كشف حميد شباط الأمين، العام لحزب الاستقلال، ما اعتبرها تناقضات عبد الإلاه بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تعاطيه مع ملف الاستحقاقات الانتخابية، فالرجل اليوم هو رئيس الحكومة وهو من يتحكم في الجهاز التنفيذي، ووزير الداخلية تحت إمرته، لكنه في ذات الآن يحذر من تزوير الانتخابات الجماعية المزمع إجراؤها في النصف الثاني من السنة المقبلة من دون الإفصاح عن الجهة التي يتهمها. شباط ذكر بالتصريحات السابقة لبنكيران قبيل انتخابات 25 نونبر 2011، حينما اتهم الولاة والعمال بالتزوير، لكن ما إن تم الإعلان عن النتائج حتى سارع إلى الإشادة بالدور الذي لعبوه في ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، ومعظم الولاة والعمال الذين أشرفوا على تلك الانتخابات لازالوا في مواقعهم اليوم، بل إن حصاد الذي اتهمه بنكيران بتزوير الانتخابات حينما كان واليا على طنجة أصبح اليوم وزيرا للداخلية باقتراح منه، متسائلا عن الخلفيات التي تدفع بنكيران إلى تسميم الأجواء وخلق البلبلة قبيل الانتخابات المقبلة، متهما إياه بالابتزاز كلما شعر أن نتائج الانتخابات لن تكون في صالحه. شباط الذي كان يتحدث مساء يوم الجمعة المنصرم بطنجة، في ذكرى رحيل الزعيم الوطني عبد الخالق الطريس، لم يتردد في اتهام حكومة بنكيران بسعيها إلى إبقاء المغرب في زمن المرحلة الانتقالية برفضها تنزيل دستور 2011، الذي ناضل من أجله الشعب المغربي، من خلال رفضها إخراج القوانين التنظيمية التي لا زالت معتقلة لديها، معتبرا ذلك عودة بالمغرب إلى الوراء، وانقلابا على أجواء الثقة التي خلقها الخطاب الملكي ليوم 9 مارس 2011، وتسفيها للتضحيات التي قدمها الشعب المغربي وقواه الحية طيلة عقود من أجل إقرار الديمقراطية وإنجاز الإصلاحات. ولم يفوت شباط الفرصة دون التذكير بالإنجازات الكبرى للحكومات السابقة منذ حكومة التناوب، محذرا من القرارات اللاشعبية لحكومة بنكيران، (الزيادة في الأسعار، صندوق التقاعد، رفع الدعم عن المواد الأساسية، الزيادة من ثمن الكهرباء،...) والتي ستعصف بجميع مكتسبات الشعب المغربي التي راكمها في السنوات الماضية، محذرا من مخاطر إغراق المغرب في المديونية، حيث أن كل مغربي يولد اليوم إلا وهو مطوق بثلاثين مليون سنتيم من الديون، بعد أن تجاوز سقف المديونية 80 مليار درهم سنويا، في حين الحكومة السابقة اقترضت طيلة أربع سنوات ما مجموعه 48 مليار درهم. واصفا بنكيران بالمسؤول الضعيف العاجز عن ابتداع الحلول للمشاكل التي يعرفها المغرب، متهما إياه بالانقياد والاستسلام لتعليمات صندوق النقد الدولي ؛حيث أصبحت شهادة الرئيسة لاغارد بحسن سير وسلوك الحكومة مصدر افتخار واعتزاز لبنكيران. شباط ألقى بقنبلة شديدة الانفجار، في معرض كشفه لتناقضات مواقف بنكيران بخصوص قضايا المرأة، إذ في الوقت الذي يدعو النساء المغربيات للزوم بيوتهن، فإن زوجته تمارس مهنة التدريس بمؤسسته التعليمية التي منحها له إدريس البصري وزير الداخلية السابق!!!... و دعا شباط في كلمته القوى الوطنية إلى رص الصفوف وتجميع قواها للوقوف في وجه هذا الخطر الزاحف على المغرب، محذرا من الارتباطات الدولية لحزب العدالة والتنمية الذي ينفذ أجندة خارجية لم تعد تخفى مراميها على أحد.