الحديث عن قطاع الصحة بمدينة الشماعية يحيلك بكل تفاصيله على العديد من القضايا والأسئلة المؤجلة المرتبطة بالحق في الحياة والولوج إلى الخدمات الأساسية ، ذلك أن مدينة القصبة الإسماعيلية التي كانت تعتبر مركزا لمنطقة أحمر وتستقطب كل الوافدين عليها من مختلف الجماعات القروية التابعة لدائرة أحمر لقضاء أغراضهم الإدارية والاجتماعية والاقتصادية ، أضحت اليوم تبحث عن حل لساكنتها التي لم ينصفها المسؤولون المتعاقبون على تدبير شؤونها وتسيير مرافقها ، فكيف يعقل أن يتم تعليق إحداث مستشفى متعدد الاختصاصات مرتين متتاليتين، حيث كان من المفروض أن يفتح أبوابه في وجه المرضى سنة 2015 ، بسبب عدم قدرة المجلس البلدي على إيجاد وعاء عقاري لذات المشروع ؟ هكذا ستظل الشماعية بساكنتها مقصية من الخدمات الصحية الضرورية رغم تواجد مركز صحي يتيم يتوافد عليه ما بين 500 إلى 600 مستفيد ومستفيدة يوميا لتلقي العلاجات والتدخلات الضرورية ، حيث يتعامل مع هذا الكم الهائل طبيبان و8 ( ثمانية ) ممرضين وممرضات و 4 ( أربعة ) قابلات / مولدات يتناوبن على الديمومة واستقبال الحوامل ، حيث يصل عدد حالات التوليد إلى ما يقارب 110 حالة في الشهر . و أكدت بعض المصادر للجريدة أن ظروف الاشتغال بالمركز الصحي بموارد بشرية غير كافية يخلق عدة مشاكل مع المواطنين ، ويحرج الطبيبين اللذين لا يمكنهما التعامل مع المرضى وفق المقاييس المعمول بها طبيا ، نظرا لضيق الوقت وكثرة الوافدين . وأضافت مصادرنا أن بعض الممرضين يقومون بمهام خارج اختصاصاتهم ، لتقديم العون والخدمة ولو بأبسط التدخلات الصحية . هذا وجدير بالذكر أن منطقة أحمر تعرف خلال فترة الصيف كثرة لسعات العقارب مما يجعل المركز الصحي قبلة للعديد من الحالات تصل في بعض الأحيان إلى 60 حالة في الشهر، مما يلزم الطاقم الطبي والصحي بضرورة العمل بالحراسة الإلزامية لمواجهة طوارئ لسعات العقارب . وقد طالب العديد من المواطنين والمواطنات الذين التقتهم الجريدة بالشماعية، بضرورة الإسراع بإحداث المستشفى المؤجل ، و تعزيز الطاقم الطبي والممرضين والممرضات ، و تحسين خدمات جناح التوليد والتعامل بشكل إنساني مع الحالات القادمة من تخوم أحمر ، حتى تتم عمليات التوليد بالشكل الأليق دون الدفع بالحوامل إلى التوجه صوب مدينة أسفي كما وقع للمرأة التي داهمها المخاض في منتصف الطريق ووضعت رضيعها في ظروف استثنائية قرب محيط المركز الصحي .