كما كان مقررا منذ مدة في برنامجها النضالي ، خرجت تنسيقية أصدقاء المستقبل التي تضم جمعيات بخنيفرة في شكل احتجاجي رمزي حول واقع النظافة بالمدينة، إذ كانت عشية الاثنين 19 ماي 2014 سياقا زمنيا لهذا الشكل الذي تزامن اعتباطا مع الزيارة التي تقوم بها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة للإقليم. الشكل المثير الذي ابتدعته التنسيقية كان عبارة عن مسيرة احتجاجية مررت بالعديد من الأحياء وهي موحى أبوعزى سيدي بوتزكاغت تاغزوت الحي الإداري والشريط المحاذي للطريق الرئيسية وسط المدينة ثم حي الرحمة فالمسيرة فحي فارا وصولا حتى مطرح النفايات، وحمل فيها المحتجون حاويات أزبال في ظهورهم وفيها بعض المخلفات التي تم جمعها من الشارع وكذلك مجموعة من المزامير التي أحدثوا بها صفيرا في إشارة قوية وواضحة جدا إلى تدني الخدمات التي تقدمها شركة "الكل نظيف" الفائزة بصفقة التدبير المفوض الأعرج بالمدينة. الشكل الرمزي أثار فضول المواطنين الذين تفاعلوا معه بشكل إيجابي كما أثار هواجس السلطات الأمنية والداخلية التي حاولت اقتفاء المسار وهي لا تدري نية المحتجين إلا في آخر لحظة عندما حطوا الرحال بمطرح النفايات "فارا" الذي أفرغوا فيه حمولة الأزبال التي نقلوها في الحاويات، وهناك أيضا وجدوا عناصر من الدرك الملكي تحركوا بفعل السرية التامة للشكل وغياب أدنى معلومة حوله، كل ذلك لم يمنع الفاعلين الجمعويين من إلقاء كلمات منددة بالوضع البيئي لخنيفرة. وزاد من توجس السلطات خوفها من اتجاه المحتجين نحو غرفة الصناعة والتجارة والخدمات التي كانت الوزيرة تعقد فيها لقاء مع بعض الجمعيات، كما كان توجسها قائما من مواصلة المسيرة خارج المدينة على الطريق الوطنية المؤدية إلى بني ملال حيث تجري الزيارة الملكية. وقد قدمت التنسيقية تقريرا ملخصا لوضع النظافة بالمدينة وظروف اشتغال الشركة المقرون بتدني الخدمات والضعف في الموارد البشرية واللوجستيك مما يعني أن بنود دفتر التحملات لم تحترم بتاتا. جدير بالذكر أن أزيد من 25 عاملا للنظافة كانوا تابعين لذات الشركة تم تسريحهم بعد أن احتجوا على سوء أوضاع العمل وتكتلوا في إطار نقابي لم تستسغه الباترونا فاتخذت قرارها الاستبدادي مقترنا بتواطؤ السلطات داخلية ومنتخبة، وما تزال قضيتهم تراوح مكانها بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة بعد فشل جولات الصلح العرجاء.