نزل سكان موحى وبوعزة بخنيفرة إلى الشارع من جديد للاحتجاج، وهذه المرة قرروا خوض اعتصام مفتوح أمام عمالة الإقليم، احتجاجا على لغة التسويف والمماطلة التي تتم مواجهتهم بها كلما طرحوا مطالبهم البسيطة والمشروعة، والمتمثلة أساسا في ربط بعض البيوت بالشبكة الكهربائية، وإحداث قنطرة لربط الحي بالعالم الخارجي، والعمل على استفادة الحي من خدمة النظافة، ولم يفت رئيس «جمعية الأصيل لحي موحى وبوعزة»، في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي»، التنديد ب «الأساليب التي يتعامل بها المسؤولون مع نداءات الحي وسكانه، وبالوعود العقيمة التي تراهن في كل مرة على التطمين وربح الوقت، واصفا تجاهل المسؤولين بالموقف المؤجج للمزيد من الاحتقان المفتوح على كل الاحتمالات» على حد قوله. وقد أصر المعتصمون على مواصلة معركتهم تحت حرارة الشمس وبرودة الليل إلى حين الاستجابة لمطالبهم، والكف عن «التقاذف» بهم بين زوايا مثلث المكتب الوطني للكهرباء، المجلس البلدي، وعمالة الاقليم، من دون أي جدوى، كما لم يفت أحد المعتصمين استعراض حالة مواطنة من الحي لم تعد تستطع تحمل حياة الظلام إلى حين انعكس هذا الوضع سلبا على حالتها العصبية والنفسية بصورة مأساوية. وسبق لسكان حي موحى وبوعزة أن نظموا مسيرة سلمية باتجاه مبنى المكتب الوطني للكهرباء وبلدية خنيفرة وعمالة الإقليم، للمطالبة بانتشال حيهم من سجن التهميش والإهمال والإقصاء الاجتماعي، وتمت مؤازرة المحتجين بعدد من الفاعلين الجمعويين، ونشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الانسان. المحتجات والمحتجون رددوا مجموعة من الشعارات الغاضبة التي عكست سخطهم واستياءهم، وقد رفعوا شموعا وقناديل كإشارة واضحة لحياة الظلام الذي يعاني منه العديد منهم، حيث توقفت المسيرة أمام مبنى الإدارة الإقليمية للمكتب الوطني للكهرباء، والذي تم تطويقه بعدد من أفراد الأمن والقوات المساعدة، حيث شدد المحتجون على مطالبة مصالح الكهرباء بترجمة حقهم في النور. إلى ذلك انتقل المحتجون نحو بلدية خنيفرة لتقريب مطالبهم من المنتخبين، والمتمثلة أساسا في ضرورة التدخل لدى مصالح الكهرباء، كما أشاروا إلى وضعية عدد من الأزقة غير المعبدة، وافتقار الحي لقنطرة تربطه بالمواصلات بينه وبين حي مجاور، والعمل على استفادة الحي من خدمة النظافة، قبل توجه المحتجين إلى عمالة الإقليم لأجل إثارة انتباه السلطات الإقليمية لمشاكلهم، ولتطلعاتهم إلى مَن ينقذ حيهم من الهشاشة القائمة، ولم يفت المحتجين مطالبة عامل الإقليم بالتدخل لتزويد حيهم بالبنيات التحتية والتجهيزات الضرورية.