استعرض فريق الرجاء البيضاوي عضلاته واستأسد على حساب المغرب التطواني، وفاز عليه بخماسية نظيفة ليزيحه من مركز الصدارة، ويعتلي كرسي الزعامة على بعد جولة واحدة من نهاية الدوري الاحترافي، في انتظار استكمال البرنامج الأسبوع المقبل، حيث ستجرى الجولة الأخيرة، وهي الجولة التي ستحدد بطل الدوري للموسم الجاري. المدرب فوزي البنزرتي كان يعي أهمية هذه المباراة، وتأثيرها على موقع فريقه فوق خريطة الترتيب، لذلك رسم خطة تكتيكية ناجعة، بعدما تفرج على عدة مباريات للفريق المنافس، ووقف على نقط قوة التطوانيين ومكامن الخلل لديهم، ولعل القراءة الجيدة لمدرب تونسي جديد على الدوري المغربي للنهج التكتيكي للمدرب عزيز العامري كانت في منتهى الدقة، وما زيارة شباك الحارس اليوسفي خمس مرات إلا دليل على تفوق مدرب الرجاء على الإطار المغربي العامري، الذي عمَّر طويلا في الصف الأول، وحافظ عليه لثمانية وعشرين دورة، ليستسلم في النهاية، ويسلم مشعل الريادة للمدرب البنزرتي العائد من بعيد، والذي أبان عن كفاءة عالية، حيث حصل على 22 نقطة خلال ثماني مباريات الأخيرة من أصل 24 نقطة، وهذا مؤشر قوي على قوة فريق الرجاء ورهانه على السرعة النهائية. نقطة التحول في المباراة جاءت في الدقيقة 33، بعدما أعلن الحكم رضوان جيد عن ضربة جزاء، احتج عليها التطوانيون، وترجمها العميد محسن متولي إلى هدف السبق، وقبل أن تستجمع العناصر التطوانية أنفاسها، فاجأها بورزوق بهدف ثان بعد دقيقتين، وكان هذا الهدف بمثابة الضربة المبكرة، والصعبة والقوية التي تلقاها المدرب عزيز العامري، الذي فضل الحفاظ على أسلوبه التكتيكي رغم عدم نجاعته، والمتمثل في تهدئة اللعب، وبناء الهجومات من وسط الميدان بطريقة بطيئة، اعتماداً على الثنائيات، وهو نهج غابت معه النجاعة، وجعل الفريق التطواني يظهر بصورة باهتة لم ترق إلى مستوى انتظارات الجماهير التي حجت بكثرة. تسونامي الأهداف تواصل خلال الجولة الثانية، حيث وقع الظهير الأيمن الهدف الثالث في الدقيقة 48، وأعاد متولي معانقة الشباك في الدقيقة 70، وختم الظهير الأيسر كاروشي فيستفال الأهداف في الدقيقة 82، بعدما انهارت العناصر التطوانية، واستسلمت لإرادة الفريق الأخضر، الذي احتفل لاعبوه بهذا الفوز العريض بتقديم لوحات استعراضية والاحتفاظ بالكرة عن طريق التمريرات القصيرة. المدرب فوزي البنزرتي أكد في تصريح له عقب نهاية المباراة بأن فريقه تعامل مع اللقاء بشكل عاد، وأحسن التعامل مع مجرياته، وعرف كيف يستغل الضغط النفسي الذي مورس على العناصر التطوانية، ويستعرض قوته. واستدرك قائلا: «إن ما حصل للفريق التطواني يمكن أن يحصل لأي فريق»، ولم يفته التأكيد أن فريق الرجاء اعتاد أن يلعب على الألقاب، وأن مصير اللقب بين أقدام اللاعبين. فوز واحد يفصل الرجاء عن معانقة العالمية للمرة الثالثة، وسيراهن على هذا الإنجاز بملعب المسيرة خلال مواجهة أولمبيك آسفي الذي لم يؤمن موقعه بعد، في الوقت الذي سينازل فيه المغرب التطواني بمعنويات مهزوزة نهضة بركان بملعب سانية الرمل. فلمن ستدق طبول معانقة اللقب؟