الأخ: الكاتب ا لأول ذ. ادريس لشكر الأخ: الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية ا لوطنية، الأخوات والإخوة في المكتب السياسي واللجنة الإدارية الوطنية، الإخوة في الكتابة الجهوية لمدينة الدارالبيضاء الكبرى. السيدات والسادة، ضيوفنا الكرام من الأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية والمجتمع المدني. الأخوات والإخوة مناضلي الاتحاد الاشتراكي بهذه المدينة الصامدة. باسم اللجنة الإقليمية واللجان التحضيرية للمؤتمرات الإقليمية الأربعة، أرحب بكم وأشكركم على تلبية دعوتنا لحضور هذه الجلسة الإفتتاحية الموحدة، وعلى تحمل عناء التنقل إلى مكان انعقادها. الأخ الكاتب الأول: إن مناضلات ومناضلي الدارالبيضاء، يسجلون باعتزاز كبير حرصكم على الإشراف والتتبع الشخصي لأشغال التحضير لمؤتمراتنا الإٍقليمية، وهو ما يؤكد الأهمية الكبرى التي يحتلها التنظيم الحزبي بهذه المدينة المناضلة، في مسلسل الدينامية السياسية والتنظيمية التي أطلقها حزبنا مباشرة بعد المؤتمر الوطني التاسع والتي تتوخى هدفا أساسيا لها، إعادة بناء الأداة الحزبية في مختلف مستوياتها. الأخ الكاتب الأول، الأخوات والإخوة ، ها نحن نلتئم اليوم في جلسة افتتاحية لمؤتمرات الدارالبيضاء تحت شعار: »انقاذ الدارالبيضاء ممكن« بعد سلسلة من اللقاءات التحضيرية ساهم فيها خبراؤنا وأساتذتنا الإتحاديون، إلى جانب إخوانهم في اللجان التحضيرية الإقليمية. بهاجس معرفي وفكري يتوخى بناء المقاربة السياسية لحزبنا على أسس عملية، تجعل الاتحاديين واعين بحقائق مدينتهم على كافة الأصعدة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وخدماتيا، بعيدا عن النظرة السياسيوية الضيقة الأفق ومن منطلق الأهمية البالغة التي تكتسيها مدينة الدارالبيضاء في النسيج الاقتصادي والاجتماعي على الصعيد الوطني. وللإشارة فقط، فالدارالبيضاء: تحتوي على 55% من الوحدات الانتاجية و %50 من الضريبة على القيمة المضافة. وتساهم ب 25% من الناتج الداخلي الخام وتتعوذ عن 50% من النشاط التجاري والخدماتي أما أن 40% من النشاط الصناعي الوطني 60% من المبادلات التجارية تتم عبر هذا ميناء الدارالبيضاء الوطنية. وعلى المستوي البشري 1/5، خمس سكان المغرب ببنية بشرية شابة. وتشغل الدارالبيضاء 39% من السكان النشيطين بالمغرب. إن هذه الأرقام التي تجدونها بشكل مدقق في الورقة التأطيرية التي أعدها الإخوة الباحثون والخبراء الحزبيون. تؤشر بالملموس على الأهمية القصوى التي تحتلها الدارالبيضاء في البناء الاقتصادي والاجتماعي الوطني. إضافة الى ذلك، فإن للدار البيضاء بعدها التاريخي في رسم ملامح التحول السياسي الديمقراطي. فقد شكلت مهدا لحركة المقاومة وجيش التحرير، وبها نمت وتطورت الحركة الديمقراطية في ارتباط وثيق بقضايا العمال والفئات الشعبية، الأمر الذي ساهم في نشأة وتبلور الحركة الاتحادية والتنظيمات النقابية ولا أدل على ذلك، من العلامات البارزة في مسار النضال الديمقراطي التي مثلتها وماتزال أحداث الدارالبيضاء في 1965 و1981 من القرن الماضي. الأخ الكاتب الأول، أيها الحضور الكريم. إن محطة مؤتمرات الدارالبيضاء هي مناسبة كذلك لاستعادة مسلسل النضال الديمقراطي الذي عاشت هذه المدينة المناضلة ومهام الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تكريس خيار الديمقراطية المحلية وتدبير الشأن المحلي بما ينسجم مع مصالح الساكنة، فرغم التضييق الممنهج وصنع الخرائط السياسية وتزوير الانتخابات والتحكم في نتائجها، فإن الاتحاد الاشتراكي ترك بصماته في تدبير الشأن المحلي وكرس أسلوبا متميزا في تدبير مجموعة من الجماعات بالدارالبيضاء. منذ تجربة المجلس البلدي في بداية الستينات من القرن الماضي مرورا بتجربة جماعة عين الذئاب برئاسة فقيدنا الكبير مصطفى الفرشاوي الذي خاض باسم الحزب وبتحالف مع إخوتنا في التقدم والاشتراكية آنذاك معارك شرسة لحماية الممتلكات العامة ضد لوبيات العقار المدعومين من طرف الإدارة. كما نستحضر تجربة ملجس جماعة لمعاريف في الثمانينات والتسعينيات (الشفاء لمحمد محب والترحم على عبد الله الشرقاوي) تجربة تميزت ببناء المركبات الثقافية وإعادة الاعتبار للجتمع المدني والشراكة معه، مثل تجربة نادي العمل السينمائي الذي وفرت له الجماعة كل إمكانيات التنشيط من أجل خدمة ثقافية مواطنة، من خلال برامج تخدم الحاجة الفكرية والفنية لساكنة الدارالبيضاء، وهنا لا بد من التذكير بملتقيات. (السينما والأدب والتاريخ والرواية حقوق الإنسان الطفل - المرأة.. إلخ). إن التذكير بهذا الرصيد الاتحادي في تدبير الشأن المحلي هو تذكير بتراث نحن خورون به ، لأنه صار قدوة لجميع الفاعلين اليوم. الأخ: الكاتب الأول، الأخوات والإخوة. إن تشخيص الوضع المالي لمدينة تحتل المكانة التي سبق تبيانها في بداية هذه الكلمة بات يستوجب اليوم استنفار كل القوى والجهود التي تجعل منها مدينة في حجم المدن الكبرى عالميا. وإن العناية الملكية التي عبر عنها صاحب الجلالة في خطابه الشهير حول الدارالبيضاء تستدعي اليوم ترتيب سياسة محلية مسؤولة تقطع بشكل نهائي مع الأساليب القديمة في التعاطي مع الشأن المحلي البيضاوي وهو ما انكب عليه أخواتنا إخواننا في لجنة الخبراء واللجان التحضيرية الإقليمية والتي ستكون أوراقها محط تداول في مؤتمرات الأقاليم الحزبية الأربعة. وهي مناسبة لأتوجه باسم جميع مناضلي الدارالبيضاء إلى جميع الاتحاديات والاتحاديين والى إخواتنا الأساتذة الباحثين بجزيل الشكر على تفانيهم وجديتهم في التعاطي مع قضايا هذه المدينة الميتروبولية، بالدرس والتحليل والبحث عن صيغ تجاوز مختلف معضلات وعوائق تطورها. أخانا الكاتب الأول أيها الإخوة الاتحاد الاشتراكي يؤكد اليوم من خلال مؤتمراته الإقليمية أن »انقاذ الدارالبيضاء ممكن« نعم انقاذ الدارالبيضاء ممكن: -بتوفر إرادة سياسية واضحة للقطع مع أساليب الماضي. -بتقييم ومراجعة نظام وحدة المدينة في الاتجاه الذي يمكن من تدبير فاعل وناجع: -بوضع هيكلة إدارية ملائمة لحجم المدينة وتطورها المستقبلي. - باختيار نخب بيضاوية مؤهلة ونزيهة وقادرة على تدبير الشأن المحلي البيضاوي. باعتماد التخطيط الاستراتيجي للتنمية المجالية والعمرانية والخدماتية. ونقولها: نعم »من جديد انقاذ الدارالبيضاء ممكن« لأنها مدينة الحداثة والمواطنة مدينة الطموح والصمود والإبداع والعطاء مدينة المستقبل ، لأن مستقبل البيضاء هو مستقبل المغرب عاش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المجد والخلود لشهدائنا.