قال رشيد العلوي أبو البركات إن المغرب يعتبر من بين الدول السباقة على المستوى الإقليمي لإرساء برنامج مكافحة التدخين ، ومن بين الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة سنة 2004 والتي تتضمن التوجهات الجديدة التي يجب على القطاعات المعنية اعتمادها من أجل توفير الإطار الملائم لتطبيق بنود هذه الاتفاقية. وأضاف رئيس مصلحة الحياة المدرسية بنيابة مولاي يعقوب في كلمة بالنيابة خلال التظاهرة التي نظمتها الثانوية الإعدادية الحسن الأول الخميس 29 ماي 2014 بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي بدون تدخين تحت شعار: " جميعا من أجل مؤسسات تعليمية بدون تدخين " "أن المغرب لم يكتف بالمصادقة، بل بادر إلى إصدار قانون منع التدخين في الأماكن العمومية سنة 1991 وهو القانون رقم 15/91 كما تم تغييره وتتميمه سنة 2008 والذي ينص على منع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في الأماكن العمومية ومنع بيع التبغ للقاصرين ومعاقبة كل من مكن الطفل القاصر من التبغ بغرامة مالية تتراوح بين 500 و 2000 درهم ». مدير المؤسسة الحسين محوش أشار في كلمته إلى أن «تخليد اليوم العالمي بدون تدخين جاء ليتيح الفرصة لتبليغ رسائل ترمي إلى التحسيس و التوعية بخطورة التدخين الذي يحتل الصدارة في الأمراض الفتاكة الناتجة عنه كسرطان الرئة و الحنجرة ،أمراض القلب و الشرايين ،ارتفاع الضغط الدموي و تسوس الأسنان ،و غيرها من الأمراض الخطيرة و الفتاكة»، موضحا أن الممارسة التربوية أثبتت أن التدخين من طرف المتعلمين هو المقدمة لكل الصعوبات و المشاكل التي يمكن أن تصادف الطفل التلميذ و المدرسة بصفة عامة كتعاطي المخدرات و الهدر المدرسي و التخلف الدراسي و العنف بجميع أشكاله وتدني الحافزية و مستوى الذكاء ،و تعرض التلميذ للانحراف الخلقي و الإساءة و الاستغلال من طرف عديمي الضمير ، معتبرا أن الترسانة القانونية الخاصة بحماية الطفل من كل أشكال الاستغلال و الانحراف و الحرص على مصالحه الفضلى متوفرة بشكل غزير ، مشيرا إلى أن ما ينقصنا هو تنزيل مقتضيات هذه القوانين على أرض الواقع و التعاون كل من موقع اشتغاله لتفعيل إجراءات الحماية الكفيلة بتجنيب شبابنا هذه الآفة المميتة . وأضاف أن معالجة هذه الظاهرة من منظور أحادي و مقاربة واحدة، أثبتت عدم فعاليتها، بل المسؤولية تقع على عاتق الجميع ، أطرا تربوية و صحية و جمعيات المجتمع المدني و سلطات إدارية و منتخبين و دركا و أمنا ووعاظا ومرشدين دينيين ،إذ أن القطاعات كلها حكومية كانت أو غير حكومية معنية بالانخراط في هذا الورش المجتمعي الكبير» . و تميز اللقاء أيضا بتقديم عروض مسرحية باللغتين العربية والفرنسية " آفة القرن " محاكمة سيجارة " " أوقفوا التدخين " وسكيتش فكاهي " فوائد التدخين" كشف عن بروز مواهب في فن التمثيل يتعين الاهتمام بها ورعايتها . الإبداع الشعري كان حاضرا حيث استمع الحاضرون إلى قراءات شعرية وزجلية من إبداع تلامذة المؤسسة ، واختتم الحفل بمباراة في كرة القدم توجت بتوزيع الجوائز على الفائزين ... وقدم الدكتور روتبي فؤاد عن مندوبية وزارة الصحة عرضا تناول فيه مخاطر التدخين وسبل مكافحته ، وحاول من خلال عرض صور وشهادات صادمة إثارة انتباه التلاميذ وجمهور الحاضرين إلى الأضرار الوخيمة للتدخين و خطورته على صحة الإنسان ... وبالنظر للمكانة التي تحظى بها المدرسة في المجتمع من خلال الرسالة التربوية المنوطة بها في التربية على القيم والمبادئ الأساسية للحفاظ على الصحة والبيئة والارتقاء بهما، صدرت مجموعة من المذكرات الوزارية التي تنص على المنع التام للتدخين بالمؤسسات التعليمية، انطلاقا من مسؤولية المدرسة في حماية المتعلمين والمتعلمات من السلوكات السلبية، خاصة ما يرتبط بمرحلة الشباب المتسمة بالمراهقة والاندفاعات البيولوجية والسيكولوجية التي يكون فيه التلميذ أكثر عرضة لأي نوع من أنواع الانحراف . وتهدف مجمل هذه المذكرات إضافة إلى برنامج " إعداديات وثانويات بدون تدخين" ، إلى منع التدخين بالمؤسسات التعليمية- حماية التلاميذ من التدخين- الإقلاع عن التدخين- إرشاد التلاميذ والأطر التربوية والإدارية المدخنين لإجراء استشارات طبية بمراكز المساعدة على الإقلاع عن التدخين- تنظيم مباراة وطنية سنويا لانتقاء أحسن نادي صحي نشط في الأندية الصحية؛ - اختيار أحسن إعدادية وثانوية مهتمة بمحاربة التدخين. كما أن من أهم مؤشرات برنامج إعداديات وثانويات بدون تدخين على المستوى الإقليمي تفعيل دور الأندية الصحية في التوعية والتحسيس بمخاطر التدخين. إحداث لجن محلية بالثانويات والإعداديات تعمل على إعداد وقيادة برنامج محاربة التدخين بالوسط المدرسي. حيث تعمل اللجنة الإقليمية لقيادة برنامج "إعداديات وثانويات بدون تدخين" على التتبع والتنسيق مع اللجن المحلية إضافة إلى التعبئة الشاملة والمندمجة من خلال: التنسيق مع مختلف الشركاء قصد التعبئة والتحسيس (مندوبية وزارة الصحة، السلطات المحلية، فعاليات المجتمع المدني.) وأكد جميع المتدخلين خلال هذه التظاهرة على أن إشكالية التعاطي للتدخين هي إشكالية تهدد مستقبل شبابنا ، وهي مركبة تتقاطع فيها أبعاد مختلفة اجتماعية واقتصادية وسيكولوجية، مؤكدين على ضرورة تكاثف جهود مختلف الفاعلين وتعزيز مشاريع الشراكة مع مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات الدولية لتطويق هذه المعضلة للحد من انعكاساتها السلبية على صحة الشباب وعلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا .