انتهز سكان خمسة أحياء شعبية بخنيفرة حلول الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، بالمدينة، حيث نزل إلى الشارع في مسيرة رمزية، عدد من أعضاء ومنخرطي "تنسيقية أصدقاء المستقبل" التي تضم جمعيات سكانية للأحياء المذكورة، وذلك للتنديد بوضعية النظافة على صعيد أحيائهم ونقاط أخرى بالمدينة، مع تحميل شركة "الكل نظيف"Tout propreté، المفوض لها قطاع النظافة، مسؤولية ما وصفه المحتجون بالتمييز وسوء الخدمة والأداء. المحتجون حملوا على ظهورهم "براميل أزبال" وهم يزمرون بمزامير عالية الصوت لإثارة انتباه عموم المواطنين، مع توجيه رسائلهم الواضحة إلى مختلف من يهمهم الأمر، حيث عبروا بمسيرتهم السلمية عدة شوارع وأحياء شعبية، انطلاقا من تغزوت، موحى وبوعزة، إلى نحو عمالة الإقليم والجماعة الحضرية، ثم شارع الزرقطوني باتجاه الرحمة، المسيرة السفلى، مبروكة وفارة، وصولا إلى مطرح النفايات بطريق تادلة التي كانت تعيش على إيقاع الزيارة الملكية للجهة، قبل عودة المحتجين إلى غرفة التجارة والصناعة، حيث كانت الوزيرة حكيمة الحيطي تجتمع ببعض الجمعيات المحلية، وقاموا بتسليمها رسالة احتجاج تتضمن معاناتهم مع الأزبال والوعود الجوفاء. وبينما لم يسجل أي تدخل لثني المحتجين عن مواصلة طريقهم، لوحظت عناصر من الدرك وهي تلتقط صورا لهؤلاء المحتجين، سيما أثناء بلوغهم لمطرح النفايات، كما شوهدت سيارة سوداء فارهة تتوقف عند نهاية شارع الزرقطوني، وتترجل منها عناصر قامت بدورها بالتقاط بعض الصور للمسيرة السكانية قبل أن يتضح للمراقبين أن هذه العناصر هي من بين مرافقي الوزيرة. وكم أثارت المسيرة الرمزية استفهام السلطات الأمنية التي فضلت خيار المراقبة عن بعد دون وقوفها أول الأمر على نية منظمي المسيرة الذين كانوا يسيرون بعفوية مطلقة. وفي لقاء ل "الاتحاد الاشتراكي" برئيس "تنسيقية أصدقاء المستقبل"، عبر عن تذمر السكان من تردي خدمات شركة النظافة، مؤكدا أن التنسيقية فات لها أن طرقت باب المجلس البلدي مطالبة بالاطلاع على مدى احترام شركة النظافة للشروط والاتفاقيات المنصوص عليها في دفتر التحملات، كما عقدت لقاء مع عامل الإقليم لأجل الترتيب لحوار بينها وبين المسؤول على الشركة المذكورة، إلا أن جميع محاولات التنسيقية، حسب مصادرنا، ظلت خارج التغطية. وصلة بالموضوع، أفادت مصادر التنسيقية أن الأحياء الممثلة في التنسيقية تشكو مما تصفه ب "التمييز" الذي تنهجه شركة النظافة، إذ لا تصل شاحناتها إلى بعض هذه الأحياء إلا مرة أو مرتين في الأسبوع (تغزوت والمسيرة مثلا) في حين لا تصل مطلقا إلى أخرى، (ومنها فارة على سبيل المثال)، وتؤكد مصادر مسؤولة من مكتب التنسيقية أن أحياء أخرى تشكو من نفس الوضع، ومن المرتقب أن تنضم لمكونات التنسيقية، هذه التنسيقية التي قامت بعدة مبادرات وبرامج في إطار الحملات التحسيسية الرامية إلى حماية البيئة رغم أن أزقة سكان أحيائها تعاني من تراكم الأزبال والنفايات، وما ينتج عن ذلك من روائح كريهة واستقطاب للكلاب الضالة والحشرات المختلفة، بالأحرى الحديث عن بشاعة الوضع خلال فصل الصيف. ويشار إلى أن "تنسيقية أصدقاء المستقبل" بخنيفرة كانت قد رأت النور، في جمع عام سكاني، استضافه حي "موحى وبوعزة"، يوم الأحد 22 دجنبر 2013، وتتكون من خمس جمعيات تعنى بتنمية أحيائها الشعبية والهامشية، وهي جمعية الأصيل، جمعية التوفيق، جمعية أيت أوسى، جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ فارا وجمعية تيفسا، هذه كلها أكدت على ضرورة التنسيق والتشبيك في إطار موحد ومتضامن، نظرا للدور المحوري الذي تلعبه جمعيات الأحياء في الرقي بتطلعات ساكنتها وحقها في الأمن والاستقرار والبيئة السليمة والحياة الكريمة والبنى التحتية والخدمات الاجتماعية، إلى جانب إثارة انتباه الجهات المسؤولة لمكامن التردي والتهميش على مختلف المستويات، ومن هنا صادقت الجمعيات المشاركة في الجمع التنسيقي على إطلاق اسم "تنسيقة أصدقاء المستقبل" على إطارها التنظيمي.