوز الجاري ، هو أنه بمثابة لحظة تتويجية لعدد من المؤتمرات الجهوية التي تم عقدها تحت إشراف المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية في قاعات عمومية عوض المقرات الحزبية كما كان سائدا في ما قبل، انتخبت خلالها بشكل ديمقراطي وفي إطار من الشفافية والمنافسة الشريفة التي طبعتها أحيانا حرارة الطموح التنظيمي المشروع للشباب الذي يسعى لأن يضطلع بأدواره ومسؤولياته في التدبير والتسيير لمنظمته العتيدة، مكاتب جهوية للشبيبة الاتحادية في الجهات الست عشرة بالمغرب. لقد خط الشباب الاتحادي من خلال مقررات المؤتمر الوطني الثامن خريطة الطريق، وعقد العزم على الدفاع عن قضايا الشباب بكل فئاته من طلبة وتلاميذ ومأجورين، والنضال من أجل ترجمة طموحاته وتطلعاته إلى واقع ملموس وذلك بمواجهة كل السياسات العمومية التي تهمش وتقصي الشباب المغربي، ولا تستجيب لمطالبه المشروعة في الشغل والصحة والتعليم والتكوين والترفيه، والتصدي لكل مخططات هذه الحكومة التي تسعى جاهدة بالزج بخيرة شباب المغرب في براثن الفقر واليأس والتهميش.