اعتبرت الكلمة التي ألقاها عبد القادر الزاير, نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، باسم المكتب التنفيذي بمناسبة العيد العمالي يوم أمس، أن الحكومة خارج الزمن الدولي المعاصر وخارج الزمن الوطني بكل متغيراته ومتطلباته وحاجاته في التنمية، ومفتقدة لأي تصور يمكن من تجاوز الأزمة التي يعيشها المغرب، لأنها تفتقد للمرجعية الفكرية الموجهة للممارسة السياسية والمؤطرة لتدبير الشأن العام? وأكدت كلمة الزاير باسم المكتب التنفيذي أن الحكومة عاجزة عن معالجة الوضع الاجتماعي الذي يعرف اختلالات هيكلية، إذ تعيش معظم الفئات الاجتماعية البؤس والحرمان والتهميش، وضعف أو عدم توفر الحد الأدنى لشروط العيش الإنساني بفعل ارتفاع نسبة البطالة واتساع دائرة الفقر وغلاء المعيشة، وصعوبة ولوج الاستشفاء والعلاج والعلاقة المختلة مع الإدارة المبنية على الزبونية والرشوة والتسريحات الفردية والجماعية للعمال، وإغلاق المؤسسات وعدم استقرار مناصب الشغل والمعاناة المزدوجة الإدارية والمادية للموظفين وعدم تطبيق القانون والتشريعات، وانعدام تكافؤ الفرص والعدل بين الناس?? وعرجت كلمة المكتب التنفيذي الكونفدرالي على الوضع المالي والتجاري والاقتصادي الذي يشكو هو الآخر من أعطاب تتمثل في العجز التجاري الذي يقارب 30 مليار درهم، والمشاكل التي تعاني منها المقاولات واستمرار اقتصاد الريع، واقتراب نفاد احتياطي العملة الصعبة وضعف الاستثمار والادخار وهو الوضع تقول كلمة الكونفدرالية الذي يتطلب الاجتهاد والابتكار لخلق الثروة واتخاذ القرارات الجريئة التي ترقى إلى مستوى المنعطف التاريخي الذي يمر منه المغرب بوضع حد للتملص الضريبي، وإصلاح هذا القطاع الذي يعد رافعة للتنمية ووضع حد للتهريب الجبان للأموال بالخارج، وإعادة الثقة في العلاقة بين المواطن والمؤسسات والقيام بإصلاحات سياسية عميقة، ووضع حد لتزوير وإفساد الانتخابات? واعتبرت الكونفدرالية أن الحكومة عوض أن تتجه إلى الحلول، لجأت إلى الاختيارات السهلة غير المتبصرة، حيث قامت بتوقيف الاستثمار العمومي بمبلغ 15 مليار درهم دون تقدير لانعكاسات هذا الاختيار? وعبرت الكونفدرالية من خلال الكلمة التي ألقاها نائب الكاتب العام أنها تحتج على تعامل رئيس الحكومة مع التنظيمات النقابية وقضايا الطبقة العاملة، المطبوع باللامسؤولية واللامبالاة، مضيفة أن الحكومة تغيب الحوار الاجتماعي, الأمر الذي يعبر بوضوح عن توجهات لا تؤمن بثقافة الحوار كحاجة وطنية ولا تعترف عمليا بالتنظيمات النقابية? يذكر أن احتفال الكونفدرالية بعيد الشغل تعذر فيه حضور الكاتب العام نوبير الأموي, كما أبلغ ذلك نائبه، الطبقة الشغيلة التي حضرت الاحتفال? وقال الميلودي مخارق : « ان الحكومة الحالية عازمة وملحة على العودة بالمغرب إلى عهد تطبيق « برنامج التقويم الهيكلي السئ الذكر لسنوات الثمانينيات « جاء ذلك في كلمة الامين العام للاتحاد المغربي للشغل في العيد الأممي وأضاف مخارق : « ان الطبقة العاملة المغربية أدت الثمن غاليا من أجرتها ، وهاهي تعيد فرضها من جديد بقوة الحديد والنار عبر الإقدام على إجراءات لا شعبية تتمثل أساسا في المحاولات الملتوية لإلغاء صندوق المقاصة ، وتفكيك أنظمة التقاعد ، والتخلي عن الاستثمارات العمومية والزيادة في الضرائب وارتفاع المهول في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية وتجميد الأجور وضرب القدرة الشرائية المتدهورة. وهاجم المخارق الحكومة وندد بالهجوم على الحريات النقابية والحقوق العمالية من اجل تمرير مخططاتها التصفوية والتراجعية خدمة لمصالح الرأسمال المتوحش وهجومها العنيف على الحرية والحق النقابي . واستنكر الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الحملة المسعورة التي تنهجها حكومة بنكيران على حق الإضراب الذي يضمنه الدستور المغربي وتحميه جميع المواثيق والمعاهدات الصادرة عن منظمة العمل الدولية . ويتعرض هذا الحق العمالي للتنكر وأصبحت ممارسته عرضة للقمع والردع ,و يضيف الميلودي المخارق سواء بالاقتطاع من أجور الموظفين المضربين عن العمل او باللجوء الى الفصل 288 من القانون الجنائي المغربي . وتساءل مخارق عن الحوار الاجتماعي الذي اعتبره سنة بيضاء والأسباب التي أدت الى مقاطعة الاجتماع مع رئيس الحكومة يوم27 أبريل 2013 حيث قال في هذا الصدد: « ان منظمتنا مطالبة بمعالجة الملفات ذات الاولوية ، بفتح حوار حقيقي حول الملفات وقضايا مضبوطة تجتمع فيه اطراف مسؤولة بهدف الوصول الى تعاقدات ملزمة تضمن مصالح الطبقة العاملة وتحد من وطأة الازمة .فعن أي حوار تتحدث الحكومة حين يصبح هاجسها الوحيد هو تمرير مشاريع قوانين تراجعية تجهز على حقوق العمال المعنوية والمادية وتحرمهم من اهم وسيلة للدفاع عنها . وعن أي بعد اجتماعي تتحدث وقد ضربت القدرة الشرائية للكادحين عبر الزيادة في ثمن المحروقات ومواد الاستهلاك واي إصلاح جبائي تهدف اليه وقد طالت أياديها جيوب الطبقة المتوسطة بفرض ضريبة جديدة على الاجور قبل ان تعقد مناظرة وطنية للإصلاح الضريبي. كما تنكرت الحكومة لاتفاق 26 ابريل 2011 المبرم بشكل توافقي بين الأطراف الثلاثة في عهد الحكومة السابقة وترفض تنفيذ ما تبقى من بنود، يقول الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل . وفي احتفال الاتحاد العام للشغالين بالرباط باليوم الأممي للعمال، هاجم حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، حكومة بنكيران واتهمها بأنها راعية الفساد وضامنة استمراره، وعلى أن الحكومة نصفها «تماسيح وعفاريت» ووصف وزراءها بالمفسدين والكذابين، محذرا في السياق ذاته بنكيران، بالقول «أن الشعب فاق وعاق، ولا يمكن لعب دور الضحية»، و»إياك والغرور يا حكومة بنكيران». شباط، الذي نوه بحضور وفد من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي يضم (فتيحة سداس، محمد العلمي، بديعة الراضي، جليل طليمات وحنان رحاب).. صب جام غضبه - في كلمته باسم الحزب من فوق منصة المهرجان الخطابي الذي نظمه الاتحاد العام للشغالين أمام جماهير غفيرة تجمهرت على طول شارع النصر بالرباط يوم أمس بمناسبة الاحتفال بالعيد الأممي للطبقة العاملة - على بنكيران كرئيس للحكومة ، داعيا إياه لأن يمارس اختصاصاته كاملة وفي احترام تام للمؤسسات، وأن يفي بوعوده الانتخابية، ونبهه من محاولات الزيادة في الأسعار، وذكره بالزيادة في الحد الأدنى للأجور. وكان من الملاحظ أن شباط قد افتتح كلمته بأربعة تكبيرات الله أكبر (4)، ثم قرأ بعد سورة النصر، للتأكيد على أن المغرب قد انتصر مؤخرا في منظمة الوحدة الترابية على خصوم وحدته الترابية، وكان بين الفينة والأخرى يستعمل مصطلحات وكلمات ذات نفحات دينية للتأكيد على أن حزب الاستقلال حزب إسلامي، وتوجيه الدعوة لحزب العدالة والتنمية بالكف عن استغلال الدين الإسلامي لأغراض سياسية. وفي السياق ذاته قال شباط أمام جماهير جاءت بالآلاف من مختلف جهات المغرب «على أن الدين المعاملة، لكن لماذا يخاطبون الشعب بلغة، وممارستهم تعني عكس ما يقولون»، في إشارة منه لوزراء العدالة والتنمية، مذكرا في هذا السياق بادعاءات هؤلاء في بداية تنصيب الحكومة حول أنهم سوف لن يستعملوا سيارات الدولة في الوقت الذي يقول شباط «سيارة المرسيديس لهؤلاء لا تحترم حتى قانون السير بالمدن». وأفصح شباط بنفس المناسبة عن أن حزبه ضد تجار الدين من أجل السطو على الحكم في هذا الوطن، وليسترسل في كلامه طالبا من الجماهير تحية وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التجمع الوطني للأحرار، الذين جاؤوا ليشاركوا الاتحاد العام للشغالين في الاحتفال بفاتح ماي، كما رفعت الجماهير في رد وتجاوب عفوي شعار «سوا اليوم سوا غدا الكتلة ولابد». واستنكر أمين عام حزب الميزان، سلوك بعض وزراء الحكومة الذي حسب شباط كان فاقدا للوعي وفي حالة يرثى لها بقبة البرلمان، مضيفا «أنه لا يمكن يأتي وزير، وهو في حالة سكر مع العلم أن هذه الحكومة حكومة ملتحية «. وأكد شباط أن نقد الحكومة حق مضمون لحزبه، مشدا على أن حزب الاستقلال سيبقى داخل الحكومة الى آخر الولاية لكنه سيبقى يفضح كل القرارات اللاشعبية والانفرادية، مبرزا أن حزب الاستقلال كان ولا يزال ضد سياسة الحزب الوحيد، وقال لبنكيران «اننا لا نعارض، ولكن نقدم النصح والدين النصيحة». وكان من المثير كذلك أن ينهي شباط كلمته بدعاء وكأنه خطيب جمعة بالمسجد، قبل أن يدعو الجماهير لقراءة الفاتحة على شهيد الطبقة العاملة الذي حسب شباط كان «الحوار الاجتماعي». ويذكر أن شباط قد استثمر إمكانيات مادية ولوجيستيكية من أجل إحضار جماهير لتنظيم مسيرة مليونية بالرباط.